في تقريره، أشار الموقع إلى أن العراق يعد خامس أغنى دولة في العالم من حيث الموارد النفطية، حيث يملك نحو 10% من الاحتياطيات العالمية، ويسهم بنحو 5% من إنتاج النفط العالمي.
ورغم هذه الثروة، يعاني العراق من اعتماده الكبير على النفط الذي يشكل 85% من ميزانيته ونحو نصف إنتاجه المحلي الإجمالي. ويواجه العراق تحديات كبيرة في خلق فرص عمل لسكانه الذين يبلغ عددهم 40 مليون نسمة، حيث أن 60% منهم تحت سن الـ25.
في المقابل، أوضح التقرير، أن تركيا، التي تفتقر إلى موارد الطاقة مثل جارتها العراق، تعتمد على الاقتصاد المتنوع وقد ظلت ضمن أكبر 20 اقتصادا في العالم.
ومع ذلك، تعتبر موارد الطاقة المحدودة عقبة أمام استمرار النمو الاقتصادي في تركيا.
وفي هذا السياق، شدد التقرير على أن الشراكة بين العراق وتركيا لتطوير مشروعات مشتركة تعد خطوة طبيعية، لاسيما أنهما عاشا معا تحت راية الإمبراطورية العثمانية لقرون وكانا جارين لأكثر من 100 عام.
إلا أن الموقع أشار، إلى أنه من المستحيل في ظل جغرافية الشرق الأوسط، تنفيذ هذه المشاريع دون مراعاة للبعد الأمني.
وأشار التقرير، إلى المحادثات التي جرت في أنقرة بين وزيري خارجية العراق وتركيا، والتي أسفرت عن توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب.
ووصف الموقع، المذكرة بـ"التاريخية" حيث تضمنت إقامة مراكز أمنية مشتركة في الأراضي العراقية والتعاون في مكافحة الإرهاب.
كما تناول التقرير مشروع "طريق التنمية" الذي يستهدف ربط ميناء الفاو العراقي بتركيا عبر طريق سريع وسكك حديدية، ما يتيح نقل البضائع من دول الخليج وآسيا إلى أوروبا في وقت أقصر.
وأشار، إلى أن المشروع يعد إحدى أكبر المبادرات في تاريخ العراق للبنية التحتية، ويعكس الشراكة المتنامية بين بغداد وأنقرة.
وبالرغم من التقدم الذي أحرزه المشروع، نبه التقرير إلى التحديات التي يواجهها، خاصة في ظل التنافس مع مبادرات جيوسياسية أخرى مثل "مبادرة الحزام والطريق" الصينية و"الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا" المدعوم من الولايات المتحدة، مضيفا، أن احتمالية تأثير المشروع على نفوذ إيران في المنطقة، يزيد من تعقيد الأوضاع.
في الختام، حذر التقرير من أن تحقيق مشاريع كبيرة مثل "طريق التنمية" قد يثير التوترات والصراعات بدلا من تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن التعايش السلمي قد لا يكون مرغوبا لدى جميع الأطراف في هذه المنطقة التي تشهد تداخلات جيوسياسية معقدة.