• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

حركة حسن سريع

حركة حسن سريع

  • 3-07-2024, 14:02
  • مقالات
  • 32 مشاهدة
عباس محسن ألجبوري

"Today News": متابعة 
  حركة لم يتبناها طرف ولم تساندها جهة
انطلقت في معسكر الرشيد واخمدت فيه
  هي من اكثر الحركات قصوراً في الذاكرة الشفاهية والمطبوعة ومن اكثر الانتفاضات تحجيماً في التدوين الا ما ندر مثل " كتاب البيرية المسلحة " د - علي كريم سعد ، وحتى مدينته التي ينتمي اليها او التي قطن فيها لم تخلد اسمه حتى في تسمية زقاق باسمه .
  في فجر ٣ تموز من عام ١٩٦٣ خرج النائب عريف حسن سريع مع مجموعة من الجنود وضباط الصف في معسكر الرشيد وبمعركة مباغته شجاعة سيطروا على وحدات عسكرية بما فيها مشجب السلاح حيث اشتعل المعسكر فوراً بعد الطلقة التنويرية التي اطلقها حسن سريع
  كان هدف الحركة السيطرة على معسكر الرشيد بما فيه من وحدات من ضمنها المطار العسكري بما يمثله من اهمية وهو في قلب العاصمة بغداد ومن ثم تعميم الحركة لتشمل عموم العراق ..هدفها تغيير نظام الحكم
  يذكر الضابط رافد صبحي اديب : " بدء الامر مع طلقات متسارعة وقوية وبدءت اصوات اقدام مسرعة وازداد ازيز الطلقات والمدافع الرشاشة ، اقتربنا من شبابيك الغرف التي كنا حبيسين فيها في سجن رقو واحد ، سمع صوت العريف قائلاً : سيدي ثورة "
  كانت احدى خطط حسن سريع هي مهاجمة سجن رقم واحد والسيطرة عليه ، والتي يتوقف على نتيجتها مصير المعركة والحركة ، حيث يقتضي اطلاق سراح معتقلي السجن والذي سيضع بين يدي الحركة المئات من الضباط والطياريين والذي كان المطار العسكري في معسكر الرشيد قد تمت السيطرة عليه وهيأة الطائرات الحربية بانتظار طياريها ، فضلاً عن القادة الشباب ومن مختلف صنوف الاسلحة ومن تمرس بعضهم في مراكز حكومية قيادية طوال عهد الزعيم عبد الكريم الذين زجوا في المعتقلات بعد انقلاب ٨شباط عام ١٩٦٣م
  كان اول من علم بالحركة من السلطة هو ضابط خفر في مقر القيادة العامة للحرس القومي والذي اتصل بقائد الحرس ليبلغه ان مسلحين يهاجمون معسكر الرشيد
  عند وصول قائد الحرس القومي منذر الونداوي الى معسكر الرشيد تم اسره واعتقاله من قبل المنتفظين ، ثم اعتقال وزير الداخلية حازم جواد والذي كان يشغل الامين العام لحزب البعث ، واعتقال وزير الخارجية طالب شبيب ، وآمر كتيبة الدبابات الاولى .. وغيرهم ، ولم يتم تصفيتهم او قتلهم
  لعدم تمكن الثوار من اقتحام سجن رقم واحد وتحرير المعتقلين كما مخطط ، بسبب استخدام لغة العاطفة بدل لعلعة الرصاص لفتح بوابة السجن ، وشئ من التردد في ذلك ، مع عدم اشتغال اذاعة خاصة بهم ، وعوامل اخرى ..مع وصول قوات كثيرة من الموالية للنظام ..ومن ضمن التقرير الذي رفعه " احد الشخصيات المدنية " في احدى التنظيمات عن اسباب الفشل
منها :
  تنظيمية : عدم وجود ارتباط مع قيادة حزب
  عسكرية : ضعف القيادة
  فضلاً عن التاييد بالعاطفة ، التوقعات هو غير الخطة المدروسة ..
دارت في معسكر الرشيد معركة غير متكافئة بعد ان سقط عنصر المفاجأة لتكون آخر اطلاقة في الساعة الحادي عشر قبل الظهر ، والقاء القبض على زعيم المنتفظين حسن سريع وبعض رفاقه .
  في المعتقل ردد حسن سريع على اسماع المحققين اثناء جولات التعذيب مقولته الشهيرة (( انا المسؤول الاول عن الثورة ))
  يذكر الضابط محمود علي سباهي حيث راى حسن سريع في التحقيق : " كان مدمى "
  وفي المحكمة العسكرية المشكلة خصيصاً لمحاكمتهم ، سأله رئيس المحكمة " هل تريد ان تصبح رئيساً للجمهورية وانت نائب عريف ؟ "
  اجاب حسن : " ما اردت ان اكون رئيساً للجمهورية او ضابطاً في الجيش انما ارد ان اسقط حكومتكم "
  ويقصد حكومة الرئيس المشير عبد السلام عارف .
  ومن ضمن ما سأله رئيس المحكمة العسكرية العقيد " شاكر مدحت السعود "
" ماذا بشأن الذي اعتقلتموهم ؟ "
  اجاب حسن " كنا سنحاكمهم "
  ثم اتجه حسن سريع يواكبه حرس السجن نحو ساحة الاعدام ليلقى الموت مع ستة وعشرين جندي وضابط صف ، وعدد من المدنيين ، ليكون الوجبة الاولى .. لتكون الحصيلة من ١٥٠ إلى ٢٠٠ شهيد ، و ٤٦ معدوم
  رحل حسن سريع ولم يأخذ من الحياة سوى دم نازف من جسده المعذب . والاماني الحبيسة في راسه .. التي لم يأتيه اي مدد من خرج معسكر الرشيد ليدعمه على تحقيقها ..
  رحل حسن سريع تا كاٍ زوجته وهي تعاني الم المخاض ليأتي المولود الوحيد له ، هي ابنته التي ولدت في ذات الشهر الذي انتفض فيه ، وذات السنة .
ومعسكر الرشيد ، الذي يستحق ان تسمى جزءاً من ارضه ، أو احد اسماء المباني التي اشييد عليه باسم ( حسن سريع )
  رحل حسن سريع  ..تاركاً قطار الموت الذي اتجه نحو الجنوب...


                           تلخيص
   
                  عباس محسن ألجبوري

أخر الأخبار

مقالات

3-07-2024, 14:02 حركة حسن سريع

عباس محسن ألجبوري

24-06-2024, 18:01 كفٌّ بكفْ………

عباس الجبوري