الشهيدة بنت الهدى.. زينبُ العصر
"Today News": بغداد
تعلّمت الشهيدة بنت الهدى (آمنة الصدر) من مدرسة السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)، معنى الصبر على الشدائد، والثبات في مواجهة الظلم، والتصدي لأعداء الله بلا تردد ولا خوف.
فكانت صدىً لزينب في عصرها، تكشف جرائم حزب البعث وطاغيته، وتفضح سياساته في القمع والإبادة الجماعية بحق الشعب العراقي وجيرانه.
1- ولادتها:
وُلدت السيدة آمنة الصدر المعروفة بـ (بنت الهدى) عام 1937 في مدينة الكاظمية المقدسة، وهي شقيقة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره).
2- نشأتها وتعليمها:
نشأت في كنف عائلة علمية عريقة. توفي والدها وهي في سن مبكرة، فتولى شقيقاها إسماعيل ومحمد باقر الصدر رعايتها وتعليمها.
تلقت تعليمها الأولي في المنزل، فدرست القراءة والكتابة، ثم توسعت إلى علوم النحو، والمنطق، والفقه، والأصول.
وفي الحادية عشرة من عمرها، انتقلت مع شقيقيها إلى النجف الأشرف، حيث تابعت دراستها حتى أصبحت من المجاهدات الرائدات في ميدان التوعية والإصلاح، إضافة لكونها أديبة، وشاعرة، وكاتبة.
3- نشاطها الثقافي والتبليغي:
ساهمت بنت الهدى في إحياء الدور الرسالي للمرأة، فعملت على نشر الثقافة الإسلامية، وتوعية النساء بحقوقهن وواجباتهن في ضوء تعاليم الإسلام.
4- إشرافها على مدارس الزهراء:
في عام 1967 تولّت الإشراف على “مدارس الزهراء” في النجف والكاظمية، التي كانت توازي المدارس الحكومية في مناهجها، لكنها أضافت التربية الدينية والتوجيه الأخلاقي.
توقفت عن الإشراف عام 1972 بعد تأميم التعليم، معتبرة أن المسار التربوي فقد استقلاليته الإسلامية.
5- دورها الاجتماعي والتربوي:
عُرفت بتواضعها وخدمتها للناس، فكانت تستقبل النساء في بيتها، تجيب على استفساراتهن الفقهية، وتعينهن في قضايا الأسرة والتربية.
6-دورها التوعوي في الحج :
شاركت في مواسم الحج كمبلّغة دينية، فكانت توجه النساء وتعظهن، وتجيب على أسئلتهن في المسائل الشرعية، وتوثق أحوال المسلمين.
كانت تعلّم وتوجه وتربط بين المسلمات من مختلف الجنسيات، غارسةً فيهن الوعي والثقة بالهوية الإسلامية.
7- دورها في الأسرة:
•ساعدت شقيقها المرجع السيد محمد باقر الصدر في أنشطته التربوية والعلمية.
•شاركت في تربية البنات والشابات تربيةً إسلامية متكاملة.
•كانت القلب النابض في بيت المرجعية، رعايةً لأمها، واحتضانًا للمؤمنات.
8- الكتابة والتأليف:
كانت رائدة في الأدب الإسلامي النسوي، استخدمت الأسلوب القصصي لنقل رسائل الإصلاح الديني والاجتماعي، بعيدًا عن التعقيد والافتعال.
بدأت بالكتابة في مجلتي “الأضواء” و”الإيمان”، وكانت كلماتها تُلهب الوعي وتحرّك القلوب.
9- مؤلفاتها:
من أبرز مؤلفاتها:
•الفضيلة تنتصر
•الخالة الضائعة
•امرأتان ورجل
•صراع
•لقاء في المستشفى
•مذكرات الحج
•ليتني كنت أعلم
•بطولات المرأة المسلمة
•كلمة ودعوة
•الباحثة عن الحقيقة
•المرأة مع النبي
10-التصدي لنظام البعث وطاغيته:
عندما اعتُقل شقيقها السيد محمد باقر الصدر، خرجت إلى ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام) تحثّ الناس على النهوض والثورة.
