• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

من أوراق مكة .. هاجر ! (ملحمة الحب والعطش)

من أوراق مكة .. هاجر ! (ملحمة الحب والعطش)

  • 18-06-2024, 12:03
  • مقالات
  • 59 مشاهدة
خليل الطيار

"Today News": بغداد 

   في موكب الساعين والمهرولين بين جبلي     (الصفا والمروة)على أرض تم تجديدها وصقلها حتى أصبحت (كالماء) من نعومتها وهي تلامس أقدام الحفاة الراكضين بينهما ..بعد أن ركضت عليها (جدتنا هاجر) يوم كانت حجارتها تشقق القدمين لإمراة تقترب انفاسها من السكوت في رحلة (القلق) بين الموت والحياة..

عندما تكون الاضاءة عالية على المسعى بين الجبلين سترى (إمرأة )في منطقة موحشة تقترب من الظلام تتلفت وتتنقل بين  قلبها(ولدها) وبين(أمل) الماء أو الرذاذ الذي تنتظره شفتا طفل تتراقص رجلاه وهي تقترب من السكون ..بعد ان خفت صراخه وراح أصابعه تتلمس كل شئٍ حولها فلم تجده..


لقد غادر رب الاسرة ابراهيم النبي ولم يلتفت الى الوراء..بعد ان اغرورقت عيناه على مشهد (أم وطفل)..أوكلهما ابراهيم ع الى الغيب بثقة كاملة وختم عليها بامضاء الدعاء الخالد الجميل لوالدٍ مهاجر (إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع)..و..(رب اجعل هذا البلد أمنا وارزق اهله من الثمرات) ..وقبل ان يشتعل قلق الوحشة ردد بأنس المودع المسافر(واجعل أفئدةً من الناس تهوى اليهم..) ..في همهمة (الحب )الذي يرقق
 ..الحياة
تسقط وتنهض ..ثم تتلفت بإنصات الى رضيعها الذي تلاشت  ضحكاته على رملٍ ساخن  لم يمر عليه الرذاذ من  
… سنين

كان مشهدا ً (تراجيدياً) حمل  اللقطة الفنية والتصوير الممتع بمشاعر منتج يتقطع  حسرات على منتجه الانساني الرقيق….

تدفق الماء من تحت اصابع (هاجر) ومن  تحت رقبة اسماعيل البيضاء  النقية والتي تنتظرها (سكين مرهف) بين يدي (أب)عا'ئد من غربته ..يستجيب لرؤيا الذبح العظيم المقدسة ا
ليتسابق الاب والابن على مذبح الطاعة المركبة ..(ياأبتِ افعل ماتؤمر..)
قبل ان يتوادعا  الوداع الاخير..

أم أنتِ ياهاجر..يامن تشضيتِ وانتِ تبحثين عن ماءِ الحياةلولدكِ الاول والاخير…كيف ودعت عيناكِ الشاب اسماعيل ربيع عمركِ وأنتِ (تزفيه)الى  حافة سكين بيد أبٍ لم يتردد في تنفيذ قرار  الموت باستسلام لنفس راضية مرضية..

قد تكون غابت عني بعض المقاطع  والصور (الغيبية) لكنها لم تؤثر على النسق التصوري ..والبعد الاقناعي لمسيرة أم اكتنزت كنوز الحب والوفاء والطاعة لتنثرها في يومين على رضيعها وزوجها تحت تأثير موسيقى قرآنية تنحني لها الهامات والجماجم وتتفجر لأجلها الصخور  نبعاً خالداً((يزمزم))العطاشى  المتعبين  من الوجد والصبر والامنيات العظيمة

من هنا مر الصبر وهنا استسلم التاريخ وسجل …وهنا قالت هاجر للشمس انزلي وقبلي (أحفادي)العابرين الى  كربلاء ليتكرر المشهد بعرض جديد بعد شهر . من الان لبطولة  (لولد)و(والد) في صورة العطش الجديدة على نهر ممنوع من الشرب تفوق حسراته حسرات جدته العظيمة هاجر..

نعم إنها هاجر..ربما لانحتاج الى ترميزٍ آخر ….

أخر الأخبار