• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

عُدت لمطالعة فدك في التاريخ !!..

عُدت لمطالعة فدك في التاريخ !!..

  • 10-04-2025, 13:43
  • مقالات
  • 32 مشاهدة
عبدالأمير الهماشي

"Today News": بغداد 


   لقد عُدت لمطالعة كتاب " فدك في التاريخ" لمؤلفه السيد الشهيد محمد باقر الصدر ، بعد ما وصلني  فديو طويل لأحد المشايخ  ، ورابطاً لمقال يطعن في  مقاطع  صغيرة من الكتاب  حينما قارن بين  ثورتين، ثورة أم أبيها فاطمة ضد الخليفة  الاول ( أبو بكر ) وثورة أم المؤمنين ضد  الخليفة الرابع (علي ابن أبي طالب سلام الله عليه ) ،
بل تمادى ليجعل من الكتاب بعيداً عن ثوابت المذهب الجعفري  وذهب أخر ليكتب أنه " تأسيس للانحراف"
،وسأكتب ردي بعد أن أُبين  القيمة الادبية  والعلمية  لهذا الكتاب  وبعضهم ناقش الكتاب لما فيه دلائل على امارة الملكية  
 و أرجو  أن لا أكون مخطئاً بأنْ أُقرر  أن أياً من هذه الاشكالات لم تصدر في حياته  عند صدور الكتاب ، ولم يُشكل على الكتاب بعد استشهاده بعقدين او اكثر ، وكأنهم اكتشفوا هذه (الاشكالات )  مؤخراً .
كما إني استنتج  أن السيد الشهيد بقى مصراً على محتوى الكتاب  في مراجعاته لمؤلفاته ولم يزد أو ينقص عليه شيئا ، ولم يُذكَرْ  لنا  عن سيرته انه فعل ذلك مع هذا الكتاب الذي ألفه وهو  في مراحل الصبا كما أجاب عند سؤاله عن السبب في تأليفه ، ولكنه راجع أراءه الفقهية  ولم تتغير ايام صباه  او شبابه .

كتاب فدك في التاريخ :-

من قرأ كتب الشهيد الصدر يرى أنه يعرض أراء الاخرين و ينقلها بتجرد وبموضوعية  ولا يحشر القارئ في زاوية  كي يفرض رأيه في النهاية ..
وهذا ما نجده  عندما  يتبنى وجهة نطر المدارس الاخرى في عرض فدك وبعدها يناقشها بموضوعية ، والملاحظ  أنه في هذا الكتاب قد اطلع على  الاراء التاريخية لعلماء الفريقين ، بل نجده يناقش كاتباً معاصرا له واسمه (عباس محمود العقاد) لما عُرف عنه بكتاباته الاسلامية وحاول في هذه القضية  ان ( يسوف )  الخلاف على فدك ولا يعطيها أهميتها  وما تمثله من ركيزة من ركائز احقاق الحق .  

عندما تقرا فدك في التاريخ فإنك تجد نفسك امام كاتب رواية أو قصة يتقمص فيها دور البطل ، وفي هذا الكتاب  هناك بطلة ومحور  للاحداث تبنى حوارها ، وصوَّر لنا حالة الحزن والأسى بفقد رسول الله (ص) ، ولكن هذا الحزن والبكاء لفقد الأب لم يجعل من صاحبته منكفأة  متقوقعة ، بل إنَّ حزنها كان حزناً رسالياً ، وهو بداية ثورة كما أراد الكاتب أن يوصل هذه الفكرة لنا (وربما هذه احدى الاشكالات  التي حاول بعضهم اثارتها على الكتاب وساتعرض لها ).

ومن يقرأ كتاب فدك في التاريخ يجد نفسه أمام كاتب متمرس في انتقاء المفردات التي  تشدك الى النص وتتفاعل معه وتعيش أجواءه ، وكأنَّ  أمام راو  متمرس له مؤلفات عديدة  خبير في هذا الفن ، وفي هذا اللون من الادب العربي ، لكننا نتفاجئ حينما نعلم  أن هذا الكتاب خُطت سطوره في مرحلة الصبا من مراحل حياة السيد محمد باقر الصدر   ،ولم يخرج الى النور الا بعد طلب المقربين و( الكاتب) أصبح في العشرين من عمره .
وكلما أقرأ كتاباً او رأياً  للشهيد محمد باقر الصدر  اشعر بمرارة وحسرة للجريمة  التي ارتكبها الطاغية صدام بحق العراقيين وبحق الاسلام وبحق  الانسانية جمعاء، فالجريمة  بقدر الضحية  وعنوانها المعنوي ،كما هي جريمة اغتصاب فدك من الزهراء (ع) .

أخر الأخبار