الرئيسية / هل ينجح كورونا في إعادة ترشح المستشارة الألمانية لولاية خامسة؟

هل ينجح كورونا في إعادة ترشح المستشارة الألمانية لولاية خامسة؟

      بغداد: "Today news"

رغم التصريحات الرسمية التي صدرت عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن نيتها عدم الترشح لولاية خامسة في الانتخابات المنتظرة، في خريف العام المقبل، غير أن الإجراءات الصارمة التي اتبعتها لمواجهة فيروس كورونا ونجاحها في احتواء الوباء، نسبيا، لمّعت صورة المستشارة، وزادت من شعبيتها، وهو ما فتح الباب أمام نقاشات وتكهنات حول احتمال ترشح ميركل لولاية جديدة.

وتزايدت هذه التوقعات في الآونة الأخيرة؛ في ظل عدم بروز اسم بديل لخلافة ميركل التي تحظى بالثناء والإشادة مع تباطؤ انتشار الإصابات في ألمانيا، والتي بلغت نحو 175 ألفا، توفي منهم نحو ثمانية آلاف، وهي نسبة وفيات متدنية على مستوى العالم قياسا إلى عدد الإصابات.

ولم يعد الحديث عن ترشح ميركل لولاية خامسة مقتصرا على الإعلام والنخبة السياسية غير الرسمية، بل جاء أخيرا على لسان وزير الداخلية هورست زيهوفر، الذي طرح رسميا السؤال حول ولاية حكم خامسة لميركل كمستشارة.

وقال زيهوفر، إنه لا يمكن أن ينفي أنه سمع في الآونة الأخيرة هذه الفكرة، منوها "بعمل الفريق الرائع" و "القيادة الاستراتيجية" لميركل، حسب تعبير الوزير القيادي في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحليف والشريك في الائتلاف الحاكم مع حزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وما يزيد من القيمة السياسية لتصريح زيهوفر، هو أنه كان حتى وقت قريب من ألد خصوم ميركل السياسيين في الجناح المحافظ لحزبه، وهو مؤشر على أن الكثير من الخصومة السياسية لميركل قد تبددت مع الوباء.

ويسرف أعضاء كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البرلمان الألماني في الإشادة بإدارة زعيمتهم ميركل لأزمة كورونا، إذ يقول أحد البرلمانيين، إن المستشارة لها مكانة جيدة دوليا ومحليا، بين السياسيين وأصحاب القرار ولدى عموم الناس، معربا عن سروره لقيادة ميركل لهذه الأزمة، فيما يرى زميل له بأن ميركل قادت البلاد بشكل "متزن وبخبرة كبيرة وتمييز بين المصالح المطروحة".

ويجزم آخرون بأن ميركل لن تقبل الترشح لولاية خامسة، حتى لو اعتقد البعض أن حلما قد يراودها في أن تكون الأطول حكما لألمانيا، فهي ستغادر حلبة السياسة "مرفوعة الرأس" في خريف 2021.

ووفقا للتحليلات، فإن ميركل (65 عاما) واجهت وتواجه أكبر أزمة تشهدها بلادها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو ما قد يقودها إلى تسجيل رقم قياسي في تاريخ ألمانيا الحديث، ففي حال ترشحها لولاية خامسة ستكون صاحبة أطول فترة في منصب المستشارية، متجاوزة بذلك فترة ولاية هيلموت كول الذي ظل في منصب المستشارية بين عامي 1982 ــ 1998، حيث شهدت ألمانيا في تلك الحقبة توحيد شطريها الغربي والشرقي، فأصبح كول مستشاري الوحدة الألمانية.

ويقول خبراء، إن الانتخابات في الأشهر والسنوات القليلة المقبلة لن تعتمد على الأساليب التقليدية في طرح برامج انتخابية طموحة أو تشكيل تحالفات سياسية آنية بهدف الفوز، بل ستعتمد، في زمن كورونا وما بعده، على مقاييس جديدة تتمثل في جودة الأنظمة الصحية ونسبة الأسرة المتاحة وأجهزة التنفس الاصطناعي، ومدى توفير المعقمات والكمامات وغيرها من مواد الوقاية، إضافة لأساليب القيادة السياسية وقت الأزمات، ومدى تجسيد روح التآزر وخصال التعاون الإنساني.

وتبعا لهذه المقاييس، فإن المستشارة الألمانية قد حققت إنجازات في هذا الصدد، وهي بالتالي لن تحتاج إلى حملة انتخابية شاقة بهدف الفوز، بل سيبدو المسرح السياسي ممهدا أمامها للبقاء في المنصب، وخصوصا بعد أن تراجعت شعبيتها قبل زمن كورونا بسبب سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها إزاء اللاجئين، وهو ما أحدث انقساما حادا بشأن دورها، كما جلب لها خصومات سياسية شرسة، رغم أن هذه السياسة رفعت، من زاوية أخرى، من رصيدها كامرأة مناصرة لحقوق الإنسان، ومتعاطفة مع القضايا الإنسانية.

ويرى خبراء أن احتمال ترشح ميركل لولاية خامسة بات واردا، غير أن ثمة عامل آخر قد يقلل من فرص هذا الاحتمال، وهو اللقطات التي ظهرت فيها ميركل وهي تهتز وترتعش لدى استقبالها عددا من قادة العالم؛ ما قد يشير إلى احتمال أنها لم تعد في وضع صحي يسمح لها بالاستمرار فترة أطول.

ووفقا لتحليلات وتقارير إعلامية، فإن ميركل وعلى عكس سياسيين وقادة آخرين، تتحدث بلغة صريحة وواضحة تستند إلى المفاهيم العلمية والأرقام، من دون أي محاولات نرجسية لإنقاذ نفسها أو ولايتها، بل إن همها هو إنقاذ البشر، وفقا لتلك التقارير.

ويؤكد خبراء أن هذه الذهنية السياسية المرنة التي تتحلى بها ميركل قد تدفعها، من جانب آخر، إلى الالتزام بوعودها السابقة في عدم الترشح لولاية خامسة.

16-05-2020, 16:25
عودة