مخاضات الصراع بين القيم الخيرة وأعدائها
"Today News": بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
إن تحكيم القيم والمبادئ الأخلاقية السامية في الدول والمجتمعات هو المتبنى الأول لتحقيق العدل والإطاحة بالظلم والفساد والطغيان في الاعتداء على الآخرين.
إن الصراعات الدولية الحالية ما زالت تخضع لنفس المنحى الشيطاني في الصراعات التاريخية السابقة في السيطرة على الآخر لتحقيق مصالحها مهما كان الثمن.
الإمام الحسن بن علي المجتبى (عليه السلام) اهتم بالدعوة إلى الالتزام بتعاليم الإسلام ورؤيته السياسية وتعميقها وترسيخها في ضمير الأمة لكي لا تتأثر بعمليات التمويه والتشويه والخداع والتضليل الشيطاني الذي يمارسه اعداؤها والعاملون والمطبلون لمشاريعها.
تربى الإمام الحسن في كنف جده خاتم الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى (ص)، حيث عبر عنه قائلا (ص): (اللهم إني أحبّه فأحبه وأحبّ من يحبه، وضمّه إلى صدره).
وقال (ص) عنه مع أخيه الإمام الحسين (ع): (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) و (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا).
ولد الإمام الحسن في المدينة المنورة في 15 شهر رمضان سنة 3 هـ، وتربى في كنف والده أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وأمه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع).
تسابق المسلمون إلى بيعة الإمام الحسن (ع) في الكوفة والبصرة والحجاز واليمن وفارس ومناطق أخرى، ليكون خليفة المسلمين الخامس بعد شهادة والده الإمام علي (ع) بيومين في 23 شهر رمضان عام 40 هـ.
اشتهر الإمام الحسن (ع) بكرمه وسخائه وجوده، ولقب بـ "كريم أهل البيت"، وتصدى لصيانة وحفظ الدين الإسلامي من كل تحريف أو تغيير وتحمل مسؤولية هداية ورعاية الأمة وتوعيتها بما جرى، وتحذيرها من عواقب السير وراء الظالمين الذين يعملون بنهج الشيطان.
ارتبط تصدي الإمام الحسن (ع) بأخيه الإمام الحسين (ع) ارتباطا وثيقا لتشخيص المرحلة وصنع القرار والموقف والآثار المترتبة على ذلك.
تعرض الإمام الحسن (ع) لمظالم عديدة، ومنها أنه أصبح إماما للمسلمين في السابعة والثّلاثين من عمره، وما إن سمع معاوية بن أبي سفيان وأتباعه بهذه البيعة بدأؤا بَحَبكِ المؤامرات وشراء الذمم، الأمر الذي حال دون استمراره في الخلافة لأكثر من (6-7) أشهر.
شخص الإمام الحسن بحكمته السياسية أبعاد الفتنة وسقوط الكثيرين في فخ المال والموقع الذي وعدهم به معاوية، وهذه مشكلة متزامنة مع الحكم جابهت الانسان في كل زمان ومكان!! حيث يقع الانسان ضحية عبادة المال والمنصب ومسترخصا قيمه العليا ووطنه ومقدساته.
المصلحة الإسلامية العليا والواقعية السياسية التي خبرها الإمام الحسن هي التي جعلته يوافق على معاهدة الصلح مع معاوية بن أبي سفيان في 26 ربيع الأول سنة 41 للهجرة، حقناً لدماء المسلمين، وللتوعية على خطط التحريف والتزوير لدين الله، ودفعاً للفرقة والتشتت والانقسام، بعد أن كثرت المؤامرات والخيانات وابتعاد الناس عن قيم الإسلام ومبادئه. ولعدم توفر مقومات الانتصار، وعملا للتثقيف على حماية دين الله في الأمة ورسالته وقيمه من التشويه، وحفظا للصالحين من أبناء الأمة وطلائعها المجاهدة من الملتزمين والمؤمنين والمجاهدين من ضغوط معاوية وجماعته، وعملا في تهدئة اضطراب الواقع السياسي بإيجابياته وسلبياته، والتعامل وفق الأحداث التي هددت الأمة الإسلامية بالتمزق، وافق الإمام الحسن على الصلح مع معاوية بشروط الحكم بما أنزل الله في القرآن الكريم والسيرة النبوية، وعلى أن يكون الحكم للإمام الحسن عند وفاة معاوية، وبعده للإمام الحسين ( عليهما السلام).
لقد نقض معاوية كل مواد معاهدة الصلح بعد أن أشهد الله والناس عليها، وأمر بدس السم للإمام الحسن (ع) واستشهاده في 7 صفر عام 50 هـ وعمره 48 عاما. (مدة إمامته 10 سنوات 40-50 هـ).
نستلهم في ذكرى شهادة الإمام الحسن (ع) بضرورة تحكيم القيم العليا التي تستوجب التضحية من قبل المتصدين والأمة لإنجاز هذه المهمة، التي تحتاج إلى وعي المرحلة وتحكيم النزاهة والإخلاص للوصول إلى إنجاح الأهداف المطلوبة للإصلاح.
وليد الحلي
7 صفر 1446- 12 آب 2024
اليوم, 09:52 القضاء يكشف عن أحدث طرق تهريب الدولار ويبين عقوبتها
25-11-2024, 11:43 العراق : حراك دبلوماسي واسع لمنع عدوان إسرائيلي محتمل
26-11-2024, 14:59 توضيح بشأن مرشحي المرجعية وولاية الفقيه بعد السيستاني والخامنئي
علي المؤمن25-11-2024, 12:46 حرمة الافتراء على المؤمن في القرآن والسنةالنبوية
د.رعدهادي جبارة25-11-2024, 12:01 خيارات المرجعية النجفية بعد آية الله السيستاني
علي المؤمن21-11-2024, 22:27 وحدة القرار الشيعي واحتمال ظهور مرجعية مطلقة
د. علي المؤمن