#٨ أيام_باقي_على_التعداد
كشفت دراسة حديثة أن كثيرين من البشر والحيوانات يميلون إلى الانسحاب الاجتماعي مع التقدم في السن، وهو نمط سلوكي يُعرف بـ"الشيخوخة الاجتماعية"، ويبدو أن هذه العزلة لها ميزة في ما يتعلق بالصحة.
وتعد هذه الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعتي إكستر لأبحاث سلوك الحيوان، واحدة من أولى الدراسات التي استكشفت كيف يمكن لتجنب المرض أن يؤثر على السلوكيات الاجتماعية عبر مختلف مراحل العمر.
وشملت الدراسة مجموعة من قرود المكاك الريسوسي الإناث البالغة؛ لفهم العلاقة بين الشيخوخة والقدرة على التواصل الاجتماعي والإصابة بالأمراض المختلفة بشكل أفضل.
وقام الفريق بدراسة العدد الإجمالي للأصدقاء والمعارف والشركاء الاجتماعيين لهذه القرود، والوقت الذي تقضيه في التواصل الاجتماعي، قبل النظر في عدد المرات التي أصيبت فيها بالأمراض المعدية، لتحديد ما إذا كان انخفاض الاتصال يمكن أن يقلل من خطر الإصابة، وخاصة مع الانخفاض في مستويات المناعة المرتبط بالعمر.
ووجدت الدراسة أن قرود المكاك الريسوسي الأكبر سناً ذات التفاعل الاجتماعي المحدود كانت أقل عرضة للإصابة بالأمراض.
وأوضحت إيرين سيراكوزا، الباحثة المشاركة في الدراسة، أن "نسبة التكلفة والفائدة هذه قد تتغير عبر أعمار الأفراد، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات في السلوك الاجتماعي. قد يكون الأفراد الأكبر سنًا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض- ولكن بمجرد أن أخذنا ذلك في الاعتبار في بياناتنا، وجدنا أن قرود المكاك الأكبر سنًا عانت من تكاليف إصابة أقل من نظيراتها الأصغر سنًا".
وقالت إيرين سيراكوزا، الباحثة المشارِكة في الدراسة: "قرود المكاك الريسوسي تتشابه مع البشر في الآليات المرتبطة بالأمراض والعلاقات الاجتماعية. ونتائجنا تشير إلى سبب قوي قد يجعل كثيراً من الحيوانات، وكذلك البشر، تقلل من علاقاتها الاجتماعية مع تقدمها في السن".
وأشارت إلى أنه على الرغم من حقيقة أن خطر الإصابة بعدوى ما يرتفع مع زيادة وقت التفاعل، فإن بعض أنواع العدوى يتطلب تفاعلًا قصيراً جداً للانتشار.
لذا، في المرة المقبلة عندما تعطي الأولوية للجودة على الكمية في صداقاتك، تذكر: قد يكون ذلك جزءًا طبيعيًا وحتى مفيدًا، من النمو.
كما أكدت بعض الدراسات أن البقاء بمفردك بشكل دائم يزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب وضعف وظائف المناعة ومشاكل القلب والأوعية الدموية، وحتى انكماش الدماغ.