نشرت صحيفة “غازيتا” الروسية تقريرا، على إثر إعلان الجيش الأمريكي الانسحاب من أفغانستان، تناولت فيه الحروب غير المتكافئة بين الجيوش عالية التجهيز والمجموعات ذات التسليح البسيط، وكيفية التغلب على التكنولوجيا الحديثة باعتماد تكتيكات حرب العصابات.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان طرح العديد من التساؤلات، حول مدى قدرة جيش بسيط الإمكانيات ولكن يتمتع بحافز قوي، على الانتصار ضد جيش يمتلك أفضل التكنولوجيات وأكثرها تطورا.
وأضافت، أن أفضل مثال يجب دراسته في هذا الصدد هو المرحلة الثانية من حرب العراق، وقد امتدت لثمان سنوات، من أذار 2003 حتى كانون الأول 2011.
وتابعت، أن الجيش الأمريكي شن في البداية هجوما بنفس أسلوب عاصفة الصحراء، أدى لتدمير الجيش النظامي العراقي بالكامل ولكن بعد انهيار نظام صدام حسين، غرقت القوات الأمريكية في حرب يائسة ضد تشكيلة واسعة من (فصائل المقاومة) التي اعتمدت على دعم السكان المحليين، واستخدمت أسلحة بسيطة وبدائية.
وأشارت الصحيفة الى أنه من أوضح الأمثلة على طبيعة هذا الصراع غير المتكافئ، هنالك العمليات التي شهدتها المنطقة الخضراء في بغداد، حيث يتواجد مركز عمليات الجيش الأمريكي. هذه المنطقة التي يفترض أنها محصنة تعرضت للاستهداف من طرف المتمردين العراقيين بالصواريخ وقذائف الهاون في عدة مناسبات، منها هجوم في نيسان/ أبريل 2003، استخدمت فيه عربة بسيطة يجرها حمار، من أجل نقل مدفع الهاون وتنفيذ قصف أدى لمقتل اثنين من الجنود الأمريكيين وجرح 17 آخرين.