قالت الأمم المتحدة، إن هناك تسعة ملايين شخص معرضون للنزوح بسبب الصراع المحتدم في إقليم تيغراي في إثيوبيا، محذرة من أن إعلان الحكومة الاتحادية حالة الطوارئ يحول دون تقديم الغذاء ومساعدات أخرى.
ويواصل رئيس الوزراء أبي أحمد حملة عسكرية أعلن عنها، الأربعاء الماضي، ضد الإقليم، رغم مناشدات دولية للحوار مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، بدلا من المخاطرة باندلاع حرب أهلية.
وهيمنت الجبهة على الحياة السياسية في إثيوبيا لعشرات السنين، إلى أن تولى أبي السلطة عام 2018، وتتصدى الآن لجهوده الرامية لإزاحة قبضتها عن السلطة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير صادر، أمس السبت، إن اشتباكات بين القوات الاتحادية وقوات تيغراي اندلعت في ثمانية مواقع بالمنطقة.
وجاء في التقرير أن حوالي 600 ألف شخص في تيغراي يعتمدون على المساعدات الغذائية، في حين يحصل مليون آخرون على أشكال أخرى من الدعم، وجميعها توقفت.
وقال مصدر إغاثي، اليوم الأحد، إن ستة مسلحين قُتلوا وأصيب أكثر من 60 في اشتباكات قرب الحدود بين إقليمي تيغراي وأمهرة، وإن الجانبين تكبدا خسائر.
وفاز أحمد العام الماضي بجائزة نوبل للسلام، تكريما له على تحقيق السلام مع دولة إريتريا المجاورة بعد عداء استمر عشرات السنين، وشمل حربا استمرت من عام 1998 إلى عام 2000، وراح ضحيتها أكثر من مئة ألف شخص.
وقال أبي، أمس السبت، إن حملته العسكرية تهدف إلى ”وضع حد للحصانة السائدة منذ وقت طويل“، في إشارة إلى هيمنة أبناء تيغراي على السياسة في البلاد قبل توليه السلطة.
ويشكو أبناء تيغراي من تعرضهم للاضطهاد في ظل حكم أبي الذي ينتمي لعرق الأورومو، والذي أمر باعتقال العشرات من كبار المسؤولين السابقين بالجيش والسياسة من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، في إطار حملة على الفساد. وجعل أبي الائتلاف الحاكم حزبا واحدا العام الماضي، لكن الجبهة رفضت الانضمام له.
وكتب أبي، على تويتر اليوم الأحد، أنه على الإثيوبيين ضمان عدم تعرض أبناء تيغراي لمعاملة جائرة ”بسبب هويتهم“، ووصف قادة الإقليم بأنهم ”عصبة جشعة“.
عروض وساطة
يعرب خبراء ودبلوماسيون عن قلقهم من حرب أهلية محتملة قد تزعزع استقرار البلد الذي يقطنه 110 ملايين نسمة.
وتقع أكبر قيادة في الجيش الاتحادي ومعظم أسلحته الثقيلة في تيغراي. ومن بين أكبر المخاطر التي يثيرها الصراع انقسام الجيش الإثيوبي على أسس عرقية وانشقاق أبناء تيغراي وانضمامهم لقوات الإقليم. وقال الخبراء إن هناك مؤشرات على أن هذا يحدث بالفعل.
ويقول الخبراء إن قوام قوات تيغراي يصل إلى 250 ألف رجل، ولديها مخزونات كبيرة من العتاد العسكري.
وقالت مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين في بيان نشره معهد الولايات المتحدة للسلام، يوم الخميس، ”من شأن انقسام إثيوبيا أن يكون أكبر انهيار لدولة في التاريخ الحديث“.
وجاء في البيان أن تصاعد القتال سيقضي أيضا على الأمل المتبقي في الإصلاحات الديمقراطية التي وعد بها أبي.
وتحدث أبي، أمس السبت، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي ”عرض مساعيه الحميدة“.
كما تحدث غوتيريس، أمس السبت، مع موسى فقي محمد رئيس الاتحاد الأفريقي، وكذلك عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، بصفته رئيس الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد)، حسبما قال متحدث.
لكن دبلوماسيين ومسؤولي أمن بالمنطقة، قالوا لرويترز إن أبي لا ينصت إلى طلبات الوساطة. ولم يصدر بيانا بخصوص مكالمته مع غوتيريس.
وفي إجراء آخر لنزع الشرعية عن حكومة إقليم تيغراي التي تم انتخابها في سبتمبر / أيلول، في تحد للحكومة الاتحادية، صوت البرلمان الإثيوبي، أمس السبت، لصالح تشكيل حكومة تحل محل حكومة الإقليم.