"Today News": متابعة 
 مع بدء العام الدراسي الجديد في العراق، بدأت مشكلة أخرى لدى الطلبة والأهالي والملاك التدريسي، ألا وهي مشكلة "الدوام الثلاثي" الذي لم يحل منذ سنوات في عموم البلاد.
والدوام الثلاثي، هو استيعاب مدرسة واحدة لثلاثة أنواع من الدوام، (صباحي، ظهري، مسائي) في اليوم الواحد، وهو ما يعني تقليل ساعات دوام الفترة عن وقتها الطبيعي لاستغلال الوقت أكثر.
ويبدأ الدوام الصباحي عادة في هكذا مدارس من الساعة 8 صباحاً وحتى 11 صباحاً، ليبدأ الدوام الظهري الذي يمتد حتى الساعة 3 ظهرا، ومن ثم المسائي الذي ينتهي بحلول الساعة 6 مساءً، فضلا عن وجود مدارس تشهد دواما مزدوجاً لإدارتين وأعداد مضاعفة من الطلبة.
مشكلات الدوام الثلاثي
وعن أهم مشكلات "الدوام الثلاثي" في العراق، قال نقيب المعلمين، عباس كاظم السوداني، في تصريح صحفي ، إن "الدوام  الثلاثي له سلبيات عديدة ومنها تأثيره سلبي على المعلمين والطلبة"، مبيناً أن "سبب هذا الدوام جاء   نتيجة نقص الأبنية المدرسية في عموم البلاد".
وأضاف السوداني، أن "الدوام الثلاثي، يؤثر من ناحية وقت الدرس الذي يكون عادة 45 دقيقة، في الدروس العادية، أما المدارس ثلاثية، فيكون الدرس 35 دقيقة فقط"، مشيراً إلى أن "هذه الدقائق العشر تؤثر على طرح المادة من قبل المعلم أو المدرس".
وفي ما يخص تجهيز الكتب الدراسية، شخص نقيب المعلمين، أسبابه بـ"الخلل الواضح"، مشدداً على ضرورة أن تكون وزارة التربية "مستعدة قبل العام الدراسي أقل شيء أسبوع حتى لا يضاف عبء آخر على عاتق أهالي الطلبة".
وأوضح السوداني، أن "عدد الملاكات التدريسية الموجودة في عموم البلاد، تقدر بـ750 ألف أستاذ، إضافة إلى المحاضرين الذين تم التعاقد معهم ويتجاوز عددهم 205 آلاف".
المال والفساد
محافظة واسط المحاذية للعاصمة بغداد، واحدة من أكثر المحافظات التي تعاني من أزمة الدوام الثلاثي، كما يقول مدير إعلام تربية واسط، عقيل شهيب.
شهيب ذكر في تصريح صحفي ، أن "سبب ذلك يعود إلى قلة الأبنية المدرسية في المحافظة"، لافتاً إلى أن "المحافظة بحاجة إلى 400 مدرسة ما بين (ابتدائية، متوسطة، وإعدادية)".
ونوه إلى وجود أسباب لتعطل إنشاء المدارس، ومنها "الأزمة المالية التي يمر بها البلد، إذ أوقف بناء عدد من المدارس في المحافظة عام 2014، وكذلك إحالة العديد من المدارس إلى وزارة الصناعة، التي لم تنفذ مشاريعها بسبب شبهات الفساد".
وختم مدير إعلام تربية واسط، عقيل شهيب، حديثه بالقول إن "النظام التربوي بحاجة إلى العديد من المدارس في عموم البلاد، للقضاء على أزمة الدوام الثلاثي".
كربلاء هي الأخرى، واحدة من محافظات العراق التي تعاني من نقص الأبنية المدرسية،  إذ تقول المواطنة أم علي، لوكالة شفق نيوز، إنها أجبرت على تسجيل أولادها في مدرسة أهلية".
وأضافت أم علي، أن "المنطقة التي تسكن فيها شهدت إنشاء مدرسة واحدة  منذ أعوام عدة، ولم تفتح حتى اللحظة أمام الطلبة، من دون معرفة السبب".
مشروع "ألف مدرسة"
من جانبها أكدت وزارة التربية العراقية، إنجاز 500 مدرسة خلال العام 2021 الحالي، وأشارت أيضاً إلى وجود مشروع (الألف مدرسة) تحت وصاية رئيس الوزراء.
المتحدث باسم الوزارة، حيدر فاروق، بين لوكالة شفق نيوز، أن "المدارس هي جزء من عمل المحافظات، لكن وزارة التربية تشدد على بناء المدارس والاهتمام بها".
وأشار فاروق، إلى أن "معاناة  نقص المدارس ليس في محافظة واحدة، وإنما في عموم البلاد".