كشفت البعثة البريطانية العاملة في مدينة كرسو السومرية، الاحد، عن عثورها على ما وصفته بـ” منجم أثري” في هذه المدينة السومرية، يؤكد انها اسست بأيدي بارعين في فنون العمارة والتخطيط وتشييد المباني والمنشآت .

وقال مدير مفتشية اثار وتراث ذي قار عامر عبد الرزاق في بيان، إن “بعثة المتحف البريطاني تخضع الاكتشافات الجديدة التي عثرت عليها في مدينة كرسو السومرية الواقعة قرب مدينة النصر في المحافظة، إلى الدراسة والتحليل بهدف كشف المزيد عن تلك الحقبة المهمة من تأريخ البشرية، التي بدأت على هذه الأرض المتفردة قبل الاف السنين” .

وأضاف عبد الرزاق، أن “فريق المتحف البريطاني الذي يقود بعثة العمل في هذا الموقع يتكون من عشرين تنقيبيا، بينهم ثلاثة عراقيين من مفتشية اثار وتراث ذي قار، وهو أكبر فريق تنقيبي في الشرق الأوسط يقوم بأعمال واسعة النطاق في مناطق اثرية لم يسبق التنقيب فيها بالمحافظة”.

وأوضح، ان “البعثة التي تعمل منذ قرابة الشهر في منطقة كرسو، تتوقع أن تعثر على معلومات جديدة من خلال عملية التنقيب الكبيرة التي تقوم بها، تكشف من خلالها عن المزيد من اسرار الدولة السومرية التي غيرت مجرى التاريخ وادهشت العالم الحديث، سواء من ناحية تطور المدن فيها أو من خلال التقنيات المبتكرة في البناء والزراعة واقامة الجسور والتعاملات التجارية التي برع فيها الانسان السومري القديم، منذ أكثر من خمسة الاف سنة قبل الميلاد” .

واشار عبد الرزاق الى ان “المتحف البريطاني ارسل بعثتين متخصصتين إلى محافظة ذي قار، إحداهما تنقب في مدينة كرسو بالقرب من قضاء النصر، بينما تعمل الأخرى في تل كبيبة الأثري التابع اداريا إلى قضاء الرفاعي”، لافتا الى ان “البعثة تقوم ايضا بتدريب 12 طالبا متفوقا في كليات واقسام الاثار والتراث في الجامعات العراقية، إلى جانب تدريب ستة آثاريين من هيئة الاثار والتراث العراقية، بهدف دعم الجيل الجديد من الاثاريين العراقيين في مجال المسح والتنقيب، بعد تزويدهم بحقائب مجهزة باحدث المعدات المستخدمة في عمليات التنقيب، الى جانب اهدائهم حواسيب وكاميرات متطورة لتوثيق المكتشفات الأثرية.

وتضم محافظة ذي قار نحو 1200 موقع أثري، يعود بعضها إلى 7000 عام، تعمل فيها عشرات البعثات التنقيبية، ومن بين أهم تلك المواقع التاريخية، مدينة أور الأثرية عاصمة الدولة السومرية ومهد النبي إبراهيم.