تنزلق الأنهار الجليدية ككتل هائلة من الثلج ببطء شديد على اليابسة في المناطق الباردة مثل قارة أنتاركتيكا جنوبي العالم، ويدرسها العلماء بانتظام لأن لها دورا كبيرا في فهم التغيرات المناخية على كوكب الأرض.
ويعد نهر "ثوايتس" الجليدي الواقع غربي أنتاركتيكا واحدا من تك الأنهار الجليدية، لكنه لا شك أكثرها لفتا للانتباه حتى إنه حاز مؤخرا على لقب "نهر نهاية العالم"، لأن الدراسات المتعلقة به أشارت إلى أنه ينزلق أسرع من المعتاد بحيث إنه بات قريبا من النزول تماما للماء، مما يعني أنه سيذوب بمعدل أسرع.
Video Player is loading.
Loaded: 0%
ويرى الباحثون في هذا النطاق أنه أثناء ذوبان نهر "ثوايتس"، الذي يبدو صغيرا لكنه في الحقيقة أكبر من بريطانيا العظمى في مساحته، فإنه سوف يساهم في ارتفاع مستويات المحيط بمقدار حوالي 60-70 سنتيمترا.
لكن المشكلة ليست في هذا القدر من الارتفاع الذي يمثل خطورة في حد ذاته، بل في أن "ثويتس" يعمل أيضا كسد طبيعي لكل الجليد المتراكم في غربي أنتاركتيكا بالكامل، وهو ما يقدر الباحثون أن سقوطه في المحيط وذوبانه سيرفع مستويات مياه البحر بنحو 3 أمتار.
وإذا ما حدث ذلك، فإن العديد من المدن الساحلية حول العالم ستختفي لا شك، أو على الأقل ستواجه أخطارا جسيمة، مثل شانغهاي في الصين والإسكندرية في مصر وميامي في الولايات المتحدة ودكا في بنغلاديش وغيرها، مع تغير واضح في خريطة عدد من الدول، في كل مناطق العالم.
ولا يبدو أن البحث العلمي في هذا النطاق متفائل، حيث كانت دراسة قد صدرت في يناير/ كانون الثاني 2020 قد أشارت إلى أن "ثوايتس" بات أقل استقرارا من ذي قبل، حيث ظهرت مجموعة من الشقوق العميقة على الجانب السفلي للنهر الجليدي تسرّع من انزلاقه.
وفي دراسة صدرت في مايو/ أيار الماضي بدورية ساينس قام العلماء برسم خريطة للأرض الواقعة تحت ثوايتس، واكتشفوا أن طبيعة الصخور الرسوبية الموجودة أسفله تسهل عملية الانزلاق، ما يعني تسارع الانزلاق مستقبلا.
والمشكلة الإضافية في هذا السياق أنه مع الاحترار العالمي، فإن الجليد يذوب في مياه المحيطات بمعدلات أسرع لأن المحيطات بطبيعتها باتت أسخن من ذي قبل، ويعتقد أننا سنشهد أثر الارتفاع التدريجي لمستوى سطح البحر بحلول نهاية هذا العقد