بغداد : " Today News"
اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن "الدول التي تقدم الجنسية للإرهابيين المحتملين يجب أن تخضع للمساءلة" وأن الدول الأوروبية تحاول في الآونة الأخيرة ألاّ تستقبل مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف الإرهابيين الدوليين في سوريا.
وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قد صرح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، أن سورية "استقدم إليها عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب من أكثر من مئة دولة وذلك بدعم وتغطية من دولٍ باتت معروفة للجميع".
بالتزامن مع بدء الأزمة السورية، نشطت الدعوات "الجهادية" في وسائل التواصل الاجتماعي مدعومة بفتاوى دينية، طالبت بالذهاب للقتال في سورية، الأمر الذي استقطب ألوف المقاتلين الأجانب من مختلف دول العالم، ومنها الدول الأوروبية كألمانيا والدنمارك وغيرها، ونعرض الآن قائمة بالدول الأوروبية التي أرسلت "إرهابيين" إلى سوريا، وترفض الآن استقبالهم.
"بلاد العطور" فرنسا على رأس قائمة الدول
تتصدر فرنسا قائمة الدول الأوروبية الأكثر تصديرا للمقاتلين الأجانب، بحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، أغلبهم انضم إلى صفوف "داعش" الإرهابي ، ويقدر عددهم بـ {1200} إرهابي، أغلبهم يقاتل في سورية.
واتخذت الحكومة الفرنسية الكثير من الإجراءات والتدابير للأزمة "لأجل عودتهم" بحسب التقارير، لكن المخاوف الكبيرة دفعت السلطات الفرنسية إلى الإصرار على رفض النظر في "إعادة جماعية للإرهابيين الفرنسيين وعائلاتهم المحتجزين في سوريا".
في حين رفضت أكبر محكمة إدارية في فرنسا طلب "متطرفين فرنسيين" في سوريا العودة إلى البلاد في 24 أبريل/نيسان 2019، بحجة أن "المحكمة لا تتمتع بسلطة قضائية بخصوص قرار يتعلق بالدبلوماسية الفرنسية".
بلجيكا بعد فرنسا على رأس القائمة
أحصت السلطات البلجيكية مغادرة أكثر من 400 مواطن منذ 2012 بينهم 150 "لا يزالون ناشطين على الأرض" بحسب آخر الأرقام الرسمية، وحوالي 160 من الأطفال والفتيان الذين يحمل أحد والديهم الجنسية البلجيكية، ولا يزالون في منطقة النزاع، العراق وسوريا، منهم {55} في السجن أو في مخيمات تقع تحت سيطرة الأكراد وبينهم 17 إمرأة و28 طفلاً، بحسب {24.ae}.
وكان قد صرح وزير العدل البلجيكي، كون غينز، إنه "رسمياً من غير الوارد إجراء اتصالات مع الأكراد ويمكن فقط الاستناد إلى المنظمات الدولية الناشطة على الأرض"، في حين عنونت صحيفة "دي ستاندارد"، أن البلاد التي شهدت عدة اعتداءات خصوصاً في 22 مارس/آذار 2016 في بروكسل، راح ضحيتها 32 قتيلاً "ترفض عودة الجهاديين".
ألمانيا... سهّلت ذهابهم وتمنع عودتهم
انطلاقا من عام 2014 سافر حوالي ألف ألماني إلى سوريا والعراق، بحسب {DW} للقتال في صفوف "داعش"، احتجزت وحدات حماية الشعب في سورية فى 29 أبريل/نيسان 2019، نحو {60} مقاتلا منهم لديهم جوازات سفر ألمانية، وصدرت مذكرات توقيف بحق {21} عضواً منهم عن الادعاء في ألمانيا، بالإضافة إلى {45} امرأة ألمانية لديهن {80} طفلا تقريبا، أغلبهن أرامل شابات، وحوالي {40} " داعشيا" يحملون الجنسية الألمانية في السجون السورية، بالإضافة إلى {90} مقاتلاً ألمانياً من المنتمين لـ "داعش" الإرهابي يريدون العودة إلى ألمانيا، من بينهم من تبوأ مناصب عليا في داعش، وعاد منهم {30%} إلى ألمانيا، وفقا للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.
