كيف يكون شهر رمضان ربيعنا كما هو القران ربيع شهر رمضان ؟
قد نرى بعضنا يستعجل انتهاء هذا الشهر لما ناله من المشقة والتعب جراء صيامه والتزامه بهذا الشهر الفضيل بواجباته وادابه وكانه دخل الى دورة عسكرية ومحطة يريد تجاوزها ،وبعض اخر يرى ان الشهر قد مر سريعا وها نحن مع الليالي والايام الاخيرة من هذا الشهر ولم ينل الرحمة والمفغرة ويريد أن يستزيد منه .
وها ايام شهر رمضان قد انقضت ولياليه قد تصرمت كما عبر عنه بدعاء العشر الاواخر الوارد في كتب الادعية .
وقد حثتنا الاحاديث على قراءة القران وختمه في هذا الشهر الفضيل واغلبنا قد وصل الى الاجزاء الاخيرة
من القران الكريم لينال ثواب ختم القران في هذا الشهر هذا لبعضنا ،ولبعض اخر اجرا مضاعفا من خلال التدبر والتفكر فيه ولكن القران حثنا على العمل وهو الاجر الاعظم والمطلوب من قراءتنا او تلاوتنا له
((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ))
فالقران شرع لنا تعاليمه من خلال واجبات ونهانا عن امور اخرى وهناك ايات ترسم ملامح اخلاق الانسان مع اهله ابويه او اولاده او زوجته او زيجاته وكذلك للمراة ،لان حديثي وان غُلِب عليه مخاطبة الرجل فهذا لايعني انني اخصه فقط ،ولكنه لسان حالي الذي اتحدث به عن نفسي وليس القصد ان المكلف بالخطاب القراني الرجل فقط ،او الرجال هم فقط من يتلون القران او هم المكلفون بالخطاب القراني فالواجبات والنواهي مكلف بها الرجل والمرأة على حد سواء (( والمؤمنون وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )).
اما كيف يكون القران ربيعنا ؟
القران عبر عنه بانه رسالة الله الينا فلننظر كيف نتعامل مع رسالة الخالق الينا وكيف سنتعامل مع رسالته ؟
قد يقرا بعضنا الرسالة القرانية بلسانه دون ان تصل الى عقله وقلبه وقد يقرؤها بعضنا بعقله وتنفذ الى قلبه وهذاما سيؤثر على سلوكه وادائه .
فقد تدفعنا مثل هذه القراءة الى التخلق
باخلاق القران ففي كثير من المواضع رسم لنا الكتاب العزيز طريقا للتعامل مع الاحداث اليومية مرة بلسان الرسول ومرة بلسان الانبياء ومرة بنداء للمؤمنين والمؤمنات ليعطي لنا المنظومة الاخلاقية في مفردات التعامل اليومي مع النفس ومع الاخر ..
وطالما وضع مقارنة بين العمل الصالح والغير الصالح (( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ))وهذا ما ينبغي ان يكون واضحا لدينا من خلال هذه المقارنة
والملاحظ ان القران اعطى اهمية للنفس وما تجابهه من صراع داخلي وعلى الانسان المؤمن ان يتغلب في هذا الصراع ليستطيع الانطلاق الى المجتمع بسلوك سوي بعدما يزكي نفسه (قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ). (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)
وان استطاع الانسان ان يزكي نفسه ويسمو او يتغلب على نفسه او لنقل يتصالح معها ،وتتولد له الصلابة المنشودة فيكون واثقا من نفسه عندها يستطيع مجابهة الكافرين ولسان حاله هذا الخطاب القراني ((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ .لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ .وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ .وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ .وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ .لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )).
فان المنظومة الاخلاقية التي رسمها القران لاتعني ان يكون مغلوبا على امره مسكينا وديعا والا لن يستطيع الدفاع عن مبادئه وقيمه ((يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ))
والحديث اشار الى ان (المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف).
ويستطيع الانسان مجابهة التحديات التي تمر عليه باستقاء التجارب القرانية التي ذُكرت كقصص او بالايات التي كانت تبين حالة التحدي بين المؤمنين وبين الكافرين وطالما جاءت البشرى في القران للمؤمنين
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُون﴾.
(وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
وهكذا يكون القران ربيعا عندما يصبح نموذجا ومنهاجا لنا ويمكن ان نطلق على من رسم منهاج حياته اليومية بالقران بالرجل القراني او المرأة القرانية ..
19-05-2020, 23:45
عودة