"Today News": متابعة
تمكن باحثون أمريكيون من تصنيع لحم بقري معزز بمكونات نباتية، لجعله أكثر صحة وأقل تسببا بأمراض من بينها مرض السرطان.
وقام فريق بحثي من جامعة ”تافتس“ في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، بالجمع بين خلايا عضلة لحم البقر مع خلاصة من النباتات، حيث استمدوا ابتكارهم من فكرة صناعة الأرز الذهبي، الذي تم إنتاجه لأول مرة في عام 1990، ليشمل مركب بيتا كاروتين، بحسب موقع ”إم إس إن“ الإخباري.
وقام الباحثون في المختبر بعمل نفس الشيء، حيث أجروا تجربة، لمعرفة إذا كان يمكن إضافة المكون الموجود بشكل طبيعي في ثمار الجزر والقرع والكرنب والمشمش، مع خلايا عضلة لحوم البقر المزروعة.
ونجح الفريق بالفعل في إضافته، ودمج مركب الكاروتين الأحمر الموجود بشكل طبيعي في الطماطم والبطيخ والجريب فروت الوردي، ومادة اﻟﻔﺎﯾﺗون الموجودة بشكل طبيعي في الفلفل والجزر والبرتقال، مع اللحم البقري المستزرع.
وقال الباحثون: ”تقدم هذه المغذيات النباتية ”الكيميائيات النباتية“ قيمة غذائية عامة وتأثيرات وقائية من الأمراض المرتبطة باستهلاك اللحوم الحمراء المعالجة، ولذلك نقدم إثباتا واعدا لمفهوم الهندسة الغذائية في اللحوم المستزرعة“.
وأشار الفريق البحثي إلى أن نتائج الدراسة أظهرت إمكانية دمج المغذيات النباتية مع اللحوم المستزرعة.
من ناحيته قال أندرو ستاوت، قائد الفريق البحثي وطالب الدكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة تافتس: إن ”النتائج التي توصلوا إليها كانت مشجعة“، مبنياً أن الأبقار ليس لديها أي من الجينات لإنتاج بيتا كاروتين، حيث نجحوا في إضافة هذا المركب وغيره من المغذيات النباتية إلى خلايا عضلة البقر المصنوعة في المختبر.
وأوضح ستاوت أن هذه النتائج تسمح بنقل الفوائد الغذائية مباشرة في منتجات اللحوم المستزرعة، وذلك بطريقة من غير المحتمل إنتاجها في لحوم الحيوانات المعدلة وراثياً.
وأظهرت الدراسة فائدة أخرى لإنتاج اللحوم المعززة بالنباتات، وهي تخفيضها للمركبات المسرطنة، حيث تابع ستاوت: ”لقد لاحظنا انخفاضا في مستويات أكسدة الدهون عندما قمنا بطهي حبيبات صغيرة من هذه الخلايا“.
وأوضح أن أكسدة الدهون تعد من المقترحات التي تربط بين اللحوم الحمراء المعالجة والإصابة بأمراض مثل سرطان القولون والمستقيم.
وتأتي دراسة الباحثين في جامعة تافتس، وسط ارتفاع كبير في الطلب على إنتاج بدائل لحوم صحية.
وكانت شركة Fortune Business Insights لبحوث السوق، قدرت في تقرير نشرته الشهر الماضي، أن سوق بدائل منتجات اللحوم ستبلغ قيمته 8.6 مليار دولار سنويا بحلول عام 2026.
ولكن، يحذر الخبراء من أن اللحوم المستزرعة لا تزال باهظة الثمن.
بدوره قال الاقتصادي ديفيد كابلان: ””من المحتمل أن تشكل اللحوم المستزرعة تحديا بأسعار تنافسية مع اللحوم المعالجة في المصنع“، لافتاً إلى أن فوائدها الصحية الإضافية قد تجعل المستهلك أكثر استعداداً للدفع".