ألهبت مشاعر الجماهير بكلماتها، موقظة الضمائر الغافية، وفضحت جرائم النظام، متحدية الطغيان بكل شجاعة، ومُذكّرة بأصداء صرخة زينب (ع) في مجلس يزيد:
“فكد كيدك، واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا…”
11- استشهادها:
في السابع من نيسان عام 1980، وبعد تصاعد النشاط السياسي للسيد محمد باقر الصدر ضد نظام حزب البعث، قامت سلطات الطاغية صدام حسين باعتقاله مع شقيقته السيدة آمنة الصدر (بنت الهدى) من مدينة النجف الأشرف، ونُقِلا إلى مديرية الأمن العامة في بغداد.
وقد كُشفت لاحقا معلومات جديدة لأول مرة، من خلال اعترافات اللواء الأمني سعدون صبري، تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهادهما:
وُضِعت السيدة آمنة في غرفة مقابلة لغرفة سعدون في الامن العامة ببغداد، وسألها عن سبب اضطرابها وخوفها، فأجابته: “أخاف على السيد أن تؤذوه” فرد عليها: “ما زال بخير”.
وفي مساء يوم الثامن من نيسان، جاء الأمر من الطاغية صدام بإعدامهما.
نُقِلا بعدها بسيارة “بوكس” إلى موقع الإعدام في صحراء قرب بغداد، برفقة عدد من ضباط الأمن، منهم: النقيب (لاحقًا لواء) سروح نجرس الحديثي، والمقدم أو العقيد (لواء) علي عبد الله برع الجنابي، والرائد (لواء) طعمة السامرائي، ومفوض الأمن محمد (سائق السيارة).
قبيل تنفيذ الإعدام، اقترب السيد محمد باقر الصدر من شقيقته السيدة آمنة، وكانت حزينة مكتئبة تتأمل فجيعتها القادمة، فعانقها وقال لها بلغة اليقين والثبات:
“لا تبكي يا أختي العزيزة… إن شاء الله ملتقانا في الجنة عند الإمام الحسين (عليه السلام)”.
ثم أشهر سعدون صبري مسدسه الإيطالي (برتا ٩ ملم)، وأطلق خمس أو ست رصاصات نحو نحر السيد الصدر، فاستُشهد أمام أعين شقيقته في الساعة الثامنة من صباح يوم التاسع من نيسان 1980.
وبعد ذلك، أُعدِمت السيدة آمنة أيضا رميًا بالرصاص من قبل النقيب (لاحقًا لواء) سروح نجرس الحديثي، والمقدم أو العقيد (لواء) علي عبد الله برع الجنابي، ودفنت في مكان مجهول خارج بغداد، لا يزال قبرها طيّ الكتمان حتى يومنا هذا.
12- زينب العصر..
رمز نسوي مقاوم:
خلّدت بنت الهدى اسمها في سجل النساء المجاهدات، وكانت صوت المرأة المسلمة، الواعية، الرافضة للذل، والمضحية في سبيل الحق.
إنها زينب هذا العصر، التي واجهت الطغيان بصبرٍ ويقين، وستبقى رمزا للحرية، والكرامة، والوعي المقاوم.
وليد الحلي
11 نيسان 2025
10-04-2025, 19:31 السودان : العفو الدولية توثق حالات اغتصاب جماعي ارتكبها "الدعم السريع"
أمس, 17:55 الشهيدة بنت الهدى.. زينبُ العصر
وليد الحلي10-04-2025, 13:43 عُدت لمطالعة فدك في التاريخ !!..
عبدالأمير الهماشي9-04-2025, 17:20 إرادة الله الغالبة أسقطت فرعون العصر بيوم شهادة الصدر
الشيخ جميل الربيعي9-04-2025, 11:34 أطروحة التغيير عند السيد الشهيد محمد باقر الصدر
وليد الحلي