أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن الحرب الدائرة بين طهران وتل أبيب بعد هجوم أربيل فجر الأحد، انتقلت لمستويات علنية وعنيفة، وأصبحت عديمة الحدود، مشيرا الى ان استهداف المواقع الصهيونية في إقليم كردستان العراق من قبل الحرس الثوري الإيراني يعد “ثقة بالنفس”.

وقال يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، نشره موقع “عربي 21” “ينبغي أن نأخذ إيران على محمل الجد، حين توضح أن الصواريخ التي أطلقتها فجر الأحد كانت تستهدف منشأة اسرائيلية سرية في المنطقة الكردية شمالي العراق”.

وأشار إلى أن “جهاز “الموساد” ينشط في هذه المنطقة، ومن المعقول أن إيران سعت للمس به ردا على قتل ضابطين من الحرس الثوري الأسبوع الماضي، في هجوم لسلاح الجو الإسرائيلي في دمشق”.

وأضاف: “لإيران حساب مفتوح طويل مع إسرائيل، يتعلق أساسه بآلاف الهجمات (الإسرائئيلية) التي نفذت ضد تهريب الوسائل القتالية ومحاولات تموضع المليشيات الشيعية في سوريا، إضافة لأسباب أخرى منها؛ الرغبة في الانتقام لتصفية مسؤول المشروع النووي محسن فخرى زادة العام الماضي”.

ورأى الخبير، أن “إيران التي عملت عدة مرات في السنوات الأخيرة ضد ما شخصته كأهداف إسرائيلية (سفن بملكية إسرائيلية)، لكن الهجوم بالصواريخ، هو ارتفاع درجة مقلق في أعمالها”.

وأكد أن هذا الهجوم الإيراني “يشهد على ثقة عالية بالنفس في طهران؛ نتيجة ضعف الغرب في محادثات النووي والحرب في أوكرانيا التي تصرف الاهتمام العالمي إلى مناطق أخرى، وربما أيضا تشهد على إحساس معين بالحصانة، ونتيجة لذلك، تسمح إيران لنفسها بأن تكون أكثر قوة من الماضي؛ سواء في شكل الرد او الكشف عنه”.

وبين ليمور، أن “إطلاق الصواريخ الدقيقة نحو المنشأة في أربيل يستهدف صراحة جباية ثمن في الأرواح؛ وحقيقة أنها أطلقت من الأراضي الإيرانية بخلاف الماضي، تدل على أنها أزالت عن نفسها عنصرا هاما تميزت أعمالها به حتى الآن؛ فلا مزيد من الاستعانة بالمنظمات الفرعية على انواعها لأجل العمل ضد لإسرائيل، بل أعمال علنية تحت العلم الإيراني، وهذا يبدو كاستفزاز علني”.

وتابع: “سطحيا هذا تطور سيء، إيران خصم خطير ، وهي تمتلك ترسانة مبهرة من الوسائل القتالية، إضافة إلى الدافع، ومع إزالة القيود عن أعمالها وهي عدو خطير محظور الاستخفاف به، فهي تبحث عن جباية ثمن من إسرائيل بكل وسيلة، وتقريبا بكل نقطة في المعمورة”.

وزعم أنه “في هذا الشر، يوجد أيضا تفوق لإسرائيل، إيران تعرض أمام العالم كله بأنها تحدث الحرب بل أيضا تعمل من أرضها علنا، وهذا بدوره يحرر إسرائيل لترد علنا ضدها في إيران، واذا كانت إسرائيل عملت حتى الآن سرا فقط على الأرض الإيرانية وأبقت الأعمال العلنية أكثر لمطارح أخرى في المنطقة، يمكنها الآن أن تعمل في إيران بحرية، لمنع طهران من مواصلة الخط إياه”.

ونبه الخبير، أن “هذا التصعيد في الحرب طويلة السنين بين إسرائيل وإيران كان متوقعا، كما كان واضحا بأن الاتفاقات المتوقعة حول الاتفاق النووي ستسرعه، لأن طهران ستشعر بأنها قوية وأكثر تحررا مما كانت في الماضي”.

وقدر أن الأمر في “ميزان القوى والمصالح العالمي، ,لا يبدو أنه توجد قوى دولية لها قدرة أو رغبة في منع هذا التطور، ما يترك في الساحة كلا من إسرائيل وإيران وحدهما لحرب عديمة الحدود تنتقل الآن لمستويات علنية وعنيفة أكثر مما كانت عليه في الماضي”.