• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

العراق والإسلام السياسي (٢٢) .. الأحزاب الإسلامية الشيعية: التيار الصدري والفضيلة وتيار الاصلاح

العراق والإسلام السياسي (٢٢) .. الأحزاب الإسلامية الشيعية: التيار الصدري والفضيلة وتيار الاصلاح

  • 28-08-2024, 14:57
  • مقالات
  • 74 مشاهدة
د. صلاح عبد الرزاق

"Today News": بغداد 

٢٨ آب ٢٠٢٤

خامساً: التيار الصدري

ورث السيد مقتدى الصدر (1973- ) عن والده المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر جمهوره واحترامه لأبيه الذي أغتيل في 19 شباط 1999 . لم يكن للسيد مقتدى أي دور سياسي قبل سقوط النظام عام 2003 ، بل كان يساعد والده في شؤون مرجعيته، ولكن بعد أشهر قليلة من دخول القوات الأمريكية للعراق تنامى دوره السياسي والعسكري والجماهيري. وكان لخطبه في مسجد الكوفة التي ينتقد فيها الاحتلال الأمريكي ومجلس الحكم الانتقالي والشخصيات السياسية في المشهد العراقي، تأثير في الجماهير.

السيد مقتدى الصدر
السيد مقتدى الصدر (١٩٧٣- ) (١) هو الابن الرابع للشهيد الصدر الثاني ، وزعيم التيار الصدري الذي يتولى اتخاذ جميع القرارات السياسية والتنظيمية . وتولى رئاسة تحرير مجلة الهدى، وهي أول مجلة تصدرها الحوزة العلمية في النجف الأشرف في عهد النظام البعثي. كما تولى الاشراف على جامعة الصدر الدينية، ومدرسة الامام المهدي في حينه ، بالإضافة إلى توليه مسؤوليات لجنة الحقوق الشرعية التابعة لمكتب والده، وطباعة مؤلفاته.
تعرض مقتدى الصدر للاعتقال مع والده وأشقائه في معتقل الرضوانية غرب بغداد بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 . كما قاد (انتفاضة الصدر 1999) التي اندلعت بعد مصرع والده وشقيقيه، في بغداد والمحافظات مثل كربلاء والناصرية والكوفة والبصرة ، واستمرت لعدة أيام ضد قوات الأمن والمقار البعثية. وقد لقي العشرات مصرعهم في تلك المواجهات ، واعتقل المئات منهم. (٢) كما تم قتل محافظ البصرة وعشرات من أزلام النظام البعثي قبل أن يتدخل الفيلق الثالث في الجيش لإخماد التمرد. (٣)
خلال الفترة ما بين استشهاد الصدر الثاني عام 1999 ، وبين سقوط النظام عام 2003 انشغل مقتدى الصدر بإدارة شؤون حوزة والده وجامعة الصدر الدينية في النجف الأشرف ، والاشراف على مكاتب مرجعية والده خارج العراق. كما وجه اهتمامه بهدف المحافظة على التيار الجماهيري الذي أسسه والده. إذ كان على اتصال مع أتباع وطلاب والده ومقلديه داخل العراق وخارجه.
وكان للتضييق الامني الشديد، والمراقبة المستمرة، التي وضعت على شخص مقتدى الصدر الدور الكبير في عرقلة حركته وعدم صعوده اعلامياً خشية التعرض لمصير مماثل لوالده واخوته، وعلى هذا الاساس استمر بالدراسة في الحوزة العلمية تحت اشراف المرجع محمد اسحاق الفياض. كما كان الظهور الاعلامي الابرز لاتباعه خلال تلك الحقبة في عام 2002 حينما تظاهروا امام وزارة الاعلام العراقية مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين من أنصار الصدر.
خلال السنوات الأربع قبل سقوط النظام ، انضمت كوادر جديدة من الشباب المتفاعل مع التيار الاسلامي والطموح لقيادة الجماهير الشيعية. وكانت لأفكار ومواقف الصدر الثاني الثورية والمواجهة مع رموز النظام واستشهاده في سبيلها قد بعث الحماس والتمسك بتياره. وقد بدت نتائج جهود مقتدى الصدر واضحة بعد سقوط النظام ، عندما برز التيار كقوة منظمة ، تمتلك الجرأة والشجاعة والطاعة للقائد.

