ظهرت دراسة علمية حديثة أن بعض الأمراض الفيروسية يمكن أن تساهم في الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
ويستند البحث، الذي نشره موقع “بولدسكاي” Boldsky، المعني بالشؤون الصحية، نقلًا عن دورية Nature Communications، إلى تجارب معملية أظهرت أن جزيئات فيروسية معينة تسهل الانتشار بين الخلايا لمجموعات البروتين التي تعد من السمات المميزة لأمراض الدماغ.
مرض البريون
ولاحظ فريق باحثين، من جامعة “بون” الألمانية، أن تجمعات البروتينات المشوهة، والتي تحدث فيما يسمى بمرض البريون، لديها القدرة على الانتقال من خلية إلى أخرى، حيث تنقل شكلها غير الطبيعي إلى بروتينات من نفس النوع.
وقال الباحثون إنه نتيجة لذلك، ينتشر المرض عبر الدماغ، وإن هناك ظاهرة مماثلة تحدث في مرض الزهايمر ومرض باركنسون. ويمكن أن يتضمن انتقال الركام التلامس المباشر من خلية إلى أخرى، وإطلاق تكتلات “عارية” في مساحة خارج الخلية أو عبوات في حويصلات، وهي عبارة عن فقاعات صغيرة محاطة بغلاف دهني يتم إفرازه للتواصل بين الخلايا.
وقالت بروفيسور إنا فوربيرغ، أستاذ في جامعة “بون” إن “الآليات الدقيقة للانتقال غير معروفة”.
محاكاة لآثار العدوى الفيروسية
وتقليدًا لما يحدث نتيجة للعدوى الفيروسية، حث الباحثون الخلايا على إنتاج بروتينات فيروسية تتوسط في ربط الخلايا المستهدفة واندماج الغشاء.
تم اختيار نوعين من البروتينات من بينها سنبلة بروتين سارس-كوف-2، الذي ينبع من الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، وبروتين سكري لفيروس التهاب الفم الحويصلي VSV-G، الذي يحدث في مسببات الأمراض التي تصيب الماشية والحيوانات الأخرى.
أعربت الخلايا عن مستقبلات لهذه البروتينات الفيروسية، وهي عائلة مستقبلات LDL، التي تعمل كمنافذ لاستقرار بروتين VSV-G، وكذلك مستقبلات ACE2 وهي مستقبلات بروتين سارس-كوف-2.
وقالت بروفيسور فوربيرغ: “يمكننا أن نثبت أن البروتينات الفيروسية مندمجة في كل من الغشاء الخلوي والحويصلات خارج الخلية”.
وأضافت أن “وجودها زاد من انتشار تراكم البروتين بين الخلايا، سواء عن طريق الاتصال الخلوي المباشر أو عن طريق الحويصلات خارج الخلية”.
توسطت الروابط الفيروسية في النقل الفعال للركام إلى الخلايا المتلقية، حيث حفزت مجاميع جديدة. وقالت بروفيسور فوربيرغ: “تعمل الروابط مثل المفاتيح التي تفتح الخلايا المتلقية وبالتالي تتسلل إلى النقاط الخطرة”.
تفاعلات مستقبلات بروتين الفيروسات
بشكل عام، تشير البيانات إلى أن تفاعلات مستقبلات الترابطات الفيروسية يمكن أن تؤثر من حيث المبدأ على انتقال البروتينات المرضية.
وقالت بروفيسور فوربيرغ: “تحتوي أدمغة المرضى الذين يعانون من أمراض تنكسية عصبية في بعض الأحيان على فيروسات معينة. يشتبه في تسببها في التهابات أو أن يكون لها تأثير سام، وبالتالي تؤدي إلى تسريع عملية التنكس العصبي”، مشيرة إلى أنه “يمكن للبروتينات الفيروسية أن تعمل بشكل مختلف، إذ يمكن أن تسفر عن زيادة الانتشار بين الخلايا لمجموعات البروتين الموجودة بالفعل في الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر”.