بين نسيج عباءة الآصفي وجمال رساليته
"Today News": بغداد
بين نسيجِ عباءةِ الآصفي وجمال رساليتهِ يتسابق الزهدُ والتواضعُ في رسم ملامح شخصية هذا العالم الجليل الذي استطاع أن يُعَبّد مسيرته الى الله بجمالِ محاسنِ أخلاقه وينثر شذى عطر مَهامهِ مع رسالية العالِم الداعية من أعماقِ جوهرِ أصالتهِ فتمكنَ أن يجمع بين العلم والزهد وهموم الرسالة من جانب وبين أن يكون أميناً على أموال اليتامى والمساكين من جانبٍ آخر دون أن يلمس منها شيئا.. فبقى يلبسُ جلبابَ زهده المنسوج بدقةِ إخلاصهِ الممزوج بأنفاسِ تواضعه.. ولم تتغلب عليه الدنيا ولم يصرعه زبرجها ولم له تسمح تُرابيتُهُ بأن تجعلهُ ليتصالح معها.. لأنّ زهده لم يكن مظهراً آنيّاً يتباهى به كما لم يكن تواضعه سمةً وقتيةً يتصنّعُ بها.
فطاف هذا العالِمُ الجليل في عدة بلدان ولم تتمكن أن تقدم له شيئاً لتأخذ منه شيئا.. بل هو مَنْ قدّم لها كلَ ما لديه حتى مرّ آخر المطافِ في آخرِ محطاتها في مدينة لندن مدينة الضباب للعلاج فسمعتُ بوجوده وانتهزت فرصة مشاركته في إحدى برامجها.. نظرتُ إليه عن بُعدٍ.. وحينما إنفضّ الجمعُ من حولهِ تقدمتُ إليه وسلمتُ عليه وأنا أبحثُ في وجهه ذكريات الماضي؛ محاضراته وكلماته الأبوية مع بنات الرابطة ومتابعته لحوزة الشهيدة بنت الهدى رضوان الله عليها، بل وحتى بيته وعائلته وطعامه المتواضع.. ثم دعوته للقاءٍ مع عدة أخوات دون أن أشعر بضعف صوته فلم يعتذر بل كان مُرحِّباً ولم أكن أعلم بمرضه ولبّى الدعوة بكريمِ أخلاقه وسِعة اُفقهِ وصميم رسالته وكان مِسكُ الختام، ولم نكن نعي أنها النهاية.. وأنه آخرُ لقاءٍ لنا مع هذا العالم الرباني الجليل الذي رحل بعباءته التي ترك الزهدُ والتواضع وهمومه الرسالية آثاره عليها دون أن يُعيد نَسْجَها لأنها جمعت جمال جوهر الإنسان مع أصالة رسالته الدعوية الى الله.
*فسلامٌ عليه يوم وُلِد ويوم رحل ويوم يلقى الله بقلبٍ سليم.
تلميذتكم
أم نور الدين
19-02-2025, 17:32 تفاصيل جديدة حول ابتلاع الأرض لكردستان العراق .. نيوتيثيس تتحرك
أمس, 23:31 الوطن والدولة في آراء الإسلاميين المعاصرين
د. علي المؤمنأمس, 20:23 ختم القرآن ليس هو الهدف بل التدبّر به والعمل بما فيه
د. رعدهادي جبارةأمس, 18:37 قامات عراقية خالدة – ٢٥ أحمد الجلبي .. زعيم وطني لم تنصفه السياسة في بلده
د صلاح عبد الرزاقأمس, 10:51 بين نسيج عباءة الآصفي وجمال رساليته
أم نور الدين