اسم التيار الصدري
لم يكن التيار كياناً حزبياً عند تأسيسه، ولم يكن يحمل هذه التسمية . إذ كان قبل السقوط عام 2003 يسمى نفسه بالحوزة الناطقة. وهو الاسم الذي أطلقه عليه الشهيد محمد الصدر. ويرى بعض المعاصرين أن اسم (التيار الصدري) أطلقه رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي أثناء حكومته، فكان يسميه (تيار الصدر) والاعلام يسميه (التيار الصدري) . أما السيد مقتدى فلم يطلق عليه هذه التسمية. وبمرور الزمن ، ومع التداول الاعلامي أخذ السيد مقتدى يصفه (ما يسمى بالتيار الصدري) في لقاءاته وبياناته، بل كان يستنكر ذلك أحياناً ويقول نحن لسنا تياراً. وكان يدخل الانتخابات بعدة أسماء منها (كتلة الأحرار). وفي عام ٢٠٢٤ قام السيد مقتدى بتسميته بالتيار الوطني الشيعي.  
جيش المهدي ومواجهاته
بعد إعلانه تشكيل (جيش المهدي) في حزيران 2003 تحول التيار الصدري إلى قوة مسلحة. وفي عام 2004 قام الحاكم المدني بول بريمر بإغلاق صحيفة (الحوزة) التابعة للحوزة الناطقة، وهو الاسم الذي عُرف به مقلدو وأتباع السيد محمد الصدر (قدس) قبل تسمية (التيار الصدري). احتج أتباع السيد مقتدى على قرار غلق الصحيفة، فخرجوا في مظاهرات ، لكن قوات التحالف الأمريكي فتحت النار على المحتجين. فكانت هذه نقطة التحول في الموقف السلمي للصدر الرافض لقوات الاحتلال. وأدى ذلك إلى تصاعد الأحداث الدامية بين جيش المهدي والقوات الأمريكية، والذي اتسع ليشمل محافظات الوسط والجنوب.
  رغم مشاركة التيار الصدري في الانتخابات اللاحقة، لكنه بقي يستخدم العنف في مواجهة خصومه. ففي 14 أيار 2004 دخل جيش المهدي في معركة دامية مع القوات الأمريكية في مدينة النجف الأشرف حيث قتل فيها مئات من المقاتلين. وكان السيد مقتدى الصدر قد دخل العتبة العلوية واتخذ من مضيفها مكتباً له. كما دخل جيش المهدي مسجد الكوفة التاريخي وفيه محراب الإمام علي (ع) ومرقد مسلم بن عقيل (ع) وهاني بن عروة ، ومقامات كثيرة في باحة المسجد. ولم ينته الصراع إلا بتدخل المرجع السيستاني وخروج عناصر جيش المهدي من الحرم دون محاكمة أو محاسبة في أيلول ٢٠٠٤.
وبعد ثلاث سنوات على تلك الحادثة التي هزت الوسط الشيعي آنذاك، تكررت مرة أخرى في كربلاء المقدسة. ففي آب 2007 وأثناء الزيارة الشعبانية هاجمت عناصر من جيش المهدي مرقد الإمام الحسين (ع) . وحدثت مواجهات بين جيش المهدي من جهة والقوات الأمريكية والقوات الأمنية العراقية من جهة أخرى. وقد ذهب ضحية الاشتباكات قرابة (52) ضحية . وقد نفى السيد مقتدى الصدر ضلوع جيش المهدي في الأحداث، ثم أصدر قراراً في 29 آب 2007 تم بموجبه تجميد جيش المهدي ، وطرد بعض من سماهم بالمجرمين والمندسين ذوي المصالح الشخصية.
وكانت عناصر جيش المهدي قد أُتهمت بالقيام بعمليات تصفيات طائفية في بغداد ، ودُفن المخطوفون بعد قتلهم في منطقة خلف السدة. كما أُتهم جيش المهدي بعمليات خطف وقتل شخصيات حكومية مثل الوكيل الفني لوزارة الصحة عمار الصفار ومدير صحة ديالى الذي كان في زيارة لديوان الوزارة ثم اختفى.  
بعد تجميده لجيش المهدي قام الصدر بتأسيس (لواء اليوم الموعود) الذي نفذ عمليات ضد القوات الأمريكية في الفترة 2009-2011 . وبعد يوم من سقوط الموصل أصدر الصدر في 11 حزيران 2014 بياناً أعلن عن تشكيل (سرايا السلام) التي اقتصر دورها على حماية العتبات المقدسة في سامراء. وتقوم سرايا السلام باستعراضات عسكرية في بغداد والمحافظات تضم آلاف المقاتلين وهم برفقة أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة تتقدمهم صواريخ وراجمات ومدافع.  

