• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

كيف استطاع السيد المالكي الحفاظ على حضوره السياسي في العراق ؟

كيف استطاع السيد المالكي الحفاظ على حضوره السياسي في العراق ؟

  • 5-01-2025, 11:36
  • مقالات
  • 152 مشاهدة
الحقوقية انوار داود الخفاجي

"Today News": بغداد 

 السيد نوري المالكي، الذي شغل منصب رئيس الوزراء العراقي بين عامي 2006 و2014، يُعد أحد أبرز الشخصيات السياسية في العراق بعد عام 2003. تمكن المالكي من الحفاظ على حضوره السياسي رغم التحديات الكبيرة التي واجهها، سواء من خصومه السياسيين أو من الأوضاع المعقدة التي مرت بها البلاد. في هذا المقال، نستعرض العوامل التي ساعدت المالكي على البقاء كلاعب رئيسي في المشهد السياسي العراقي.

*فهم الديناميكيات السياسية المحلية*
السيد المالكي أظهر قدرة استثنائية على فهم تعقيدات السياسة العراقية، التي تتسم بالتنوع العرقي والطائفي. استثمر هذا الفهم لبناء تحالفات قوية مع فصائل سياسية وشخصيات مؤثرة، مما ضمن له دعماً مستمراً من بعض الأطراف رغم الخلافات السياسية.
اعتمد المالكي على تعزيز علاقاته مع الأطراف الشيعية الرئيسية، مثل الأحزاب الإسلامية والتيارات الشعبية، ليحافظ على قاعدة جماهيرية قوية. كما أنه سعى إلى إيجاد أرضيات مشتركة مع القوى الكردية والسنية، رغم أن هذه العلاقات كانت تتأرجح بحسب الظروف.

*بناء مؤسسات الدولة*
خلال فترة رئاسته للوزراء، تمكن المالكي من بناء مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش والأجهزة الأمنية وايضا أسس قاعدة سياسية قوية ضمن مجلس النواب كونه امين عام حزب الدعوة ورئيس ائتلاف دولة القانون مما مكنه من التأثير على السياسات التشريعية والتنفيذية في البلاد.

*الخطاب السياسي المرن*
اعتمد المالكي على خطاب سياسي يجمع بين التركيز على الأمن والاستقرار وبين الدفاع عن حقوق مكونات الشعب العراقي. خلال فترة صعود تنظيم "داعش"، ركز المالكي على قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، مما أكسبه تأييداً من قطاعات واسعة من الشعب العراقي.

*الدعم الإقليمي والدولي*
نجح المالكي في الحفاظ على علاقات قوية مع إيران، التي تُعتبر لاعباً رئيسياً في السياسة العراقية. كان هذا الدعم حاسماً في تعزيز موقفه السياسي، سواء من خلال المساعدة العسكرية أو الدعم السياسي واللوجستي.
على الصعيد الدولي، أظهر المالكي قدرة على التكيف مع السياسات الأمريكية والدولية تجاه العراق، مما مكنه من الاستمرار في لعب دور سياسي بارز رغم التغيرات في الأولويات الدولية.

*التأقلم مع التحديات*
رغم الانتقادات التي تعرض لها، خاصة بعد سقوط الموصل في يد تنظيم داعش عام 2014، استطاع المالكي إعادة بناء صورته السياسية تدريجياً. استخدم وسائل الإعلام وخطابات شعبية للتأكيد على أن السياسات السابقة التي انتهجها كانت تهدف إلى حماية البلاد من الانهيار.

وفي الختام استطاع السيد نوري المالكي الحفاظ على حضوره السياسي في العراق من خلال مزيج من الفهم العميق للواقع العراقي، بناء التحالفات، بناء مؤسسات الدولة، الدعم الإقليمي والدولي. رغم الانتقادات والتحديات، يظل المالكي شخصية محورية في السياسة العراقية، مما يعكس قوة استراتيجياته السياسية وقدرته على التكيف مع المتغيرات.

أخر الأخبار