حزب الدعوة الإسلامية في ذكرى استشهاد الصدر .. مازلنا ثابتين على طريقه الصعب، ونحث الخطى على نهجه
- 9-04-2022, 00:18
- العراق
- 372 مشاهدة
"Today News": بغداد
أكد حزب الدعوة الاسلامية ، اليوم الجمعة ، في الذكرى السنوية 42 لاستشهاد اية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى التي تتزامن مع سقوط الطاغية أنه " مازلنا ثابتين على طريقه الصعب، ونحث الخطى على نهجه ".
وقال الحزب في بيان له تلقته Today News جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
((فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) ١٧٠- سورة آل عمران
صدق الله العلي العظيم
تمر علينا الذكرى السنوية (٤٢) لاستشهاد الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى -رضوان الله تعالى عليهما-، ونحن مازلنا ثابتين نواصل طريقه الصعب، ونحث الخطى على نهجه ومدرسته.
فلم يكن الإمام الشهيد الصدر عقلا فلسفيا، او فقيهاً مجدداً، او فكراً مجرداً فحسب، إنما هو عنوان لمسيرة امة وتاريخ شعب وجهاد من اجل الهوية والحياة الكريمة، وراية الصراع والمواجهة من اجل الحق والعدالة والحرية.
فبقدر ما قدم (رضوان الله عليه) لأمته من فكره ووجوده زاداً روحياً وثقافياً ومشروعاً حركياً وسياسياً، فإنه قد قدم لها موقفاً حياً يستثير فيها كل عناصر القوة والتحفيز في مواجهة التحديات وبناء دولة الانسان التي تحترم كرامته وعقيدته، وهنا تكمن أهمية الصدر وعظمة دوره في تأريخ أمتنا المعاصر.
فكلما توغلت الأمة في مسيرتها الطويلة الصعبة، كلما احتاجت الى فكر الصدر، ومدرسته، وعطائه، ومشروعه، وموقفه.
فمثل الصدر لا يموت بقتله، إنما يزداد بالقتل حياة ونماءً، كلما مر عليه الزمن، فمثله مثل جده الحسين عليه السلام الذي حول أرض الطفوف ونينوى، من قرية منسية تعبث بها رياح التاريخ إلى قلعة احتجاج دائمة ضد الظلم والظالمين.
وهذا هو شأن العظماء والمصلحين، إذ يتحولون من أفراد تحكمهم معادلات الزمان والمكان، الى مبادئ راسخة، وأفكار حية تنتشر في كثيرين من أبناء الامة، وبهذا يتحرك التاريخ ويخطو خطواته الواثقة، ولا يتوقف عند طفيليات الباطل، أو طغيان الحكام المستبدين والعابثين.
فحركة التأريخ لا تدفعها الأقدام المترددة، التي لا تحمل هموم الأمة ولا تعنى بتطلعات الأجيال المتوثبة نحو التطور والتقدم، بل ان الذي يصنع التأريخ ويغير تشكيل الأشياء، هم أولئك القلة الذين ينتصبون قامات عالية وبإرادة صلبة، وقلوب عامرة بالإيمان، واقدام راسخة في الدرب، وعقول متفتحة بالوعي، ونظرات ثاقبة تقرأ الحاضر، وتستشرف ملامح المستقبل وترسم معالم الزمن القادم، كل ذلك من أجل حرية الفكر والعقيدة والدعوة وتحصين الأمة من عوامل التمزق والضياع، أو التراجع والانهيار.
ولا شك ان الامام الشهيد الصدر كان أطول قامة، وأمضى شكيمة، في خط رجال الإصلاح، ورواد التغيير، في مسيرة أمتنا وهي تواصل طريقها وسط التحديات والصعوبات.
إن مسؤولية الأمة اليوم هي التمسك بمدرسة الصدر، في سبيل احداث الإصلاح والتغيير المنشود على المستويات كافة، بمشروع يعتمد القلوب المنسجمة والمشاعر المتلاحمة والمواقف الموحدة بين جميع أبناء هذا الخط الصدري المبارك، وعليهم تقع واجب حماية التجربة السياسية الحالية في العراق وما أفرزتها من دستور ومؤسسات وعملية سياسية، وعدم التفريط بهذا المنجز الوطني الذي كلفنا دماء عزيزة وغالية.
وان تزامن يوم استشهاده رضوان الله عليه مع زوال نظام البعث الجائر لهو درس وعبرة لكل الحكام على طول التاريخ، وتأكيد على سنة الله تعالى في ان الظلم لن يدوم مهما تفرعن وتجبر الظالم المستبد.
ونحن أبناء خط الصدر، ورواد مدرسته، وجنده الأوفياء وفي ذكرى استشهاده نجدد له العهد والولاء على أن نبقى أمناء على مبادئه وقيمه، ونحمي غرسه المبارك، وهي الدعوة التي أوصى بها خيرا لإنها أمل الامة في حاضرها ومستقبلها كما كانت في ماضيها.
فسلام على الشهيد الصدر يوم ولد ويوم جاهد وناضل ضد الطغاة، وسلام عليه في عليين وفي سجل الخالدين وسلام على الشهيدة العلوية آمنة الصدر بنت الهدى.
وسلام على جميع شهداء العراق.
حزب الدعوة الاسلامية
المكتب السياسي
السادس من شهر رمضان المبارك 1443 للهجرة
8 نيسان 2022 للميلاد