• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

سيبقى منهج السيدة زينب الكبرى منارا للإطاحة بالطغاة في كل زمان ومكان

سيبقى منهج السيدة زينب الكبرى منارا للإطاحة بالطغاة في كل زمان ومكان

  • اليوم, 12:52
  • مقالات
  • 13 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 

   بسم الله الرحمن الرحيم

السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)، حفيدة خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله)، وابنة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، وأخت سيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، لقبت "ببطلة كربلاء" و"عقيلة بني هاشم"، حيث أنها كانت رمزا للمقاومة والتضحية في وجه الظلم والطغيان.

ومن معالم تصدي العقيلة زينب (ع) نذكر  ما يأتي:

1. القائدة البطلة المتحدية للطغاة:
قدمت السيدة زينب أروع أمثلة التضحية في معركة الطف عام 61 هـ، حيث فقدت إخوتها الإمام الحسين (عليه السلام) والعباس وإخوته الثلاثة (عليهم السلام)، بالإضافة إلى أبناء عمومتها وأقاربها. كما قدمت اثنين من أبنائها شهداء في المعركة، ومع ذلك لم تنتكس أو تضعف، بل صمدت بقوة نادرة أمام أهوال الظلم.

2. مثال القيم الإنسانية للمرأة:
قدمت السيدة زينب نموذجا للمرأة التي تجمع بين القيادة والحكمة والإنسانية. حيث أثبتت أن المرأة قادرة على مواجهة التحديات الكبرى، وأن تكون ركيزة الإصلاح في المجتمع كونها تبنت القيم السامية كالعدالة والشجاعة والإيثار تبنيا عمليا في صراعها مع الطاغوت.

3. رمز عالمي للمرأة القائدة بمبادئها وقيمها الإسلامية:
أصبحت السيدة زينب رمزا عالميا للمرأة القائدة التي لا تُقيَّم بجنسها، بل بمبادئها وقيمها الخيرة وسلوكها ومواقفها وشجاعتها. فأثبتت أن المرأة يمكن أن تكون محركا أساسيا للتغيير الإيجابي في المجتمع، وقدمت نموذجا للمرأة القائدة التي تسعى لبناء مجتمع قائم على التعاون والتكاتف والعدل.

4. الرسالة الخالدة:
رسالة السيدة زينب تجاوزت حدود الزمان والمكان، لأنها دعت إلى مقاومة الظلم، ونشر العدل، والتعاون لبناء مجتمعات تتبنى القيم الإنسانية. وأكدت بخطاباتها أن الحق لا يُهزم مهما كانت التضحيات، وأن المرأة شريك أساسي في بناء الحضارات.

5. تحدي الطاغية يزيد، صوت الحق أمام الظالم:
 ألقت السيدة زينب، أمام الطاغية يزيد بن معاوية، في مجلسه خطبة خالدة، فضحت فيها ظلم يزيد، وكشفت زيف السلطة الأموية. ومن أبرز كلماتها:
“(أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى، أن بنا على الله هوانًا وبك عليه كرامة؟ وأن ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك ونظَرَت في عطفك، جذلان مسرورًا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، …..
هيهات هيهات!
فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها. وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد)"

كانت كلماتها هذه تعبيرا عن شجاعة نادرة وقوة إيمان لا تنكسر، فواجهت الظالم في عقر داره، وأعلنت انتصار المبادئ على الظلم.

6. الدور التاريخي في رعاية الأسرى:
 بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه وانتهاء معركة الطف، اضطلعت السيدة زينب (ع) بمسؤولية كبيرة في رعاية وحماية النساء والأطفال الأسرى، إضافة إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد (عليه السلام) الذي كان مريضا وعليلا لا يستطيع القتال. تعاملت بحكمة وحنان مع هذه المهمة الصعبة، مما عزّز مكانتها كمربية وحامية للقيم النبيلة.
قادت الأسرى برؤية واضحة رغم المآسي، وأظهرت للعالم أن المرأة قادرة على أن تكون عمودا شامخا في أصعب الظروف. تلك المآسي لم تثنها من قيادة شؤون العوائل والأسر والرحلة الطويلة من كربلاء إلى الشام والعودة بحكمة قلة نظيرها.

7. الرحلة الأخيرة:
انتقلت السيدة الحوراء زينب (سلام الله عليها ) إلى رحمة الله في 15 رجب سنة 62 هـ. ويذهب البعض إلى أنها دُفنت في دمشق، حيث أصبح مرقدها مزارا يعبّر عن مظلوميتها وثباتها في التصدي للظالمين ، ومشعلا مضيئا للأحرار في كل زمان ومكان، ومهما تفرعن الطغاة القدامى والجدد ضد مبادئها، فإن تيارها الكبير سيبقى يدافع عنها عقيدة وفكرا والتزاما. يحمل الهم الإسلامي الأكبر بأن لا مكان للإرهاب والظلم والظالمين.
 
ذكراها تبقى خالدة كرمز للإنسانية والصبر والشجاعة، وملهمة للأجيال رجالا ونساء.

 وليد الحلي
16-1-2025

أخر الأخبار