• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

النفاق ........ آفة العصر

النفاق ........ آفة العصر

  • 11-09-2019, 17:19
  • مقالات
  • 1209 مشاهدة
ساجدة علي التميمي

بغداد : "Today News"


 تمر المجتمعات البشرية بتغيرات وتحولات في حياتها العامة وتؤثر هذه التحولات على سلوك الناس اليومي في نمط الحياة العامة والعلاقات فيما بينهم في جميع الاوقات ويعد التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع من الأمور الايجابية  التي من شأنها أن تعزز بناء المجتمع بناءاً رصيناً  يتمتع بالحيوية والنشاط  بعيدا عن الأمراض الاجتماعية التي تنشأ على أنقاض الخلافات بين  افراده مع الاخذ بنظر الاعتبار دور الدين الإسلامي وحثه على عدة قيم وسلوكيات تتناغم وترتقي بالروح وتسمو بالنفس إلى آفاق الكمال الإنساني ،وعلى الرغم من ذلك نرى  ان هناك العديد من العوامل التي ادت الى ظهور بعض الظواهر الاجتماعية السلبية التي ضربت بنية المجتمع بالصميم  لعل اهمها اضطراب القيم والمفاهيم والنفاق الاجتماعي حيث ان العادات والتقاليد والأعراف والمستوى الثقافي للمجتمع عوامل تحدد مديات انتشار النفاق في كل مرحلة من مراحل المجتمع التاريخية  ، وقد يكون أسوء وصف يوصف به الإنسان الذي يعتبر خلية البناء والعطاء في جسد المجتمع هو صفة المنافق حيث نجد بعض الاشخاص يظهرون بعض السلوكيات والصفات الخاصة بهم أمام الناس ويضمرون ما يناقضها فنجدهم  يظهرون  الكرم والجود رياءاً ونفاقا ويظهرون التدين وهم بعيدون كل البعد عن الدين.
  ان النفاق الاجتماعي هو ظاهرة سلبية  منتشرة وبكثرة في مجتمعنا والتي تندرج تحتها الكثير من الأفعال الهدامة كالتصنع والتلون في العلاقات والكذب والخداع وحب الشهرة وطلب المناصب والمجاملة والتملق خاصة مع الانفتاح وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر المنصة الأهم  في عرض صور النفاق الاجتماعي وقد يضطر البعض  أحيانا لمجاملة  أشخاص عابرين في حياته لاسباب انسانية دون المساس بالثوابت الاخلاقية والاجتماعية للمجتمع     ولكن أن تتحول هذه  المجاملة إلى سلوك يومي مع أشخاص نعمل معهم على مدار الساعة هنا يتعدى الأمر المجاملة ويتحول الى نفاق يعصف بالمجتمع ويتحول الى آفة مرضية مستعصية تنتشر اليوم في عصرنا تهدم البيوت وتفرق الأحبة وتقطع الأرحام تزور الحقائق تقلب الباطل حقا والحق باطلاً وينتج عنها الكثير من المظالم وحرمان الأخرين من حقوقهم  فالمنافق ليس أمينا مع نفسه ولا مع الناس فهو يكذب على نفسه ليرضي الناس ويكذب على الناس ليخدعهم  ويزرع الفتنة فيما بينهم وهذا التناقض بين ما يقول وما يفعل هو الذي يكشف للناس حقيقته مهما حاول إخفاءها.
  ان ما يميز النفاق عن المجاملة هي حقيقة الامور ونتائجها  وطبيعة السلوك فالشعور بالنقص وعدم اقتناع الفرد بوضعه وحاله وطموحه الذي يكون أكبر مما لديه من قدرات شخصية الأمر الذي يدفعه إلى محاولة تحقيق مكاسب بأساليب غير مشروعة  لاغياً بذلك تميزه ودوره كفرد في المجتمع وكإنسان ميزه الخالق باختلافه عن الآخرين ومن هنا  يجب التغلب على ظاهرة النفاق الاجتماعي بحث الأفراد للبدء بأنفسهم والرجوع إلى القيم والمبادئ الدينية والاعراف الاجتماعية الايجابية  التي تحرم النفاق وتتوعد المنافقين بالعذاب وترويض  النفس على الرضا والقناعة والإيمان بأن الأرزاق بيد الله وأن الإنسان محاسب على ما في يده وما ينطق به لسانه والابتعاد عن المقارنات ومحاولة تسقيطهم بالباطل والتركيز على الاسس الاخلاقية  والمضامين والإنجازات الخيرة التي تفيد البشرية وترك الماديات وصراع الارادات فالفكر السوي  ومكارم الأخلاق وحسن التربية والتعامل الايجابي الحسن  هي من تفرض الاحترام على الأخرين وتحدد مكانة الفرد في المجتمع  .

أخر الأخبار