ترامب اصدر مجموعة من قرارات العفو عن أشخاص أدانتهم المحاكم الأمريكيةGetty Imagesترامب اصدر مجموعة من قرارات العفو عن أشخاص أدانتهم المحاكم الأمريكية
لم تتأخر ردود الفعل الغاضبة على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصدار عفو عن أربعة عسكريين متعاقدين مع شركة بلاك ووتر الأمنية لقتلهم 14 مدنيا عراقيا في ساحة النسور وسط بغداد قبل ثلاثة عشر عاما.
وكان حراس الأمن الأمريكيون الأربعة قد أودعوا السجن عام 2014 لارتكابهم مذبحة في في العاصمة العراقية عام 2007، عندما أطلقوا النار بشكل عشوائي على حشد من مواطنين عراقيين عزل. فأردوا 14 مدنيا منهم وأصابوا آخرين.
ففي جنيف عبرت مارتا هورتادو الناطقة باسم مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء العفو الأمريكي. وقالت إن من شأن هذه الخطوة أن تحض آخرين على ارتكاب جرائم مماثلة ضد مدنيين مستقبلا. ودعا المكتب السلطات الأمريكية الى تجديد التزامها بمكافحة الإفلات من العقاب ضد كل من يرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والقانون الدولي.
وفي الولايات المتحدة نفسها وصفت هينا شمسي مديرة اتحاد الحريات المدنية الامريكية ترامب بأنه "بلغ الدرك الأسفل بإصدار عفو على مجرمي بلاك ووتر." كما غرد السناتور الديمقراطي كريس مورفي قائلا: "إصدار عفو عن هؤلاء القتلة عار... أطلقوا النار على نساء وأطفال عزل... قرارات العفو هذه ستعود بأضرار بليغة على العلاقات الامريكية العراقية في وقت صعب."
جاء هذا بعد ردود فعل غاضبة من العراقيين رسميا وشعبيا.
رسميا عبرت بغداد في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن غضبها من خطوة ترامب. وجاء في البيان أن الوزارة "ترى أنَّ القرار لم يأخذ بالاعتبار خطورة الجريمة المرتكبة وتجاهل كرامة الضحايا ومشاعر وحقوق ذويهم". وأكدت الوزارة على أنها ستعمل على "متابعة الأمر مع الحكومة الامريكية عبر القنوات الدبلوماسية لحثها على إعادة النظر في هذا القرار".
شعبيا صعق المواطنون العراقيون إثر سماعهم قرار ترامب، وأعربوا بطرق مختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استنكارهم وحزنهم وتنديدهم بقرار رئيس أمريكي قرر، في الأيام الأخيرة من ولايته، العفو عن جناة أجرموا في حق عائلات عراقية.
وقال محمد كناني وهو مواطن يحمل الجنسية المزدوجة الامريكية والعراقية فقد ابنه في ذلك الهجوم "إن قرار ترامب دمر حياتي مرة أخرى.. وانتهك القانون وخرق قرار قاضي المحكمة ودمر كل شيء... كنت أعتقد أن لا أحد فوق القانون..."
أمام هذا السيل من الاستنكار والتنديد خرج البيت الأبيض ببيان توضيحي مفاده أن ترامب أصدر العفو الرئاسي على هؤلاء العسكريين المدانين عرفانا منه "بتاريخهم الطويل في خدمة الأمة سواء في صفوف الجيش أو البحرية" وأضاف أن "العفو عنهم يتمتع بدعم الرأي العام والناخبين..."
وفي ما يشبه تبريرات للعفو، جاء في البيان أن "كبير المحققين العراقيين في تلك الحادثة، والذي استند المدعون العامون الامريكيون إلى شهادته لإثبات عدم وجود أي عناصر مسلحة وقت إطلاق النار، قد يكون هو نفسه على علاقة بجماعات مسلحة متمردة."
وعلى غرار قرارات العفو الأخرى لترامب التي يثار حولها جدل كبير، تشكل هذه الخطوة حرجا للقيادة العراقية التي تواجه طلبات ملحة من تيارات سياسية متعددة بانسحاب كامل للقوات الامريكية من الأراضي العراقية فيما السلطات ترى أن الأفضل أن يجري انسحاب تدريجي للقوات الامريكية من البلاد.