متابعة :"Today News"
لم تكن تعلم ريام خليل ان حلمها بالزواج وحفله زفاف يضرب بيها المثل تتحول لمجرد طقوس دينية يجتمع حولها الاهل وقليل جداً من الصديقات فالكورونا تتربص بكل تجمع وتطال الجميع برهاب العدوى الفايروسية .
اذ لم تكون للكورونا تداعياته الصحية والاقتصادية فقط وانما شمل مختلف السلوكيات الحياتية فكانت لطقوس الزواج في ايامه نصيا ً.
تقول ريام ذات الــ(26) عاما انها قررت وخطيبها زيد (30 ) عاما ان يتمان مراسيم زفافها الذي ارجى اكثر من مرة بسبب حظر التجوال او بسبب تفاقم الاصابات بالفايروس الامر الذي اضطرهما لتحديد موعود نهائي للزفاف خوفا من قادم ربما لن يكون بأحسن حال من الايام الحالية مع تجاوز عدد الاصابات الى اكثر من الف حالة ".
وتضيف انها قررت حسم موضوع زفافها وجعله مقتصر على عدد محدود من الاهل فقط دون الاقرباء وبعيداً عن فرحة الاصدقاء لكليهما, لافتة الى ان " حلم الزواج الذي كانت تسعى اليه ليكون مضرب للأمثال تبدد فالخوف من العدوى الفايروسية اربكت كل الخطط واعادة ترتيب جميع الحسابات "
زيد العريس كان هو الاخر مضطر لن يتمم زواجه بعد خطوبة تجاوزت العشر شهور ما بين التظاهرات وتداعياتها مرورنا بأزمة كورونا الصحية العالمية ولن المستقبل مجهول بحسب كلامه, اتم زيد زواجه الجمعة الماضية دون حفل او مراسيم جمع الاهل والاقرباء والاصدقاء حتى انه الغى فقرة الزفاف الفندقي ) ,فالحظر الحكومي كان له بالمرصاد مكتفيا بمراسيم بسيطة لحفل جمع فراد العائلتين فقط ".
واضاف : تداعيات كورونا لم تقتصر على تحجيم حفل الزفاف رغم اننا كنا مخيرين بس إتمامه بهذه الظروف او التأجيل وحكم الاسوء من الايام خاصة مع ارتفاع اعداد الاصابات ".
لافتا الى ان "ازمة كورونا دفعتنا الى اختصار تكاليف الزفاف حيث انه وضع ميزانية قاربت الــ(10 ملايين دينار ) فيما كلفت حفل الزفاف المختصرة اقل من مليوني دينار فقط , مستدركا بالقول لا نعلم ماذا تحمل الايام القامة في جعبتها هل نعبر الازمة لبر الأمان ام ننتظر الاخطر لذا كان الاستعجال وحسم موضوع الزفاف شر لابد منه ".
كورونا فايروس او كوفيد 19 الازمة التي لم تكون بالحسبان عالمياً والتي غيرت العادات والطقوس للعديد من المجالات الحياتية ومنها حفلات الزفاف لكن الامر انسحب بطبيعة الحال على المجالات الاخرى المرتبطة بها وهنا نقصد الفنادق السياحية , ومكاتب تنظيم , حفلات الاعراس, واعياد الميلاد ,والمصورين والتي شهدت تراجعاً وكساداً اقتصادياً رافق الازمة الصحية وسط توقعات مخيبة للآمال بانفراج الازمة قريباً".
اذ يؤكد مؤيد العبيدي مسؤول القاعات والحفلات في فندق المنصور ميليا احد اكبر الفنادق السياحية في العاصمة بغداد تراجع العمل بشكل كبير فلا وجود لأي حفلات زفاف او مؤتمرات اذ اغلقت المطاعم والكافيات تنفيذا لقرار( 55) الصادر من قبل خلية الازمة والذي عمم على جميع الموافق السياحية في العراق ".
واضاف العبيدي انه" ومنذ بداية الازمة الصحية في العراق والعمل توقف بشكل تام التزاماً بالمقررات الصحية الحكومية فلم نستقبل اي تنظيمات لحفلات زفاف او اعياد ميلاد وقد الغيت بشكل تام المؤتمرات الدولية والمحلية حيث اغلقت القاعات بشكل تام الامر الذي انعكس على الجانب المادي للعاملين في الفندق والذين يتقاضون اجور سيرفس (الخدمة) :"
واضاف : نستقبل حالياً ولو بشكل طفيف جداً فقط العرسان ضمن خدمه الغرف الفندقية فحتى هذا الامر لم يعد كما قبل ( الكورونا ) فتخوف الكثير من الاسر من عدوى المرض استدعت الكثير من اتمام الزفاف في المنازل حتى اشعار اخر "
وعن اختلاف اسعار الحجوزات يقول مؤيد ان" الاسعار كانت في السابق تتراوح بين ( 200 -250 الف ) لليلة واحدة اما الان فان الاسعار تتراوح بين (100-150)".