المشاركة السياسية
على الصعيد السياسي شارك التيار الصدري في العملية السياسية والانتخابات المحلية والنيابية. وحقق نجاحات متوالية ، إذ حصل على قرابة 30 نائباً في انتخابات 2006 و 2010 و2014 . وقد ترأس نواب التيار الصدري بعض اللجان المهمة في البرلمان مثل لجنة النزاهة للدورة 2010-2014 ، ولجنة الأمن والدفاع في الدورة 2014- 2018. وفي انتخابات ٢٠٢١ البرلمانية حصل على (٧٣) مقعداً ، وتحالف مع السنة والكرد في تحالف ثلاثي. ولما فشل التحالف بعقد جلسة بحضور ثلثي النواب ولمرتين ، أمر السيد الصدر نوابه بتقديم استقالتهم من البرلمان. الأمر الذي فسح المجال أمام خصومه من كتل الإطار التنسيقي بالعودة والإمساك بزمام المبادرة والهيمنة على المشهد السياسي. وأغلب المراقبين يرون أن تلك الخطوة كانت مستعجلة وغير مدروسة.  
شغل نواب التيار الصدري عدد من الوزارات الخدمية مثل: وزارة الصحة، العمل، البلديات، الاسكان، الموارد المائية، التخطيط ، النقل، الصناعة، هيئة المساءلة والعدالة وأمانة مجلس الوزراء ووكلاء وسفراء.  
 وعلى الصعيد المحلي حصل على مقاعد في مجالس المحافظات ومناصب فيها. في عام 2010 حصل التيار الصدري على منصب محافظ ميسان كجزء من صفقة مع دولة القانون أثناء تشكيل الحكومة. إذ تم تنازل المحافظ السابق محمد شياع السوداني عن منصبه ليشغله أحد أعضاء التيار. كما حصل على منصب محافظ بغداد في انتخابات 2013. كما حصل على محافظات النجف وذي قار بقرار من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

تظاهرات واعتصامات
في عام 2016 تزعم السيد مقتدى الصدر حركة الإصلاح ، حيث أصدر بيانات هامة، وقام بتظاهرات كبيرة في ساحة التحرير وحول الوزارات. ففي 27 آذار 2016 قام السيد الصدر باعتصام أمام المنطقة الخضراء حيث نصب خيمته، يحيط به أتباعه ، وألقى بيانات وأجرى لقاءات مطالباً بإجراء الاصلاحات وتغيير الوزراء التابعين للأحزاب السياسية، وتنصيب وزراء تكنوقراط.
وفي 30 نيسان 2016 هاجم متظاهرون تابعون للتيار المنطقة الخضراء ، وقاموا بتحطيم أثاث مبنى البرلمان. كما تعرض بعض النواب من الكرد والشيعة إلى اعتداء بالضرب والاهانة.
كما قام التيار بتظاهرات في ساحة التحرير للمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد. وفي 8 شباط 2017 دعا السيد مقتدى إلى خروج تظاهرة مليونية في بغداد لكن التظاهرة لم يتجاوز عددها خمسة آلاف متظاهر. ثم دعا إلى تظاهرة أخرى في 11 شباط 2017 للمطالبة بإقالة المفوضية المستقلة للانتخابات. وحدثت مواجهات مع القوات الأمنية ذهب ضحيتها أحد عشر شخصاً من المتظاهرين وأفراد القوات الأمنية.
في 26 نيسان 2016 تظاهر التيار الصدري أمام المنطقة الخضراء، وأُجبر رئيس الوزراء على إقالة عدد من الوزراء، وأجبروا مجلس النواب ورئيس الوزراء على إقالة عدة وزراء من دولة القانون بينهم حسين الشهرستاني ومحمد شياع السوداني ، وترشيح بدلاء لهم فيما عرفوا بالتكنوقراط. لكن في 25 أيار 2016 أصدرت المحكمة الاتحادية قراراً بإلغاء تلك الجلسة ، وبالتالي عودة الوزراء المقالين إلى مناصبهم.
وفي تموز ٢٠٢٢ قام أتباع التيار الصدري باحتلال مبنى مجلس النواب لعرقلة جلساته وعدم اختيار السوداني لرئاسة الوزراء. وحاصروا البرلمان في اعتصام مفتوح أمام البرلمان حيث نصبوا خيمهم في حدائقه وساحاته.  
وفي ٢٩ آب ٢٠٢٢ حاول أنصار التيار دخول المنطقة الخضراء بالقوة والسلاح لكن تصدت لهم قوات أمنية ، وسقط ضحايا واستمرت الاشتباكات حتى الصباح دون دخولهم الخضراء. وفي ٣٠ آب ٢٠٢٢ انتهى الاشتباك بعد أن ألقى السيد مقتدى كلمة متلفزة دعا فيها أنصاره إلى الانسحاب الفوري وجاءت ضمن كلمته مقولته الشهيرة (القاتل والمقتول في النار).  

