قالت وزارة الخارجية الهندية، إن الوزير س. جايشانكار، تحدث مع دبلوماسي صيني كبير اليوم الأربعاء، للاحتجاج على ما قال إنها محاولة لتشييد مبنى في منطقة تحت سيطرة الهند، مما أدى إلى اشتباكات حدودية.
وأعلنت الوزارة في بيان، أن جايشانكار اتفق خلال مكالمة مع وانغ يي، وهو أحد أبرز الدبلوماسيين الصينيين، على ”ألا يتخذ أي من الطرفين أي إجراء لتصعيد الأمور، وتحقيق السلام والهدوء بدلا من ذلك“.
جنوح للسلم
وفي وقت سابق من اليوم قالت الخارجية الصينية: إن بكين ونيودلهي اتفقتا على وقف التصعيد على حدودهما في أقرب وقت ممكن بعد اشتباك بين قوات البلدين.
وأضافت الوزارة في بيان، أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال لنظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار خلال مكالمة هاتفية اليوم الأربعاء، إنه يتعين على الهند إنزال عقاب شديد بالمسؤولين عن الصراع والسيطرة على قواتها المتمركزة على الخطوط الأمامية.
وكانت الدولتان عبرتا عن رغبتهما في السلام، لكن تبادلتا الاتهامات اليوم الأربعاء، بعد قتال ضار بين جنود البلدين بعصي مثبت فيها مسامير وبالحجارة على حدودهما المشتركة في منطقة جبال الهيمالايا، مما أدى لمقتل 20 جنديا هنديا على الأقل.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في كلمة بثها التلفزيون، مشيرا لاشتباك يوم الإثنين ”نحن لا نستفز أحدا … يجب ألا يكون هناك شك في أن الهند تريد السلام لكن إذا تعرضت للاستفزاز فإنها سترد الرد المناسب“.
وفي بكين قال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن الاشتباك وقع بعد أن ”تجاوز الجنود الهنود الحد وتصرفوا بشكل غير قانوني واستفزوا الصينيين، وهاجموهم مما أسفر عن انخراط الجانبين في شجار بدني خطير وسقوط قتلى وجرحى“.
وقال إنه ليس على علم بسقوط أي ضحايا صينيين، لكن وسائل الإعلام الهندية نقلت عن مسؤولين قولهم إن 45 شخصا على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح على الجانب الصيني.
معركة دون رصاص
ولم يستخدم الرصاص على الحدود بموجب اتفاق قديم بين القوتين النوويتين الآسيويتين، لكن وقع شجار بالأيدي بين جنود الدوريات الحدودية للبلدين في السنوات القليلة الماضية.
ويقول مسؤولون هنود إن الجنود تعرضوا للضرب بعصي مثبت فيها مسامير وبالحجارة أثناء الاشتباك الذي وقع في وادي جالوان الجبلي الشاهق، حيث يقع إقليم لاداخ الهندي على الحدود مع إقليم أكساي تشين الذي سيطرت عليه الصين في حرب العام 1962.
وتنشب مواجهات بين جيشي البلدين على الحدود منذ عقود، لكن هذا أسوأ اشتباك بينهما منذ 1967 بعد خمس سنوات من هزيمة الصين للهند في الحرب.
وتندلع اشتباكات بين مئات من أفراد القوات الهندية والصينية منذ مطلع مايو في ثلاثة أو أربعة مواقع في صحراء لاداخ الجبلية غير المأهولة.
وتقول الهند إن الصين تعدت على جانبها من خط السيطرة وهو خط الحدود الفعلية.
وتنفي الصين ذلك وكانت قد طلبت من الهند عدم شق الطرق في المنطقة قائلة إنها من أراضيها.
وأفادت مصادر في الحكومة الهندية بأن القتال مساء الإثنين، اندلع أثناء اجتماع لبحث سبل تخفيف التصعيد، وأن الكولونيل الذي يقود الجانب الهندي كان من أوائل القتلى.
والعديد من القتلى الآخرين من جنود الهند توفوا متأثرين بجراحهم، إذ لم يتمكنوا من المقاومة وسط درجات حرارة متجمدة.
وعلى عكس الحال في الهند لم تحظ الاشتباكات بتغطية واسعة في الصين، حيث نقلت وسائل الإعلام الرسمية بيانا عن الواقعة للمتحدث باسم القيادة الغربية للجيش الصيني.
وأعادت مواقع التواصل الاجتماعي والمدونون والمنصات الإعلامية نشر التقارير الصحفية الهندية، مثل إعلان الجيش الهندي ارتفاع عدد القتلى إلى 20.