متابعة : "Today News"
تمكن علماء الفلك بجامعة كمبردج، لأول مرة من دراسة بنية المنطقة المحيطة بالثقب الأسود بصورة مفصلة، باستخدام طريقة صدى الأشعة السينية. وتفيد مجلة Nature Astronomy، بأن الثقوب السوداء هي مواقع فضائية ذات كثافة هائلة، تمتص الضوء، لذلك يستحيل ملاحظتها بصورة مباشرة، ولكن يمكن دراستها من معرفة سلوك المواد التي تقترب من الثقوب السوداء وتسقط فيها.
وعندما تقترب هذه المواد من الثقب الأسود بحركة حلزونية ترتفع درجة حرارتها إلى ملايين الدرجات المئوية وتنبعث منها أشعة سينية، تنعكس جزئيا عن سحب الغبار والغاز المحيطة بالثقب الأسود.
ومن أجل اكتشاف ما يجري في المنطقة المحيطة بالثقب الأسود، اختار العلماء الثقب الأسود الكبير IRAS 13224-3809، واستخدموا لدراسته مرصد الأشعة السينية تلسكوب XMM-Newton، وتمكنوا لأول مرة من استخدام إشارات الصدى المنعكسة لتسجيل الحالة الديناميكية للمنطقة المحيطة به.
وقد تابع علماء الفلك كيف تتخذ المادة التي تلتف لولبيا قبل الدخول إلى الثقب الأسود، شكل القرص. وفوق هذا القرص منطقة إلكترونات ساخنة جدا تصل درجة حرارتها إلى مليار درجة مئوية ويطلق عليها الإكليل.
وقد راقب العلماء ومضات أشعة سينية قوية تغير سطوع الإكليل 50 مرة خلال ساعات قليلة. كما لاحظوا أنه بالتزامن مع هذه الومضات يتغير مقاسه.
ويقول عالم الفلك وليم أولستون، من جامعة كمبردج، "مع تغير مقاس الإكليل، يتغير صدى الضوء، كما لو كنت تتحدث بصوت عال في كنيسة، وسقف الصدى يعلو وينخفض. ومن متابعتنا لصدى الضوء، تمكنا من تقييم بصورة أدق قيم الكتلة ومؤشرات دوران الثقب الأسود، من متابعة إكليل ثابت المقاسات"