مواقف متغيرة
من الأمور الملفتة في أداء التيار الصدري هو المواقف المتبدلة التي لا يمكن التكهن بها. فقد أعلن السيد مقتدى عدة مرات أنه سيمتنع عن النشاط السياسي، لكن بعد فترة قليلة يفاجئ الناس بصدور بيان سياسي أو دعوات للتظاهر أو غيرها من النشاطات. كما أنه كان يعلن موقفه المناوئ للسعودية لكنه فاجأ المراقبين بزيارة سريعة إلى السعودية في 31 تموز 2017 والتقى بولي العهد محمد بن سلمان. وقد عارضت بعض الشخصيات السياسية الشيعية وجماهير هذه الزيارة معتبرة أنها لا تناسب شخصية شيعية وطنية عانت جماهيرها من دعم الرياض للارهاب تمويلاً وإعلاماً وفتاوى، سواء للقاعدة من قبل أو داعش فيما بعد ، والتي نفذت عشرات العمليات الارهابية التي ذهب ضحيتها آلاف الضحايا من الشيعة.  وأعلن أنه تم الاتفاق في الزيارة على فتح قنصلية سعودية في النجف الأشرف.  
بعد أسبوعين على زيارته للسعودية قام السيد مقتدى في 13 آب 2017 بزيارة الإمارات العربية ، والتقى خلالها بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
أما علاقة التيار الصدر مع الأحزاب السياسية فهي متغيرة أيضاً . فتارة يهاجم التيار مكاتب المجلس الأعلى ومنظمة بدر ويحرقها ، وتارة يستقبل عمار الحكيم وهادي العامري. كما أن علاقة التيار مع حزب الدعوة بقيت متذبذبة بين التوتر والبرود إلى الدفء والاحترام. إذ بقي الصدر يهاجم المالكي في خطاباته وبياناته وتغريداته، وفي الوقت نفسه يمتدح علاقته مع العبادي، ويصرح بأن عداءه ليس مع حزب الدعوة.

تظاهرات تشرين
منذ ٢٥ تشرين الأول ٢٠١٩ شارك التيار الصدري في التظاهرات التي سادت أغلب مدن العراق. وكان أصحاب (القبعات الزرق) المسلحون يتدخلون في التظاهرات ، وحدثت مواجهات مسلحة في بغداد (كراج السنگ) والنجف والناصرية راح ضحيتها العشرات. وكان السيد مقتدى يطالب بإستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حتى قام بتقديم استقالته عام ٢٠٢٠ ومجيء مصطفى الكاظمي مكانه.  
للتيار الصدري إمكانيات مالية هائلة تشرف عليها (الهيئة الاقتصادية) المرتبطة مباشرة بالسيد مقتدى الصدر. كما يمتلك عشرات المؤسسات الاعلامية والاجتماعية و التعليمية والحوزوية والعسكرية. ويمتلك قناة (الأضواء).
ويمتاز التيار الصدري بالانضباط العالي لأتباعه لتوجيهات قادته وخاصة في التجمع للتظاهرات أو الادلاء بأصواتهم في الانتخابات. وللتيار (هيئة سياسية) بمثابة المكتب السياسي، يتم تعيين أعضائها من قبل السيد مقتدى الصدر. وليس لها إلا دوراً ثانوياً لأن السيد مقتدى هو الذي يصدر البيانات والخطب ورسم السياسة العامة للتيار الصدري ومواقفه وتحالفاته. ويقتصر دور الهيئة السياسية في تنفيذ توجيها الزعيم والقيام بزيارات ولقاءات مع الأحزاب السياسية الأخرى.

