في حضرة الزعيم
"Today News": بغداد
عندما تكون في حضرة الزعيم نوري المالكي ستدرك أنك ستشاهد بوصلة المشهد السياسي العراقي بكل وضوح . فهو أبرز الزعامات السياسية التي ظهرت بعد سقوط النظام ، وإن كان أشد المعارضين للنظام قبل ٢٠٠٣ . يعرف بدقة كل خبايا العملية السياسية ، وتشعر أن ذاكرته تمتلك ملفات عن قرابة خمسة آلاف شخصية بين سياسية وعسكرية ومدنية وحتى غير عراقية. كان اللقاء يوم الثلاثاء ٢٥ شباط ٢٠٢٥ ، وكانت الأسئلة تتزاحم أمامي ، فرتبتها في عناوين.
التحالفات السياسية
التحالف الشيعي ، فهو الأساس الذي تبنى عليه العملية السياسية بعد الانتخابات البرلمانية . والمالكي حريص جداً على انضمام القوى والائتلافات الشيعية في تحالف واحد كي تتمكن من تشكيل الكتلة الأكبر التي ترشح رئيس الوزراء. يجب تصفير الخصومات بين الكتل الشيعية بل وبين كل الكتل السياسية ، وليكن التنافس على خدمة الوطن والشعب هو المعيار.
فدولة القانون ستنزل وحدها مع حلفائها وهم حزب الدعوة الإسلامية ، حركة البشائر ، حزب الفضيلة ، وحركة الأساس (محسن المندلاوي) ومنظمات أخرى. وسبق أن المالكي صرح علناً بانفتاحه وترحيبه بالتفاهم مع تيار شيعي ، لكن لم يحدث تطور بهذا الصدد.
هناك نية لتحالف سني كبير ، ترعاه بعض الدول الإقليمية ، يضم الكرد السنة ، والعرب السنة ، والتركمان السنة. والهدف منه تشكيل كتلة سنية عابرة للقومية ، تتمكن من الوصول إلى الأغلبية النيابية (النصف + ١) كي تنافس الكتلة الشيعية في ترشيح رئيس وزراء سنى. ونجاح هذا التحالف يعتمد بالأساس على تفرق الشيعة وعدم انضوائهم تحت تحالف واحد ، يجمع صوتهم ، ويوحد مواقفهم ، مثل الإطار التنسيقي.
أما التحالفات القادرة على تحقيق الثلثين في البرلمان ، واختيار رئيس الجمهورية فهي عادة بين المكونات الثلاثة ( الشيعة والسنة والكرد) لأنه ليس باستطاعة أي مكون إحراز الثلثين لوحده ، أو حتى مكونين اثنين لوحدهما لأسباب سياسية وتنظيمية.
سوريا
لن تستقر سوريا كدولة بل تبقى مضطربة وساحة للسياسات والتدخلات والتوجيهات التركية والصهيونية. وقد تتشظى إلى كانتونات طائفية وقومية .
السيد المالكي لن يلتقي الجولاني لأن يده ملوثة بدماء الشعب العراقي . وما يزال يطلق تصريحات طائفية آخرها في مؤتمر الحوار الوطني السوري المنعقد اليوم. كما أن عناصر الجماعات التكفيرية ما زالت تلاحق الشيعة وتعتدي على مراقدهم ومساجدهم وحسينياتهم ومحلاتهم التجارية وبيوتهم السكنية وأماكن تواجدهم ، دون أن يعتذر منها أو يأمر بوقفها أو يحاسب مرتكبيها .
إذا جاء إلى بغداد ، سيلتقي الجولاني برئاسات وزعامات سياسية عراقية لا تجد بأساً في لقائه ، بل أن بعضها ينتظر اللقاء به بفارغ الصبر.
وستتم دعوة الجولاني إلى القمة العربية التي ستنعقد في بغداد في مايس ٢٠٢٥ ، والخارجية العراقية ورئاسة الجمهورية ملزمة بتوجيه الدعوات إلى جميع الدول العربية.
التهديدات
أحد التهديدات الخطيرة سيأتي من تركيا التي تسعى للتمدد في العراق كما احتلت قواتها سوريا حالياً ، والهدف هو احتلال الموصل وكركوك . ولا يمكن تحقيق هذا الهدف دون تحريك الداخل في هاتين المحافظتين ، وهناك من هو مستعد للتعاون مع الهدف التركي ، من خلال خلخلة الوضع المحلي والتوتر الأمني والسياسي ، وتصعيد الرفض ضد الحكومة الاتحادية والمركز.
ملف المساءلة
هناك من ينادي بحل هيئة المسائلة والعدالة باعتبار أنها مادة في البرنامج الحكومي الذي وقعت عليه الكتل السياسية عن تشكيل الحكومة. ولكن قانون الهيئة والدستور يشترط أن تقدم الهيئة تقريراً بأنها أنهت أعمالها كلياً ، لكن الهيئة ذكرت أنها لم تنهي سوى ٣٠٪ من أعمالها.
أما القول بأن قضايا الهيئة تحال إلى المحاكم العادية ، فالمحاكم لن تدقق في أن هذا بعثي وهذا غير بعثي ، فهذا ليس من مهامها ، بل تحقق في جريمة أو مخالفة معينة وتصدر حكماً بها ، فالهيئة ليست محكمة ، بل هي كاشفة للواقع ومانعة من تسلل البعثيين في دوائر الدولة. إذ تكشف فيما إذا كان مشمولاً بقانون المساءلة والعدالة أم لا.
التنصت والتجسس
ما زال الملف ممسوكاً بيد القضاء العراقي ، وما زال التحقيق جارياً فيه. وقد أدين بعض المتورطين فيها ، وحُكم عليهم بالسجن. وإذا ما انتهى التحقيق القضائية ، ووجد أن بعض السياسيين أو المسؤولين متورطين فيها بشكل قاطع ، فقد يواجهون أحكاماً قاسية.
24-02-2025, 12:52 هل أطاح "تكسي الشركات" بسيارات الأجرة التقليدية في العراق ؟
23-02-2025, 09:40 جدل برلماني حول تعديل قانون الانتخابات قبيل استحقاق 2025
26-02-2025, 15:44 في حضرة الزعيم
د. صلاح عبد الرزاق26-02-2025, 15:34 الصيام تمتين الإرادة لبناء مجتمع العدل والإنسانية
وليد الحلي23-02-2025, 11:33 لا يكتب عن الشهادة غيرنا…....
د. عمران كاظم الكركوشي23-02-2025, 11:20 أطالَ الله أعمار العصافير .. قــــمـة الـــريــاض (التهجير والتشييع ) !
عباس الجبوري