اكد تقرير لموقع ( سنتشوري فاونديشن) الامريكي المتخصص بشؤون البيئة في تقرير له ، الثلاثاء، ان حجم المشاكل البيئية التي يواجهها العراق هائل لدرجة أنه يمكن أن يثير بسهولة إحساسًا بالشلل ، حتى بالنسبة للمحللين المخضرمين، قبل النظر في الآثار السلبية المضافة لتغير المناخ.
وذكر التقرير أن ” العراق يشهد ارتفاعا متزايدا في درجة الحرارة وأصبحت الأمطار وتساقط الثلوج التي تغذي أنهارها الكبيرة غير متوقعة، ومع ارتفاع مستوى المحيطات بسبب ذوبان الغطاء الجليدي القطبي وارتفاع درجة حرارة المحيط ، تهاجر المياه المالحة للخليج إلى أعلى مجرى النهر ، لتغزو المناطق الزراعية الخصبة، كما أن إزالة الغابات والتصحر والممارسات الزراعية غير المستدامة هي أيضًا مصدر قلق”.
واضاف أن ” العديد من دول العالم تواجه هذه المشاكل في عام 2020 لكن الوضع في العراق يرتبط هذه القضايا بشكل سام مع مجموعة متنوعة من المشاكل الأخرى التي تعقد وتضخم آثار تغير المناخ والتدهور البيئي، كما ان عدم الاستقرار والحكم السيئ في العراق نتيجة عقود من الحرب والديكتاتورية، وضعف الاقتصاد العراقي المتأثر بانخفاض اسعار النفط قد كشف عن مشاكل أكثر منهجية في اقتصاد الدولة”.
وتابع أن ” المياه تعد من اكبر المخاوف التي تواجه البلاد وجزء من المشكلة هو الضغط السكاني – ينمو العراق بنسبة 2.25 في المائة سنويًا ، أي أكثر من ضعف معدل العالم بشكل عام. ومن المتوقع أن يكون عدد السكان ، البالغ 40 مليون نسمة حاليًا ، 50 مليون بحلول عام 2030 وأكثر من 70 مليون بحلول عام 2050 ، لكن النهرين العظيمين اللذين يقطعان العراق لاتستطيع في ظل هذه الاوضاع المضطربة في البلاد والمنطقة دعم هذا العدد الكبير من الناس”.
واوضح أن ” الادارة السيئة للمياه داخل العراق إلى زيادة الضغط على موارده المائية، حيث يعتمد الكثير من الزراعة في جنوب العراق على طرق الري السومرية بالغمر التي ظلت دون تغيير جوهريًا لآلاف السنين. والطين لم يعدا موجودا ، لأن السدود في أعلى المنبع قد غيرت وقلصت النبض المائي لنهري دجلة والفرات علاوة على ذلك ، فإن المزارع الواقعة شمال بغداد والتي كانت تُروى من قبل الأمطار تُروى الآن بالغمر باستخدام المضخات. تولد طرق الري بالغمر مياه تصريف مالحة محملة بالمبيدات والأسمدة ، والتي تستمر في إلحاق الضرر بالمزارع في اتجاه مجرى النهر وتؤثر سلبًا على النظم البيئية.
وبين التقرير ايضا أن ” التبخر هو قضية أخرى ابتليت بها إمدادات المياه في العراق. تعتمد إدارة العراق لموارد المياه على فلسفة إدارة الفيضانات ، مع إنشاء الخزانات والسدود بشكل أساسي لحماية المدن الكبيرة من الفيضانات ؛ تخزن هذه الخزانات أيضًا المياه في الشتاء والربيع لاستخدامها في الصيف. لكن الخزانات ، بمساحاتها الشاسعة ، كذلك عرضة بشكل فريد للتبخر ، خاصة في الصيف العراقي الحار والجاف. نتيجة لذلك ، يفقد العراق سنويًا أكثر من 10 مليارات متر مكعب من المياه بسبب التبخر”.
واشار التقرير أيضًا إلى أنه” نظرًا للارتفاع المتوقع في منسوب مياه البحر ، فمن المتوقع أن يهاجرالوتد الملحي في الخليج إلى شط العرب وتظهر بعض النماذج بالفعل تغلغل مياه البحر في الاهوار. يمكن أن تغمر المدن التاريخية مثل البصرة بارتفاع منسوب مياه البحر. سيؤدي انخفاض التدفقات في نهر الفرات إلى تسريع زحف المياه المالحة. كما ستعاني المدن الإيرانية في حوض الفرات السفلي من هذه المشكلة”.
واردف التقرير أن ” حجم وتعقيد أزمة المياه في العراق ، بما في ذلك ارتباطها بالدول المجاورة يستدعي حلولًا مبتكرة وتعاونية عبر الحدود تمامًا ستكون حزمة الإجراءات الفعالة عبارة عن مجموعة من المشاريع قصيرة الأجل التي تعالج المشاكل الفورية ، والمشاريع الإستراتيجية طويلة الأجل التي يمكن أن تحول المشاكل إلى فرص للتعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي المبني على العمود الفقري لإدارة الموارد المائية”.