وتشير مجلة PLOS ONE، إلى أن الباحثين اكتشفوا علاقة جينية بين إنسان نياندرتال وسكان أستراليا الأصليين وسكان بابوا غينيا الجديدة، ما يشير إلى أن البشر المعاصرين تزاوجوا مع إنسان نياندرتال قبل هجرتهم إلى جنوب شرق آسيا.
ويذكر أن إنسان نياندرتال ودينيسوفان هما من الأنواع البشرية القديمة، التي عاشت في أوراسيا قبل 300 - 40 ألف عام. وقد حصل الباحثون من نتائج الدراسات السابقة على 15 تسلسلا للحمض النووي، ما ساعد على فهم أصولهم . بيد أن جميع الدراسات السابقة لم تتضمن تحليل فصائل الدم.
ولكن فريق البحث الفرنسي برئاسة سلفانا كونديمي من المركز الوطني للبحوث العلمية، لأول مرة تمكن من تحديد بدقة عالية جينات فصائل الدم لثلاثة من النياندرتال من كهف فينديا في كرواتيا ومن كهفي تشغيرسكايا ودينيسوفا في ألتاي - وأيضًا دينيسوفان واحد من كهف دينيسوفا. عمر العينات من 100 إلى 40 ألف سنة.
واستخدم الباحثون الطرق المعتمدة في تحديد فصيلة الدم، وأكدت النتائج الفرضيات الموجودة ومعها مفاجآت، حيث أن فصيلة دم إنسان نياندرتال متنوعة كما الإنسان المعاصر، وليست واحدة كما كان يعتقد.
وقد حددت التحليلات المكثفة، التي تغطي أنظمة فصائل الدم المختلفة، الآليات التي تؤكد الأصل الإفريقي لإنسان نياندرتال ودينيسوفان. واكتشف الباحثون أن إنسان نياندرتال يمتلك أليل Rh فريدًا ، غير موجود لدى الإنسان المعاصر، باستثناء بعض السكان الأصليين الأستراليين والبابويين في غينيا الجديدة.
وألقت نتائج هذه الدراسة الضوء على التركيبة السكانية والأسباب المحتملة لانقراض إنسان نياندرتال. وظهر أن لهؤلاء البشر القدامى تنوعًا جينيًا بسيطا جدًا في جينات فصيلة الدم، ويمكن أن يكونوا عرضة لمرض انحلال الجنين وحديثي الولادة في الحالات التي حملت فيها أمهات الإنسان البدائي من الإنسان العاقل أو أطفال الدينيسوفان.
ويشير الباحثون إلى أن هذا النمط يتوافق مع الفرضيات الحالية التي تربط انقراض إنسان نياندرتال بالتنوع الجيني المنخفض وضعف القدرة التنافسية الإنجابية مقارنة بالإنسان العاقل.