سادساً: حزب الفضيلة الإسلامي
وهو حزب سياسي أسسه الشيخ محمد موسى اليعقوبي (1960- ) (٤) وهو احد طلاب السيد محمد صادق الصدر. وقد تعرض كوادره إلى المطاردة والاعتقال بعد استشهاد السيد محمد الصدر عام 1999 . في 30 نيسان عام 2003  أعلن عن تأسيس (جماعة الفضلاء) ثم تغير اسمه إلى (حزب الفضيلة) من مجموعة من فضلاء الحوزة العلمية وشخصيات مثقفة. أما المبادئ التي يعتمدها فهي:
1.  الإسلام شريعة ومنهجا للحياة.
2. المحافظة على استقلال العراق ووحدته.
3. الالتزام بالدستور واعتباره المرجع الأساس في جميع القضايا التي يختلف عليها ، وعلوية القانون.
4. تفعيل عمل مؤسسات النظام السياسي مع الالتزام بمبدأ الفصل بين السلطات.
5. حكومة مركزية كفوءة وقوية تساندها حكومات محلية واسعة الصلاحيات في المحافظات.
6. اتخاذ كافة التدابير لمحاربة الإرهاب والتطرف وتحريمهما ، نبذ الثقافة التي تروج للطائفية والشوفينية وكافة أشكال التفرقة والتمييز العنصري.
7. الشراكة السياسية في الحكومة ونبذ سلوكية الإقصاء والتفرد والدكتاتورية.
8. تعزيز دور العراق وفاعليته ضمن محيطه العربي والإقليمي والدولي.
9.تكليف ذوي الكفاءة والاختصاص بوضع الدراسات والمعالجات والتخطيط الإستراتيجي للسياسات المختلفة.
لحزب الفضيلة عدة مؤسسات نقابية وتعليمية، ولديه قناة (النعيم) وأربع إذاعات في بغداد والبصرة والناصرية والسماوة. كما لديه عدة مساجد وحسينيات وأهمها (جامع الرحمن) في المنصور ببغداد. ويمتلك حزب الفضيلة تنظيماً مسلحاً يدعى (قوات وعد الله) برز دوره بعد عام 2014 بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجع السيستاني.
شارك الحزب في العملية السياسية وشارك في الانتخابات المحلية والنيابية. وحصل على مقاعد في مجالس المحافظات ومجلس النواب. ففي عام 2013 انضم إلى دولة القانون في الانتخابات المحلية، وحصل على منصب محافظ الديوانية. كما حصل على ستة مقاعد في انتخابات البرلمان عام 2010 و2014 ، وحصل من خلالها على وزارة العدل للدورتين المذكورتين.
في انتخابات ٢٠١٣ المحلية انضم الفضيلة لائتلاف دولة القانون ، كما انضم اليها في انتخابات ٢٠٢٣ المحلية وحصل على محافظة المثنى.

سابعاً: تيار الاصلاح الوطني
في عام 2008 أسس الدكتور ابراهيم الجعفري (1947- ) تيار الاصلاح الوطني بعد انشقاقه من حزب الدعوة الإسلامية الذي انتمى إليه عام 1966 ، وصار في قيادة الحزب للفترة 1980-2008 ، ومنذ عام 1998 أصبح الناطق الرسمي باسم الحزب. وجاءت مغادرة الجعفري لحزب الدعوة الإسلامية بعد فشله في الفوز بمنصب الأمين العام للحزب في المؤتمر العام عام 2007 . وخلال هذه الفترة بقيت علاقته بالحزب طيبة، كما أن حزب الدعوة الإسلامية دعم توليه رئاسة التحالف الوطني العراقي بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم عام 2009 .
يملك الدكتور الجعفري تاريخاً سياسياً طويلاً في مقارعة نظام صدام، ثم أصبح أول رئيس لمجلس الحكم الانتقالي، ثم رأس الحكومة الانتقالية عام 2005 . وبقي عضواً في البرلمان العراقي منذ تأسيس الجمعية الوطنية عام 2004 وإلى الدورات اللاحقة. يعد السيد فالح الفياض والدكتور عبد العزيز التميمي من أبرز شخصيات تيار الإصلاح. لتيار الإصلاح مكاتب في بغداد والمحافظات ، ويملك قناة (بلادي) التي تعكس مواقف وأخبار التيار. وليس للتيار حركة مسلحة.
شارك الاصلاح في الانتخابات المحلية عام 2009 بقائمة منفردة، لكنه انضم إلى ائتلاف دولة القانون في انتخابات 2013 . كما شارك في الانتخابات التشريعية عام 2010 و2014 حيث حصل على ستة مقاعد. وشغل الدكتور الجعفري وزير الخارجية في حكومة العبادي ٢٠١٤-٢٠١٨ .
وبعد انتهاء الدورة تضاءل دور تيار الإصلاح ولم يشارك في الانتخابات اللاحقة وأغلق مكاتبه وقناته الفضائية وعاد الجعفري إلى لندن.

