• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

حب الحسين كدافع

حب الحسين كدافع

  • 12-09-2019, 12:09
  • مقالات
  • 798 مشاهدة
محمد عبد الجبار الشبوط

محمد عبد الجبار الشبوط

يعرّف علماء النفس  الدافع Motive بانه "مثير داخلي يحرك سلوك الفرد ويوجهه للوصول إلى هدف معين"، او انه "القوة التي تدفع الفرد لأن يقوم بسلوك من أجل إشباع وتحقيق حاجة أو هدف"
وهناك فرق بين الدافع والحافز حيث يعرف علماء النفس الحافز بأنه "الموضوع الخارجي الذي يحفز الفرد للقيام بسلوك ما"، كالطعام، بينما يمثل الدافع العامل الداخلي الذي "يوجه سلوك الفرد نحوه أو بعيداً عنه لإشباع حاجة أو تجنب أذى"، كالجوع.
الحسين حافز، لانه موضوع خارجي، وحب الحسين دافع لانه مثير داخلي.
الحسين رجل مشخص ذو وجود خارجي تاريخي متحقق، دفعه شعوره الداخلي بمسؤوليته الذاتية عن المحيط الاجتماعي والسياسي الذي ينتمي اليه الى اعلان الثورة من اجل تغيير الوضع الفاسد واصلاح مجتمعه وامته، حتى لو اضطر في سبيل ذلك الى التضحية بنفسه وحياته وممتلكاته وابنائه واخوانه وبقية اهله وعائلته.
وعلى مر السنين تكونت امة من الناس تحب الحسين لاسباب ايمانية عقائدية او لاسباب انسانية واصبح حب الحسين دافعا نفسيا او مثيرا داخليا للاحتفال بذكرى استشهاد الحسين بمختلف اشكال الممارسات والاعمال.
واصبح الناس على اتم الاستعداد لبذل المال والجهد في هذا الاحياء الذي تحول بدوره الى ظاهرة اجتماعية نجدها في مختلف انحاء العالم التي يتواجد فيها هؤلاء الناس. ولم يعد الامر يقتصر على المسلمين الشيعة الذين يعتقدون بامامة الحسين، بل اخذ الناس من عقائد وملل اخرى يشاركون في احتفالات عاشوراء.
واصبح من الواضح ان "حب الحسين" اصبح دافعا او مثيرا داخليا للقيام بالكثير من الاعمال والممارسات. واذا كان الناس يتفقون على معظم هذه الممارسات والاعمال فان بعضها موضع خلاف وتباين في الراي بين الفقهاء والعلماء والناس. ولا بأس بهذا الاختلاف اذا تمت ادارته بطريقة حضارية ولم يلحق الاذى بالنفس.
لكن المهم بعد ان اصبح الحسين حافزا وحبه دافعا ان يجري استثمار كل ذلك بطريقة نافعة للمجتمع والانسان. ويتم ذلك باعادة توجبه حب الحسين، باعتباره دافعا وباعثا للعمل، صوب اهداف مجتمعية انسانية تسهم في بناء المجتمع الحضاري. وتتنوع وتتعدد هذه الاهداف بحسب المجتمعات التي تشهد الاحياء السنوي لذكرى استشهاد الحسين.
واول خطوات اعادة التوجيه يكون بعدم جعل الاحساس بحب الحسين ظاهرة موسمية تبدا في اول محرم من كل سنة وتنتهي في العشرين من صفر من العام ذاته.لا يمكن توقيت الحب بقطعة زمنية محددة لانه شعور مصاحب للانسان كل الوقت. ولابد ان الذين يحبون الحسين يحملون حب الحسين في كل حين. نعم ربما تختلف طريقة التعبير عن هذا الحب من وقت الى اخر. فقد يكون الحزن هو الطابع العام للتعبير عن هذا الحب في الفترة من ١ محرم الى ٢٠ صفر، لكن ليس هناك ما يمنع من ان ياخذ التعبير عن هذا الحب شكلا اخر في بقية ايام السنة.
وهنا يمكن ان تاتي الخطوة او الخطوات الاخرى في اعادة التوجيه، كأن يكون حب الحسين دافعا لجميع الافراد في تنمية الشعور الداخلي بالمسؤولية الذاتية عن الشأن العام فيكون حب الحسين دافعا للموظف الحكومي ان يكون اكثر اخلاصا في عمله.  وان يكون بالنسبة للطالب دافعا الى الجد والاجتهاد في دراسته، وهكذا لبقية اصناف الناس. وان يكون بالنسبة لعموم الناس دافعا الى التعاون فيما بينهم على البر والتقوى والخير والمصلحة العامة ومحاربة الفساد.
ويمكن تحقيق هذا بالتربية. والتربية يقوم بها خطباء المنبر الحسيني بالدرجة الاساس، لكن يمكن ان يدخل هذا في مناهج التربية في المدارس ايضا.

أخر الأخبار