كتبت صحيفة "The Cradle” الأمريكية تقريرا شرحت فيه كيفية تسليح تركيا للمياه ونيتها لاستخدامها كأداة ضغط جيوسياسي ضمن ما اطلقت عليه عقيدة "الوطن الأزرق".
وأكدت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية ليست مجرد دفاع بحري، بل مشروع توسعي تطمح إليه أنقرة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وتشكل نقطة توتر جديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، إذ إنها تؤدي إلى إعادة رسم حدود الطاقة وتصاعد التوتر مع اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر.
وأضافت أنه بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، أعلن وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، عن نيته بدء المفاوضات مع سوريا لبدء ترسيم الحدود البحرية، مما أثار غضب المسؤولين اليونانيين بسرعة، معتبرين ذلك تحدياً مباشراً لسيادتهم وأن تركيا لا تمتلك أي صلاحية قانونية لإبرام اتفاقيات مع ما يعتبرونه سلطة سورية مؤقتة وغير معترف بها.
وبينت "ذل كريدل" أن معاهدة لوزان عام 1923، التي وقعت بين تركيا والقوى الفائزة في الحرب العالمية الأولى، أعادت رسم حدود تركيا الحديثة ولكن تركت البلاد بحقوق بحرية محدودة، مما أدى إلى نزاعات طويلة حول الرف القاري والمياه الإقليمية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتابعت في الوقت الحاضر، تعتمد تركيا على تفسيراتها القانونية الخاصة، رافضة لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS)، وتفضل التعامل مع الاتفاقيات الثنائية لتأكيد مطالبها البحرية.
ومضت الصحيفة الأمريكية أن الأنشطة الإقليمية التركية تطورت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، مدفوعة بالمنافسة المتصاعدة على احتياطيات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأصبح التركيز على المناطق الاقتصادية البحرية أحد أركان السياسة الخارجية لأنقرة، مع تأكيد على أن منطقة الاقتصاد البحري الحصرية التركية محدودة نسبيًا مقارنة بالدول الساحلية المجاورة.
وأوضحت أن مفهوم "الوطن الأزرق" هو مفهوم تركي يهدف إلى تعزيز نفوذ تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه والبحر الأسود، ويعني حرفياً "السيادة على المساحات البحرية.