مقومات التيار    
 
1- القاعدة الجماهيرية الواسعة التي تؤمن بضرورة الإجماع الوطني على الإصلاح المستمر الذي يغذي مراحله المختلفة من ذاته بذاته.
2- القراءة الموضوعية للوقائع، ومحاولة الابتعاد عن الأحكام الذاتية الضيقة، ووجوب الرجوع لما يحقق المصلحة الوطنية إلى جانب التأكيد على أن الانطلاقة الصحيحة التي تنطوي على المراجعة التصحيحية تجنب الإجبار على التراجع.
3- العلماء والمثقفون وأصحاب الكفاءات؛ لما يمثلونه من رافد أساس في عملية النهوض، وبخاصة أن العالم اليوم ينهض بالعلم والثقافة والمعرفة المعلوماتية والرقمية والمكتشفات والمخترعات المتنوعة.
4- منظمات المجتمع المدني إذ تمتد لتشكل وجوداً حقيقياً واسعاً في التيار الإصلاحي، فهي مؤسسات مهنية وثقافية واجتماعية تأخذ وجودها من المجتمع وتجد في التيار معلماً بارزاً لتحقيق أهدافها الإصلاحية.
5 - الإعلام والإعلاميون، ويشكل هؤلاء اللسان الناطق المُوصِل للفكرة، والكاشف عن مَواطن الخلل، وهو إعلام جماهيري ينبع من التيار؛ ليكون الوثيقة اليومية التي تدعو، وتدوّن، وتوجّه؛ ولتكون الجهة الأمينة التي تحمي مسيرة الإصلاح من أي وهن أو ضعف.
6- تمثل المرأة مقوّماً رئيساً للتيار، وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها المرأة العراقية في مضمار الثقافة والتربية والسياسة والخدمات، لكن بعض جوانب حياتها لم يزل يرزح تحت نير التقاليد المتخلّفة؛ مما أعاق تقدمها أكثر فأكثر، وحال دون ظهورها على المسرح الاجتماعي بشكل يتكافأ مع ما حباها الله (تعالى) من مكانة، وما منحها من إمكانات، كما إن ما تعرّضت له من ظلم في أكثر من مجال يتطلب بذل جهود جادة لإنصافها.
7- الشرائح الاجتماعية المختلفة من الشباب والنساء, عمالاً وفلاحين, مثقفين ومهنيين ورياضيين, فنانين وأساتذة جامعة والطلاب, وعسكريين ومدنيين هم قاعدة التيار الأساسية ومادته في الحركة وآليته في التنفيذ.
8- شريحة الشباب من كلا الجنسين هي الأوسع من حيث الكم السكاني، وهي الأغزر من حيث العطاء النوعي، وهي الأقوى من حيث الإرادة والفعل والتضحية، وهذا ما جعلها مادة أساسية في حركات الإصلاح عبر التاريخ، وهدفاً استحوذ عليه اهتمامها وحين ينطلق تيار الإصلاح الوطني من أعماق الشباب يكون قد مثّـل بأمانة عمق الدافع العراقي، وعمق تطلعاته؛ فالشباب قدر الحاضر، وأمل المستقبل، وهم صمام أمان لسلامة البناء، وهم ثروته في أي تطوّر حضاري منشود، وهم درعه العراقي؛ لرد غائلة الاعتداء كما إنهم بُناة العملية السياسية المنشودة التي تؤمّن للدولة الجديدة قاعدتها وبناءاتها الفوقية.
9- الفنانون والرياضيون والشعراء وباقي المبدعين يرفدون التيار بعنصر الوجود الواعي والمتجدد، كل في حقله الإبداعي، فهم يعبّرون عن صور الحياة اليومية بالعمل الفني؛ ليقدّموها إلى مجتمعهم زاهية بالجمال والروعة، ويعكسون القيم الحضارية التي تنبع من أعماق الإنسان، والتي حمل لواءها المصلحون عبر التاريخ. (٥)
 
