أكدت وزارة الخارجية التركية، اليوم الإثنين، استعدادها لاستيراد الطاقة من العراق وربط نفطه وغازه بأوروبا، مشيرة إلى أن اتفاقية بغداد–أربيل تُعد شرطًا لاستئناف عمل خط جيهان، المتوقف منذ عام ونصف.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في تصريح صحفي، ،"ما دام الاستقرار متحققًا في العراق، فإننا نرى - ومن خلال سياسات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني - أن هناك مشروعات مهمة سيتم إحياؤها، وأبرزها مشروعات الطاقة. مشروع طريق التنمية مشروع مهم وذو رؤية بعيدة، ونحن ندعم العراق في هذا المجال منذ سنوات طويلة."
وأضاف فيدان: "لقد بدأ يُنظر إلى العراق ليس كبلد يعاني من المشكلات الأمنية، بل كبلد يطرح مشاريع تحقق الأمن والسلام. ورئيس الجمهورية يدرك ذلك. وهذا هو الأمر الذي ترغب تركيا في رؤيته: أن تُذكر تركيا ودول المنطقة لا بالاشتباكات، بل بقضايا الرفاه والتنمية".
وأشار إلى أن "طريق التنمية سينعش مشاريع طاقة مهمة في العراق، منها إنشاء خطوط أنابيب. الموارد البترولية في شمال العراق لا تُنقل من قبلنا فقط، أما موارد الجنوب، فلا تُصدر عبر تركيا، بل تُنقل عبر السفن إلى وجهات أخرى. وإذا أمكن ربط نفط الجنوب أيضًا بأوروبا عبر الأراضي التركية، فإن سوقًا كبيرًا سيفتح أمام العراق".
وتابع: "ثمة موارد وفيرة من الغاز الطبيعي في مناطق الأكراد وغيرها من مناطق العراق، وهي محل اهتمام متزايد. الغاز الطبيعي أصبح اليوم مصدرًا طاقويًا إيجابيًا من حيث انخفاض مستوى التلوث. وما دام السلام والاستقرار مستمرَين في العراق، فإنني أرى أن المستثمرين سيتجهون إليه أكثر، نظرًا لإمكاناته الكبيرة".
وأضاف: "تركيا مستعدة للقيام بأمرين في هذا المجال: أولًا، الاستثمار في مصادر الطاقة، وثانيًا أن تكون سوقًا لهذه المنتجات. نحن مستعدون لاستيراد هذه الطاقة، لا سيما أننا نضطر حاليًا إلى استيراد نحو 90% من احتياجاتنا الطاقوية. لدينا بعض الموارد في البحر الأسود وجنوب البلاد، لكنها تغطي فقط 10% من احتياجاتنا".
وختم وزير الخارجية التركي بالقول: "نحن مستعدون لشراء الطاقة القادمة من العراق، ونقوم بذلك بالفعل. يمكن للعراق الوصول إلى الأسواق العالمية عبر الأراضي التركية لنقل النفط والغاز. هناك خط أنابيب موجود بالفعل، لكنه لا يعمل حاليًا. الاتفاقية بين بغداد وأربيل ما زالت بانتظار الإتمام، ويجب أن تُنجز. خط الموصل–جيهان النفطي متوقف منذ عام ونصف، وهذا يسبب خسائر مادية للعراق أيضًا".