وترفض ألمانيا رسمياً استعادة الدواعش وعائلاتهم لصعوبة "محاكمتهم فور عودتهم إلى ألمانيا"، مدعية أنه من الضروري "حصول تواصل مع القنصلية أو السفارة الألمانية في سوريا، وأن هذا الأمر غير ممكن كون السفارة أغلقت منذ سنوات بسبب الحرب".
الدنمارك... سحبت من مواطنيها الجنسية
بحسب السلطات الدنماركية فإن 158 شخصا على الأقل من الدنمارك، انضموا إلى جماعات إسلامية متشددة في سوريا أو العراق منذ عام 2012 وأن 27 منهم لا يزالون في منطقة الصراع ومن بينهم 12 محتجزا، وكانت قد قالت رئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، الشهر الجاري، إن بلادها ستسارع في إصدار تشريع يسمح بسحب الجنسية الدنماركية من مواطنيها مزدوجي الجنسية الذين حاربوا في الخارج في صفوف الجماعات المتشددة مثل عصابات "داعش" .
بريطانيا بلاد "الديمقراطية" ترفض عودة مواطنيها الإرهابيين
رفضت الحكومة البريطانية سابقا دعوات طلبت بعودة 9 بريطانيين على الأقل اعتقلوا في سوريا، لعلاقتهم بـ "داعش" ، ومن بينهم عضوان في ما عرف بخلية "الخنافس البيتلز" وامرأتان، إضافة إلى أطفالهما.
وتحاول السلطات البريطانية منع سبعة آخرين من مقاتلي التنظيم الإرهابي وأنصارهم من العودة إلى بريطانيا، باعتبارهم خطرًا على الأمن.
السويد أيضاً
وفقا لتصريحات المسؤولين السويديين فإن أعداد الإرهابيين السويديين الملتحقين بالمنظمات الإرهابية في مناطق الاشتباك العراقية والسورية قد تجاوز الـ {300} سويدي ووفقا لتصريحات وزير العدل السويدي، أندريس إيجيمان، أن إجمالي عدد المواطنين السويديين الذين تأكد مقتلهم خلال مشاركتهم في القتال بصفوف تنظيم "داعش" بلغ 32 سويدي.
وأعلن مدير جهاز الاستخبارات السويدي، أندرش ثورنبيري، أن هناك عناصر ينتمون إلى تنظيم "داعش" في السويد، معبرا عن خشيته من انضمام {300} عنصر يحمل الجنسية السويدية أو مقيم فيها إلى التنظيم المذكور، وأن ما لا يقل عن 40 منهم عادوا إلى السويد بعد مشاركتهم في القتال.
التشريعات الأوروبية تسمح للإرهابيين بالإفلات من العقاب
اعتبرت الخبيرة البارزة بملف الإرهاب في المركز الأوروبي للدراسات الاستراتيجية والأمن، يفغينيا غفوزديفا، في تصريح سابق لوكالة سبوتنيك، أن تشريعات عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما بلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة، تسمح للأشخاص المتورطين بأعمال إرهابية بالإفلات من العقاب، لعدم كفاية الأدلة.
وقالت غفوزديفا، لوكالة "سبوتنيك": "إذا أخذنا، على سبيل المثال، تشريعات بلجيكا، وفرنسا، وإنجلترا، بشأن الإرهاب، فإنها غير مثالية إلى حد ما".
وأضافت غفوزديفا: "هذه التشريعات تسمح بالكثير من الحالات لهؤلاء الأشخاص الذين كانوا متورطين بشكل مباشر بأنشطة إرهابية بالهروب من الملاحقة الجنائية لعدم كفاية الأدلة. وهذا هو الحال في كثير من الأحيان بالنسبة للنساء".
وأشارت الخبيرة إلى أنه في حالة عودة زوجات الجهاديين من سوريا والعراق إلى أوروبا، سيكون "هناك خطر كبير، بأنه لن يكون هناك شيئًا لإدانتهن، وسيتم الإفراج عنهن على الفور تقريبا".