من جهتها قالت ميس عامر وهي منظمة حفلات اعراس ان" عملها تراجع بشكل كبير بسبب الازمة اذ شهدت الشهور الثلاثة الاخيرة توقف تام وانقطعت طلبات التجهيز والغت الكثير من الاسر مراسيم حفلات المهر او الحنة او اعياد الميلاد ".
واضافت , خلال العيد وما بعده كانت تردني اتصالات لتجهيز حفلات المهر او الحنة لبعض العرائس الا اني رفضتها بسبب مخاوف بان تكون احد الاسر مصابة اذ ان فوبيا ( الكورونا ) تطاردني وخوفي على اسرتي يدفعني الى رفض اي طلبيات حتى انتهاء الازمة "
وتتابع " اقبل بعض الطلبيات لا شخاص او اسر اعرفها شخصيا كالأقرباء او الاصدقاء رغم انها غير مجدية مادياً بحكم العادات والتقاليد التي تمنعنا من قبل الاجر للمقربين ".
وتتابع ميس :هناك بعض الشركات والبيجات او المكاتب التي لا زالت تمارس عملها بشكل حذر وتستقبل الطلبات اذ تحولت الكثير من العروض بدل تنظيم الحفلات في القاعات الى تنظيم حفلات محدودة داخل المنازل بعد الغاء الكثير من المراسيم المتعلقة بحفلة الزفاف كالقاعات الواسعة والاعداد الكبيرة من الحضور وفريق التصوير , والفندق, ووجبات الغداء او العشاء واقتصر الامر اليوم على اقامة حفلة مصغرة تجمع اسرتي العروس والعريس مع وجبات طعام منفردة وجاهزة تخوفا من وجود اي اصابة لاحد المدعوين ".
وعن اسعار تنظيم الحفلات داخل المنازل تؤكد ميس انها انخفضت بحكم صغير الحفلة وتجهيزاتها ففي السابق كانت تتجاوز حفلة المهر اكثر من (500 الف )الان يتم تجهيزها بــ( 200 الف ), مراعاة للظروف الاقتصادية التي تمر بالبلاد وكمساعدة تقدم للعروسين في ظل حالة الحجر الجماعية التي يعشيها العالم عموما والعراق خصوصا ً".
التراجع الاقتصادي الذي تشهده معظم المرافق الحياتية خصوصا في الواقع العراقي الذي يشهد ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل من شريحة الشباب وتوجه الغالبية منهم بعيدا عن القطاع الحكومي للقطاعات الخاصة وهم النسبة الاكثر تضررا في ظل حائجة ( الكورونا ) الامر الذي يتطلب وفق مراقبون دعما حكوميا لتلك القطاعات عبر تفعيل منح الطواري للعاطلين ".
في هذا الاطار يوكد المحلل الاقتصادي سالم عبد اللطيف ان" من واجب الحكومة اليوم الالتفاف للقطاع الخاص وهو المتضرر الاكبر من ازمة الوباء العالمية كما هو حالها في تدبير ازمة الرواتب الخاصة بالموظفين الحكوميين فمن فقد عملة في هذه الازمة وهم بالملايين اليوم مهددين بفقر مدقق يتطلب تدخل حكومي ملزم قبل الكارثة".
واضاف عبد اللطيف, ان الحكومة وفي ظل الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد بسبب انخفاض اسعار النفط التي رافقت الوباء العالمي والحكومة تتوعد بحماية المواطن وتلزمه بتطبيق الاجراءات الوقائية , والمكوث في المنازل لكن دون بدائل حقيقة في العيش الكريم, وتوفير متطلبات المعيشة فمنحة الــ( 30 ) الف المزمعة لا تتعدى التصريحات الاعلامية التي لم تشبع من جوع او تأمن من خوف "
وتابع : الحكومة اليوم مطالبة بدعم القطاعات الاقتصادية المعطلة حتى تجاوز الازمة التي لابد لها من زوال فزيادة اعداد العاطلين عن العمل دون اسناد له انعكاسات خطيرة تهدد الامن السياسي للبلاد والاستقرار الامني فيه ربما تكون تداعياته اكبر من ما شهده الشارع العراقي في تشرين الماضي من مظاهرات شعبية جماهرية اسقطت الحكومة السابقة فالجوع لا يرحم ".
ويشهد العالم منذ فبراير الماضي تداعيات وباء تفشي فايروس كورونا طالت الجوانب الصحية والاقتصادية للكثير من البلدان بضمنها العراق وراح ضحيته مئات الأشخاص فيما يقبع العالم اليوم وسط اكثر من مليون ونصف المليون اصابة بضمنها العراق الذي تجاوز لحد ساعة اعداد التقرير اكثر من ( 1200 اصابة ) وسط توقعات بزيادة الاعداد لأكثر من 5 الاف حالة يوميا ً خلال الايام المقبلة .