• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

انتصرت نهضة الامام الحسين (ع) بقيمها الإنسانية

انتصرت نهضة الامام الحسين (ع) بقيمها الإنسانية

  • 14-07-2024, 18:09
  • مقالات
  • 74 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
      بسم الله الرحمن الرحيم

انتصارات الحروب العدوانية والغزوات الجائرة والاحتلال البغيض والتسلط الناهب لثروات الشعوب ليس انتصارا لقيم حقوق الإنسان، بل هو سيطرة عدوانية استكبارية بغلبة الأشرار والطغاة والفاسدين واستغلال الشعوب والدول والمحرومين والمظلومين لمصالحها.

الانتصار الحق هو انتصار المبادئ الخيرة وقيم حقوق الإنسان في العدل والأخلاق والحقوق والحريات والواجبات.

الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) انتصر بالتضحية من أجل تحقيق الإصلاح والعدالة والقيم الحقة ونشر العلم والتوعية ضد الفساد والجهل والظلم والجور، والجهاد بإيقاظ الضمير الإنساني والإرادة الحرة ونهضتها، ودفع البشرية بالتضحية بالطرق المشروعة لإنجاز تطبيقات القيم على أرض الواقع وإسقاط الطغاة.

لقد حقق الإمام الحسين (ع) الانتصار الكبير بمداه الواسع الخير، حينما انتصر في كربلاء على جميع ألوان الظلم والخداع والمكر والسوء والترهيب، لحساب قيم الحق والنور والعدل والمثل العليا قائلا: (ألا تَرَونَ أنّ الحَقَّ لا يُعمَلُ بِهِ ، وأنَّ الباطِلَ لا يُتَناهى عَنهُ! لِيَرغَبِ المُؤمِنُ في لِقاءِ اللّه ِ مُحِقّا؛ فَإِنّي لا أرى المَوتَ إلّا سَعادَةً وَالحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلّا بَرَما).

إن يقظة الشعوب وشعورها بالعزّة والكرامة والإرادة الحرة، هي القوة الحقيقية الواعدة التي تصنع النظام العالمي المستقبلي إن شاء الله، والذي تسوده مبادئ العدل والمساواة وفرص التكامل الإنساني.

كانت نهضة الإمام الحسين (ع) لكل بني البشر للإصلاح، ولإسقاط الحاكم الغاصب للحكم، قائلا (ع): (إني لم أخرج أشرا ولا بطراً، ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنما خَرجتُ لطلبِ الإصلاح…).

إن حبنا للإمام الحسين (ع) يتأتى من إيمانه بالله عز وجل، والسير على نهج رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)، وانتصاره للحق ضد الباطل، وللعدل ضد الظلم، ووقوفه ضد الذين اختاروا النفاق في منهجهم الحياتي، وهم الذين يرفعون شعارات الإمام الحسين الإصلاحية، وفي الوقت نفسه نجد أن سلوكهم وتعاملهم هو على النهج المخالف للإصلاح.

ولولا نهضة الإمام الحسين لوجدنا كثيراً من الأحكام الإسلامية قد غيرت استجابة للحكام الطغاة.

الطاغية صدام استغل الشعب العراقي وصرف خزينة العراق في الحروب العدوانية ضد جيران العراق، ونفذ هو والبعثيون أقسى أنواع الإجرام والتعذيب والحرمان والقهر ضد الشعب العراقي ومقدسات المسلمين، ونفذ منهج أسياده الذين علموه الاستبداد في الحكم، فاستكبر فيها ثم سقط هو وعرشه اسوء سقوط من الذل والخيبة، وسقط معه من نصروه دون وجه حق، في حين فاز الذين وقفوا ضده وخاصة الشهداء برضوان الله تعالى وجنانه.

أصبحت شهادة الإمام الحسين (ع) وإخوته وأهل بيته وأصحابه (سلام الله عليهم جميعا) في 10 محرم الحرام عام 61 هـ في ملحمة كربلاء في صراعه ضد ظلم بني أمية، منارا لأحرار العالم، ومنهجا للإصلاح والتخلص من أعداء الحق والإنسانية.

النهضة الواعية المدركة لمهمتها الرسالية التي قادها الإمام الحسين (ع) هي التي نجحت في التأثير بأحداث حركة التاريخ في مسيرتها لتحقيق سعادة الإنسانية، والانتصار بالتضحية في الأنفس لإسقاط عروش الطاغوت التي بنيت على أساس الظلم والبغي والفساد.

           وليد الحلي
14-7-2024- محرم 1446

أخر الأخبار