متابعة :"Today News"

حمية الكيتو من الحميات التي تحظى بشعبية كبيرة عالمياً نظراً لما تعد به متبعيها من تحويل الجسم إلى آلة لحرق الدهون. ولمن لا يعلم، فبرنامج تغذية هذه الحمية يعتمد على تناول الدهون المفيدة والبروتين مع تقنين تناول الكربوهيدرات.

 وبالإضافة إلى اتباعها بهدف خسارة الوزن ورفع مستوى الصحة، فقد استخدمت أيضاً كطريقة للتحكم وعلاج بعض الأمراض كالصرع والسكري والسمنة. وعلى الرغم من رواج هذه الحمية فإنها ما زالت تثير الكثير من الجدل حول فوائدها الصحية وآثارها الجانبية. وقد أظهرت دراسة نشرتها مؤخراً دورية الخلية لباحثين من جامعة كاليفورنيا بأن اتباع حمية الكيتو يسبب تغيراً في البيئة الميكروبية للأمعاء بشكل يساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي والمناعي.

 وفي الدراسة، قام الباحثون بتقسيم متطوعين بالغين ومصابين بالسمنة إلى مجموعتين، اتبع نصفهم في الشهر الأول حمية كلاسيكية منخفضة السعرات الحرارية (50 في المئة من الكربوهيدرات و20 في المئة من البروتين و30 في المئة من الدهون)، بينما اتبع النصف الآخر حمية كيتو (5 في المئة من الكربوهيدرات و25 في المئة من البروتين و70 في المئة من الدهون).

وفي الشهر الثاني تم تبديل حمية المجموعات حتى تتبع كل مجموعة حمية المجموعة الأخرى. وأظهرت نتائج تحاليل المتطوعين بأن متبعي حمية الكيتو، حدث لديهم تغير إيجابي في معدل 19 نوعاً من بكتيريا الأمعاء. كما وجد بأنه عندما استبدل متبعو حمية الكيتو نظامهم الغذائي إلى الحمية الكلاسيكية ترتب على ذلك حدوث انخفاض سريع في تركيز هذه الميكروبات.

مما يشير إلى أن بيئة الأمعاء البكتيرية تستجيب بشكل مختلف لحمية الكيتو (زيادة تناول الدهون مع تقنين تناول الكربوهيدرات) والعكس صحيح أيضاً. أمّا بالنسبة إلى كمية خسارة الوزن، وجد أن متبعي حمية الكيتو فقدوا وزناً أكبر (وبخاصة من دهون الكرش) مقارنة بمن اتبع حمية كلاسيكية منخفضة السعرات الحرارية. مقاومة الأمراض Volume 0%   وعندما قام الباحثون بأخذ عينات من بكتيريا أمعاء متبعي حمية الكيتو ثم وضعها في أمعاء فئران، لوحظ حدوث تحسن في مقاومتها للأمراض الالتهابية وزيادة في تركيز الخلايا المقاتلة المناعية في دمائها.

كما حدث تغير في خيارات هذه الفئران الغذائية، فعندما تم تقديم وجبات منخفضة أو عالية الدهون وجد بأن غالبيتها فضلت تناول أغذية عالية بالدهون وقليلة بالكربوهيدرات.

 وعلق الباحث د. بيتر ترنباو، البروفيسور في علم المناعة والمكروبيولوجيا قائلاً: «عند اتباع حمية الكيتو سيفتقر الجسم إلى السكر والجلوكوز الذي كان يستخدمه سابقاً كمصدر للطاقة، مما سيؤدي إلى إنتاجه لمركبات تسمى أجسام الكيتو حتى يستخدمها كمصدر للطاقة. وقد كشفت الدراسات بأن زيادة تركيز أجسام الكيتو أثناء اتباع حمية الكيتو يتزامن مع حدوث تحول في تركيبة بيئة الأمعاء الميكروبية وبشكل يعزز قوة الجهاز المناعي ويخفض العمليات الالتهابية في الجسم وهو أمر مهم للوقاية من الأمراض وتأخير شيخوخة الخلايا