وتم إرسال الاستبيان إلى ما يقرب من 18 ألف امرأة في 16 دولة في الخريف الماضي، عندما كان لقاح "كورونا" مجرد افتراض وليس على أرض الواقع، وأجراه باحثون في مدرسة هارفارد تي. إتش تشان للصحة العامة، ونشرت نتائجها في المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة.
وأظهرت الإجابات بشكل عام أن 52٪ من الحوامل و73٪ من الأمهات غير الحوامل اللواتي شملهن الاستطلاع أجبن أنهن سيحصلن على لقاح (كوفيد-19) بأنفسهن، وذلك بشرط أن يكون آمنا للاستخدام ومجانيا وفعالا في الوقاية من العدوى بنسبة 90%، فيما أجابت 69% من بين جميع النساء اللاتي شملهن الاستطلاع أنهن سيطعمن أطفالهن باللقاح.
ووجد استطلاع الرأي الذي أجري في خريف 2020 أن بعض البلدان لديها قبول أعلى للقاح بالمقارنة مع غيرها، ففي أمريكا وروسيا قال أقل من 45٪ من الحوامل وأقل من 56٪ من غير الحوامل أنهن سيحصلن بأنفسهن على لقاح (كوفيد-19).
كما أنه كان لأستراليا ونيوزيلندا معدلات قبول منخفضة نسبيا للتطعيم باللقاح، ولكن الباحثين اعتقدوا أن ذلك مرتبط على الأرجح بتضاؤل عدد حالات الإصابات في تلك البلدان، إذ شكل الوباء تهديدا أقل للأستراليين عند إجراء استطلاع الرأي هناك.
وعلى النقيض، أظهرت نتائج المسح أن قبول اللقاح كان أعلى بين النساء الحوامل وأمهات الأطفال الصغار في دول الهند والفلبين والبرازيل والمكسيك.
وفسرت النساء اللاتي شعرن بالتردد في الحصول على لقاح (كوفيد-19) إلى عدم الثقة في عملية التطعيم بشكل عام، أو مخاوف من أن "تطوير اللقاح قد تم التعجيل به أو بدوافع سياسية"، بحسب قولهم.
كما كشفت الدراسة الاستقصائية أن النساء الحوامل كانت لديهن مخاوف إضافية بشأن كيفية تأثير اللقاح على الجنين النامي، لكن يؤكد الخبراء لمجلة "بيزنس إنسايدر" أنه وفقا للطريقة التي تعمل بها لقاحات فيروس "كورونا" المستجد، فإنه من غير المرجح أن تسبب اللقاحات أي ضرر للأطفال الرضع، بسبب عدم احتوائها على أي فيروسات حية، بحسب قولهم.
وتعليقا على نتائج الدراسة، أكدت إميلي أديكاري، المديرة الطبية للأمراض المعدية في الفترة المحيطة بالولادة في مستشفى باركلاند في تكساس، لمجلة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية أنه يجب على الأطباء الاستماع إلى مخاوف الحوامل والتحقق منها، مع تقديم لهن رسالة واضحة حول سلامة اللقاح.
وأوضحت أديكاري، التي لم تشارك في إعداد الاستطلاع: "تواجه النساء الحوامل تحديات إضافية في الموازنة بين فوائد الحماية من (كوفيد-19) لأنفسهن مع الخوف والشعور بالذنب المرتبطين باتخاذ قرار يرون أنه يمكن أن يضر بالجنين".
وتابعت: "لا يجب أن تستند هذه المخاوف إلى العلم، والأدلة تتزايد على أنها ليست كذلك، لكي تكون حقيقية بالنسبة للأمهات".