 
دواعي التيار
 
1- استجابة لواقع المجتمعية العراقية جرّاء عوامل اختمرت متفاعلة؛ لتتمخض عن ولادة التيار فهو تشكّل وتكوّن ذاتي أكثر منه تشكيلاً أو تكويناً فوقياً، وهو بناء تلقائي أكثر منه صيغة مفروضة، وهذه الحقيقة المجتمعية التيارية فرزت نفسها عبر أحداث وتفاعلات وتراكمات جعلتها تعبّر عن هويتها من جانب، وتحدّد وجهتها لطبيعة الأهداف والخطاب والرموز من الجانب الآخر.
2- إظهار الإرادة الوطنية العراقية بمظهر يتسع لكل الشرائح الاجتماعية؛ مما يجسّد قوتها ووحدة كلمتها، ويحاول التيار مد الجسور بين مكونات المجتمع العراقي مُشيعاً ثقافة المشترك الذي يساهم في تعزيز الوحدة وحفظ لحمتها الوطنية، والسعي لدمج مكوّناته في هذه الإرادة الوطنية، وخلق التضامن الجماهيري على هذه المشتركات.
3- تعميق التفاعل بين أبناء الشرائح الاجتماعية على الرغم من تفاوت قدراتها، وتنوّع اختصاصاتها من خلال وعي الملموس العملي، وتحقيق ما يصبو إليه أبناء الشعب كافة، كما إنه يعبّر ومن خلال وسطيته عن أعماق التفاعل المتغلغلة في وجدان المواطنين بما يشكل قاعدة عريضة ترمز إلى هدف العملية الوطنية مثلما رمزت إلى مادتها في التضحية في مواجهة الدكتاتورية إبّان مرحلة المعارضة الوطنية.
4- حماية الشعب العراقي من محاولات السوء التي استهدفت شق صفّه، والعبث بوحدته من خلال ثقافة الطائفية المقيتة أو التعصّب العنصري.
5- التعاطي من موقع المسؤولية مع مُجمَل الإنجازات الوطنية التي تحققت في إجراء الانتخابات المتعددة، وما أفضت إليه، وأخذ الدور الوطني إلى جانب كل المؤسسات الحكومية والمدنية في بناء العراق وحماية أمنه واستقلاله.
6- التثقيف والتربية على المشتركات الوطنية التي من شأنها تقوية وتعزيز كل الأحزاب والتيارات العراقية المخلصة؛ مما تعكس نمطية من التعاطي البناء في أروقة السياسة كالبرلمان والحكومة والفعاليات الاجتماعية الأخرى.
إن دواعي تشكيل تيار الإصلاح تتوخى بمُجمَلها السعي لتحقيق الأمن، وإشاعة العدل، وتأمين الحقوق، ومكافحة الظواهر الشاذة التي بدت على العملية السياسية.

الهوامش
١-ولد السيد مقتدى محمد محمد صادق الصدر الصدر في 4 آب عام 1973 في النجف الأشرف، وله ثلاثة أخوة ، استشهد منهم مصطفى ومؤمل ، وبقي مرتضى. مقتدى متزوج من بنت الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وليس له ذرية.  درس في المدارس الرسمية حتى المرحلة المتوسطة ثم التحق بالحوزة العلمية عام 1988 . ودرس عند والده ، ومحمد كلانتر، ومحمد الجواهري، وعند المرجع الديني الشيخ محمد اسحاق الفياض.
٢- نقلاً عن (هيومن رايت ووتش) من موقع ويكيبيديا.
٣-muqtada al-sadr the shia revival and the struggle for iraq : Patrick Cockburn
٤- هو محمد بن الشيخ موسى اليعقوبي، ولد في النجف الأشرف. وكان والده خطيباً وأديباً معروفاً، أصدر مجلة الايمان الشهيرة. درس الشيخ محمد اليعقوبي في كلية الهندسة في جامعة بغداد ، وتخرج عام 1982 . كما انضم إلى الحوزة العلمية والتحق بمدرسة السيد محمد الصدر عام 1985 . وقد استلم عمادة جامعة الصدر الدينية ، وصدرت له عدة مؤلفات فقهية . ويعد آحد مراجع التقليد في النجف الأشرف.
٥- المصدر : موقع الدكتور ابراهيم الجعفري www.al-jaffaary.net

أخر الأخبار