حذّرت الأمم المتحدة من مجاعة في غزة دفعت السكان إلى أكل لحوم السلاحف، في ظل كارثة إنسانية خانقة ونقص حاد في المواد الغذائية، اضطرت بعض العائلات في قطاع غزة إلى تناول لحوم السلاحف البحرية كخيار أخير للبقاء.
وذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن "القوقعة تُزال أولًا، ثم تُقطَّع اللحوم وتُغلى وتُطهى مع بعض قطع الفلفل"، مشيرةً إلى أنه "في قطاع يعاني سكانه من نقص حاد في البروتينات، لجأ البعض إلى هذا الخيار القاسي".
وفي مدينة خان يونس، تقول ماجدة قنان، وهي تراقب قطع اللحم الحمراء تُطهى على نار الحطب: "الأطفال كانوا مترددين، فقلنا لهم إنها لذيذة كأنها لحم العجل، بعضهم أكلها، والبعض الآخر لم يستطع".
وقد حذّر ائتلاف من منظمات الإغاثة الدولية هذا الأسبوع، قائلًا إن "المجاعة لم تعد مجرد خطر، بل أصبحت تنتشر بسرعة في معظم مناطق قطاع غزة".
ومنذ 2 مارس، تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، متهمةً حركة حماس بالاستيلاء عليها، وهو ما تنفيه الحركة، متهمةً بدورها إسرائيل باستخدام "المجاعة كسلاح حرب".
وتابعت ماجدة: "لا توجد أي معابر مفتوحة، ولا يوجد شيء في السوق. أشتري كيسين صغيرين من الخضار بـ80 شيكل (نحو 19 يورو)، ولا يوجد لحم".
ورغم أن السلاحف البحرية تُعد من الأنواع المحمية عالميًا، فإن تلك التي تقع في شباك الصيادين أصبحت تُستخدم كبديل.
ولتنظيف اللحم، تخلطه ماجدة بالدقيق والخل، ثم تغسله وتغليه في قدر قديم، وتعيد طبخه مع البصل والطماطم والفلفل.
وأوضح ابن عمها عبد الحليم قنان، وهو صياد: "لم نكن نتخيل يومًا أننا سنأكل السلاحف... لكن مع بداية الحرب، لم يكن لدينا طعام، ولم نجد أي مصدر للبروتين. لا يوجد لحم، وأسعار الخضار خيالية، لا أحد يستطيع تحمّلها".
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الوضع في غزة هو "الأسوأ" منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل.
وفي يونيو الماضي، تحدّث عاملون في المجال الإنساني عن فلسطينيين اضطروا إلى تناول أعلاف الحيوانات أو الأعشاب، وشرب مياه الصرف الصحي.