محمد باقر الصدر يقظة أمة وموقف عصر
برحيله خسر العالم الاسلامي والعالم اجمع معين ثورة اصلاحية وارث عالم ومفكر وفيلسوف ،انتج بعمر قصير منظومة فكرية تقود لخلاص الانسان ، وتفكيك عقدة ممانعته ليحيا ويعيش انسانا حرا كريما متحررا من الخطايا والذنوب والشهوات الدنيوية ويسمو بحدود انسانيته والانعتاق الى ملكوت الحياة الامنة في ظل حكم عادل رشيد ، رسم الشهيد بنبوغه المبكر معالم واسس واقتصاديات منهجيتها الرصينة.
أربعون عاما مضت على رحيل مفكر وشهيد الاسلام والامة ، الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ،وأخته الشهيدة آمنة الصدر بعد ان استشعر اعوان الاستكبار العالمي خطورة اهدافه وعملوا على تقويض نهضته لتقرر تصفيته وايقاف نمو فكره الحركي المهدد لمشاريعهم التدميرية للانسان والبشرية. لياتي مخطط
تصفيته على يد طغمة باغية من عصابة اجرام نظام البعث الكافر .
انها مناسبة لاستذكار تاريخ صحوة امة فجر معالمها شهيد الاسلام الحركي ليوقظها من غفلتها كما نهض من قبله سلفه الطاهر من أئمة الهدى وهم يصنعون من راية شهادة الامام الحسين ايقونة وعنوانا للإمام والعالم الجهادي والمصلح في الاسلام ، اراد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر احياء جذوتها في ضمير الامة .
أعدم الشهيد محمد باقر الصدر لانه واجه انحراف الطغاة وتماديهم في اذلال الانسان وقهره واخضاعه لاتباع فكر منحرف والانقياد لارباب شهوات الدنيا وزخرفها ، عمل الشهيد على وضع منهج رفضها وصدها وتحريره من خانة العبودية للمخلوق ليكون حرا في ملكوت الخالق .
لم يك الشهيد محمد باقر الصدر رجل دنيا بل كان رجل اخرة يبني مرتكزاتها لمن يريد لنفسه العزة والكرامة.
ولم تشغله في الانسان العبادات السطحية والانغماس في حدودها الضيقة بل دعاه للخروج الى رحاب إنسانية الانسان باحثا عن مسلمات خلاصه خارج حدود العناوين المذهبية والطائفية الضيقة ،وكتب ونظر في أبجديات الجدليات المادية وقهر بديهياتها، بالعودة الى قراءة الاسلام قراءة واعية متفحصة ليجد الاجابات المنطقية لكل ما حاول العالم المادي تغليف حياة الانسان بها ،وعمل على مبادلاتها بالاستقراء الصحيح للاسلام الحركي لا بالاسلام الصوري .
انجز الشهيد السعيد بفترة وجيزة من عمره .معادلة مفاهيمية فكرية رجحت قدرة الانسان المسلم على مواجهة ماديات الحياة الزائلة في مختلف عناوينها المعاصرة وناقش مخالفاتها لمنهج الاسلام معتمدا على تفجر طاقات الانسان المسلم وعودته الى فهم دينه فهما جدليا يقوم على استنباط اسس الاسلام الصحيح بلا خرافة وبلا تسطيح وبلا مواربة وإسقاط شكليات المعاني المخالفة لقيمه السامية .
خسر الاسلام بشهادة محمد باقر الصدر عالمًا ربانيًا حركيًا تلمست نتاجاته سيرة العلماء والصالحين والهداة الأوائل وعاش عمرا قصيرا قدم خلاله خزينا معرفيا لم يتمكن احد من اللحاق به او تجاوز نتاجه النوعي .
رحل الشهيد وقد رسم وترك لثلة من اتباعه الخلص رسالة ومنهجا وفكرا للدعوة الى الله بمتلازمة فكرية وعقيدة حركية لن تموت مهما مورست عليها ارادات قهرية ووسائل التحجيم والطرد والتنكيل رغم انها تسببت برحيل خيرة الرجال الدعاة الذين ساروا على درب الشهادة والتحقوا بركب الشهيد السعيد لتخسر الامة من بعدهم رجالا هداة اباة قارعوا بصبر وتضحية كل اشكال عنف وتسلط وجبروت الطغاة وهم يدافعون عن رسالة الاسلام الحقة وعبدوا الطريق لينهض فجر الخلاص باسقاط اعتى نظام عرفه التاريخ المعاصر من بعدهم .
انها شهادة امتحان لعصر بدأ ينجرف بسرعة الى الهاوية لانه فقد بوصلة خلاصه التي كان الشهيد يسعى الى تصحيح مساراتها ورسم حركيتها بما يتوافق مع منهج الاسلام المنقذ للانسان .
وفي ظل ما تمر به الامة والبشرية جمعاء من امتحانات مصيرية في ظل الانتكاسات و الانهيارات الاخلاقية والفكرية والاقتصادية باتت حتميات نهاياتها محتومة للانزلاق في مهاوي الردى مالم يتم استثمار ما تبقى من فرص الخلاص للإسراع بتقفي اثار رسالة الإسلام ومنهجه الصحيح الذي دعانا الى تلمس خطاه العلماء والصالحون.
كان وسيبقى الشهيد السعيد محمد باقر الصدر اخر ثمارها المعاصرة وأوضح عنوان لمشروع مستمر ليقظة امة وموقف عصر .
21-11-2024, 22:27 وحدة القرار الشيعي واحتمال ظهور مرجعية مطلقة
د. علي المؤمن19-11-2024, 18:20 لننهض لمستقبل بلادنا واحتياجاتنا في التعداد السكاني
وليد الحلي19-11-2024, 17:47 أم الـــقـــيــمـر و التعداد العام للسكان
عباس الجبوري18-11-2024, 22:29 المستقبل الشيعي .. استشرافه وصناعته
د. علي المؤمن