متابعة :"Today News"
تستمر جائحة فيروس كورونا المستجد بوضع العالم امام تحد كبيريتعلق بإعادة فتح الاعمال والتكيف مع الفيروس او اعلان الانتصار عليه من خلال ايجاد لقاح او دواء فعال للعلاج. وفي وقت أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك نحو 76 لقاحا محتملا لفيروس كورونا يجري العمل على تطويرها، إلا أن العلماء يدرسون خططا بديلة في حال فشلهم في إيجاد لقاح آمن وفعال.
يشير الدكتور ديفيد نابارو أستاذ الصحة العالمية في لندن إلى احتمالية عدم إنتاج لقاح، قائلاً ان «هناك بعض الفيروسات التي لا يوجد لقاح لها حتى الآن» ومن الضروري للغاية أن يتم تجهيز المجتمعات لتكون مستعدة وقادرة على الدفاع عن نفسها ضد كورونا إذا أصبح بمنزلة تهديد ثابت، وتعلم كيفية ممارسة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في ظل انتشار الوباء بيننا، بحسب تصريح لشبكة «سي ان ان».
وكانت جامعة أوكسفورد التي تعمل على تطوير لقاح أعلنت أنه قد يتم إنتاجه على نطاق واسع بحلول نهاية سبتمبر المقبل، لكن الدكتور بيتر هوتيز عميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب في هيوستن قال «إنه لم يتم أبدا تسريع لقاح ليتم إنتاجه في عام إلى 18 شهرا وإذا حدث ذلك فسيكون عملا بطوليا».
مضيفا ان هناك حاجة إلى الخطة «أ» والخطة «ب». الخطة «أ» عندما لا يعمل اللقاح، فرغم أن العلماء وعدوا مرارا وتكرارا بتطوير لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز»، فإن العالم حتى الآن لا يزال يبحث عن لقاح منذ أربعة عقود، توفي فيها بسببه 32 مليون شخص على وجه الأرض.
وتسببت أمراض أخرى في إرباك العلماء على مدى عقود إلى أن نجحوا في تطوير لقاح ضدها مثل حمى الضنك وتبين لاحقا أن اللقاح يزيد من أعراض المرض بشكل سيئ. اما الخطة «ب»، فتتعلق بتطوير علاج للمرض، اذ يبحث العلماء حاليا عن الخطة، بالتزامن مع التجارب الجارية لتطوير لقاح، ومن ضمن ما تم الحديث عنه علاج «رمديسفير»، وهو الدواء المخصص في الأصل لمصابي فيروس إيبولا، كما يتم الحديث عن العلاج ببلازما دم الذين تعافوا من مرض كوفيد-19، فضلا عن علاج هيدروكسي كلوروكوين، لكن الدراسات على هذه العلاجات لا تزال مستمرة، وترفض بعضها. الحياة من دون لقاح؟ غير ان الحياة لن تعود إلى طبيعتها المعتادة، مثلما كانت قبل ظهور الوباء الجديد، أو على الأقل لن تعود بسرعة.
ويقول نابارو «علينا أن نكون مستعدين للدعوة إلى تطوير (العقد الاجتماعي) بين أفراد الأمة، يكونون فيه مسؤولون عن سلامتهم وسلامة غيرهم». موضحا ان «هذا يعني أن ثقافة تجاهل السعال أو أعراض البرد الخفيف يجب أن تنتهي». ويشير الخبراء إلى أن التغير الذي حدث في العمل ليكون عن بعد قد يكون دائما أو لفترة طويلة، أو على الأقل سيكون هناك تحفيف للزحام في أماكن العمل. حتى 2022 وفي سياق متصل، قالت مجموعة من الباحثين المتخصصين بالأمراض المعدية والأوبئة في دراسة إن جائحة كورونا لن تنتهي قبل 2022، وذلك بعد أن يتحصن 60 إلى 70 في المئة من الناس ضد الفيروس.
ووضع باحثون من مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية (CIDRP) مجموعة من السيناريوهات اعتمادا على هذا الأمر، مشيرين إلى أن السيناريو الأرجح حدوث موجة ثانية من الإصابات في خريف 2020. ودعا الباحثون، بحسب تقرير لـ«سي ان ان» إلى ضرورة استعداد الدول للموجة الثانية من الفيروس قبل نهاية العام الحالي، والتي يعتقد أن حدتها ستكون أكبر من الموجة الأولى.
وقال مايكل أوسترهولم، عالم متخصص بالأوبئة أن تاريخ الأوبئة يكشف أن العدوى والانتشار من هذا النوع لا يتلاشى مع الصيف مثلما يحصل مع الإنفلونزا الموسمية.
وأكدت الدراسة أن الوصول لحصانة لدى غالبية البشر وفق أرقام الانتشار الحالية يعني استمرار تفشي الوباء ما بين 18 شهرا إلى 24 شهرا على الأقل. الاستعداد للأسوأ ودعت الدراسة إلى ضرورة توقف المسؤولين الحكوميين عن القول إن الجائحة ستنتهي قريبا، لأن انتشار الفيروس قد يستمر لفترة أطول، وفق ثلاثة سيناريوهات مختلفة:
السيناريو الأول
الموجة الأولى التي بدأت في مطلع 2020 ستتباطأ في الصيف، لكن سيتبعها موجات انتشار لفيروس كورونا المستجد متلاحقة تستمر حتى 2021.
السيناريو الثاني
ستحصل موجة انتشار كبرى في الخريف حدتها ستكون أكبر مما حصل في الربع الأول من 2020، وسيتبعها موجات انتشار أصغر في 2021. وهذا الأمر سيتطلب إعادة تدابير الاختلاط والتباعد الاجتماعي في الخريف.
السيناريو الثالث
وهو استمرار موجة العدوى وانتشار فيروس كوفيد 19، وسيشهد العالم ارتفاعا في عدد الإصابات والوفيات، وفي هذه الحالة على الدول الاستعداد للأسوأ، ووضع خطط للتعامل مع ذروة الإصابات عند حدوثها وما سيرافقها من المآسي المؤلمة. كورونا الوباء