مستشار حكومي : تخلصنا من عبء الديون الخارجية .. قد نتحول إلى دولة دائنة
- اليوم, 12:38
- اقتصاد
- 9 مشاهدة
"Today News": متابعة
أعلن المستشار المالي للحكومة العراقية، مظهر محمد صالح، اليوم الأربعاء، خروج العراق من مخاطر الديون الخارجية بعد سداد معظمها خلال العامين الماضيين، مؤكداً أنّ البلاد قد تتحوّل إلى دولة دائنة. ونجحت حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والمالية للحكومة العراقية خلال العامين الماضيين، بالتزامن مع الارتفاع القياسي في أسعار النفط، في تحقيق وفرة مالية كبيرة في البلاد، رافقها برنامج لسداد ديون صندوق النقد الدولي بالكامل، التي ارتفعت خلال الفترة الماضية، بسبب نفقات عسكرية للعراق، تزامناً مع انخفاض أسعار النفط.
وتابع صالح للصحيفة الرسمية ، إنه "بفضل تحرّكات وجهود حكومة رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني، بات العراق خارج مخاطر الديون الخارجية"، مضيفاً أنّ "العراق تحوّل بعد تخلّصه من العبء الكبير لديونه، من بلدٍ مَدينٍ للخارج إلى بلدٍ بإمكانه أن يكون دائناً للآخرين"، لافتاً إلى أنَّ "البلد يُسمَّى (الدائن الفتيَّ) لامتلاكه قدراً من الفتوّة في الجانب الاقتصاديّ، الأمر الذي رفع من تصنيفه الائتماني، بالرغم من مشكلات المنطقة".
وأشار إلى أنَّ "العراق تخلّص لأوّل مرَّةٍ من عبء الديون الخارجيَّة التي كبَّلتْه اقتصادياً"، لافتاً إلى أنَّ "ما تبقّى من ديونه للجهات الدوليَّة لا يُشكّل سوى أقلَّ من 9 مليارات دولار ستُسدَّد من الآن وحتى عام 2028". وتابع المستشار العراقي بالقول إنّ "تسديد الديون يكون من خلال تخصيصاتٍ في الموازنة العامَّة الاتحاديَّة، ويمكن القول إن نسبة ما تبقى من ديون لا تُشكل عبئاً على الدولة، إذ تبلغ ما قدره 5% من الناتج المحلي الإجمالي". وأكد صالح أنّ العراق بات "بلداً محصَّناً. بمعنى أدقّ، إنه خارج مخاطر الديون الخارجيَّة، الأمر الذي يُعطي البلد ائتماناً عالياً في الوقت الحاضر"، مشيراً إلى أنَّ "الديون الداخليَّة محصورة داخل النظام (المصرفي الحكومي)".
العراق سدّد الديون كافة
ومطلع مايو/ أيار الماضي، أعلن العراق تسديد القروض كافة المترتبة بحقه لصالح صندوق النقد الدولي، وأوضح بيان حكومي عراقي آنذاك أنّ كل الديون التي اقترضها العراق من صندوق النقد منذ عام 2003 سُدِّدَت بالكامل، عازياً ذلك إلى حزمة الإصلاحات المالية والاقتصادية وتنشيط قطاعات مختلفة بالبلاد، إلى جانب إدخال الأتمتة في التعاملات الحكومية المالية التي ضيقت من مجال جرائم الفساد والهدر المالي.
وأشار صالح إلى أن صندوق النقد الدولي قدّم منذ عام 2003 عدة قروض للعراق بهدف دعم استقرار الاقتصاد الكلي وتنفيذ الإصلاحات المالية بين عامي 2003 و2021. وحصل العراق على عدة برامج تمويلية، بما في ذلك قروض طارئة ومساعدات مالية طويلة الأجل نسبياً.
وحول ذلك، قال الخبير المالي العراقي، أحمد الشيخلي لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعلومات المتأتية من أروقة الحكومة، تتحدث عن توجه لإنشاء صندوق سيادي في الدولة، يكون مسؤولاً عن استثمارات مالية كبيرة، تساعد قطاع النفط الذي ما زال يمثل أكثر من 91% من اقتصاد العراق". وأضاف الشيخلي أن مسألة تسديد الديون الخارجية يجب أن تتبعها إجراءات متعلقة بتحسين قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، والعمل على تنشيط قطاعي الزراعة والصناعة، والانفتاح أكثر على جذب الاستثمارات الخارجية.