• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

خديجة الكبرى .. سيدة الإسلام الأولى وأم المؤمنين

خديجة الكبرى .. سيدة الإسلام الأولى وأم المؤمنين

  • اليوم, 17:02
  • مقالات
  • 13 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 


بسم الله الرحمن الرحيم

في صفحات التاريخ الإسلامي، يسطع اسم السيدة خديجة بنت خويلد الكبرى (رضي الله عنها) كواحدة من أعظم النساء، وأول من آمن برسالة الإسلام، وساند النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في أصعب لحظات الدعوة، فكانت بحق سيدة الإسلام الأولى وأم المؤمنين.

1- نسبها ومكانتها

ولدت السيدة خديجة قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة، ونشأت في بيت شرف وسيادة، حيث كان جدها الرابع قصي بن كلاب هو جد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، ما يجعلها من أقاربه نسبًا. عُرفت قبل الإسلام بلقب “الطاهرة” لعفتها وأخلاقها السامية، وكانت تجمع بين الحكمة ورجاحة العقل وقوة الشخصية.

2- التجارة والكرم

ورثت السيدة خديجة ثروة عظيمة، فأدارت تجارة واسعة جعلتها من أشهر نساء قريش وأغناهن، لكنها لم تجعل من المال غاية، بل سخّرته في الخير والبرّ. عُرفت بكرمها ورحمتها، فكانت تُنفق بسخاء على الفقراء والمحتاجين، ولم تتردد لاحقًا في تسخير كل ما تملك لدعم الدعوة الإسلامية.

3- زواجها المبارك من النبي محمد (ص)

رغم كثرة من تقدموا لخطبتها من أشراف قريش، اختارت خديجة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) زوجًا لها لما رأته من صدقٍ وأمانة ونقاء سيرة. لم تكن نبوته قد ظهرت بعد، لكن ببصيرتها عرفت أنه رجل مختلف عن بقية الرجال، فكان زواجهما مبنيًا على الحب والاحترام والدعم المتبادل.

كانت السيدة خديجة خير سند للنبي، فساندته حين جاءه الوحي.

لم يتزوج النبي عليها في حياتها، وظلت مكانتها راسخة في قلبه، يذكرها بالخير دائمًا بعد وفاتها، ويكرم وفاءً لذكراها العطرة.

4- أول من آمن برسالة الإسلام

ما إن نزل الوحي، حتى كانت السيدة خديجة أول من آمن برسالة الإسلام، لم تتردد لحظة، ولم تشك في صدق النبي (ص)، بل كانت له السند والداعم في مواجهة عناد قريش وتكذيبهم. كان إيمانها عميقًا، لم يقف عند التصديق، بل امتد ليكون تضحيةً وعطاءً بلا حدود.

5- التضحية والعطاء في سبيل الإسلام

لم يكن إيمانها مجرد كلمات، بل كان عملاً عظيمًا، فقد سخّرت مالها كله لنصرة الإسلام، ووقفت بجانب النبي (صلى الله عليه وآله) في أحلك الظروف. وعندما فرضت قريش الحصار الظالم على المسلمين في شِعب أبي طالب، كانت خديجة معهم، تتحمل الجوع والحرمان بصبر، رغم أنها كانت من سيدات قريش الأغنياء .

6- أم المؤمنين ومصدر الإلهام

لم تكن السيدة خديجة مجرد زوجة للنبي، بل كانت أمًّا للمؤمنين ومصدر إلهام لكل امرأة مسلمة. جمعت بين الإيمان والتضحية والذكاء وحسن التدبير، ومن ذريتها جاء نسل النبي (صلى الله عليه وآله) عبر ابنتها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، التي أنجبت الحسن والحسين (عليهما السلام)، امتدادًا لبركة أهل البيت الطاهر.

7- وفاتها: عام الحزن

بعد سنوات من الجهاد والعطاء، رحلت السيدة خديجة في العام العاشر من البعثة (العام الثالث قبل الهجرة)، وعمرها 65 عامًا، بعد أن أنهكها التعب والجهاد في سبيل الله. كان رحيلها فاجعة عظيمة للنبي (صلى الله عليه وآله)، حتى سُمّي ذلك العام بـ**“عام الحزن”**، لفقده أعزّ شخصين في حياته؛ زوجته الحبيبة خديجة الكبرى وعمه أبو طالب (رحمهما الله).

8- إرثها الخالد

لقد كانت السيدة خديجة طودًا شامخًا من الإيمان، ورمزًا خالدًا للتضحية والعطاء، وستظل ذكراها العطرة منارةً للأجيال، يُستضاء بها في دروب الإيمان والوفاء. ومن نسلها المبارك استمر نور النبوة عبر فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ليشرق في الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، سيدي شباب أهل الجنة.

رحم الله السيدة خديجة بنت خويلد، وجزاها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. فقد كانت أول من صدّق وآمن، وضحّى وبذل، وأعطى بلا حساب. نسأل الله أن يجمعنا بها في جنات النعيم، مع النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين.


وليد الحلي
12-3-2025

أخر الأخبار