الرئيسية / ​ ميناء الفاو الكبير والصراع الدولي .. ما الذي ربحه العراق وما هي خساراته ؟

​ ميناء الفاو الكبير والصراع الدولي .. ما الذي ربحه العراق وما هي خساراته ؟

"Today News":خاص 
  تشهد مواقع الاخبار والصحف تزاحم في نقل مستجدات الصراع التنافسي الكوري والصيني على انشاء ميناء الفاو الكبير  جنوب العراق,اذتصر بغداد على استكمال "الفاو الكبير" وتلوح بالخيار الصيني، والشركة الكورية المنفذة للميناء تطالب بمبالغ إضافية وتمديد فترة العقد.

وعلى الرغم من مرور 10 سنوات منذ أن أعلنت الحكومة العراقية عن وضع حجر الأساس لميناء الفاو الكبير في جنوب العراق، إلا أن المشروع لا يزال بعيدا عن الاكتمال، بسبب مشكلات كثيرة بعضها يتعلق بالتمويل وأخرى بسبب الضغوط الخارجية، وفقا لموقع "مونيتور".

الصراع الذي ختم لصالح الشركات الكورية بعد ازاحة العروض الصينية التي  حطت اول رحالها في اتفاقية وقعت مع العراق  ابان حكومة عادل عبد المهدي الا ان تلك الاتفاقية واجهت التمييع تبعا لضغوطات عالمية تخشى امتدادات  العملاق الصيني  في الشرق الاوسط فما  هي الاسباب في ذلك الصراع وايهما كان الاصلح لميناء الفاو الكبير

النفط ام الاموال.

كشف الخبير الاقتصادي، مفيد الحلفي، اليوم الجمعة ، عن آخر التطورات بشأن حسم عقد ميناء الفاو الكبير، فيما أشار إلى الخيار الأفضل نظرا للازمة المالية التي يمر بها العراق.

وقال الحلفي، في حديث لـــ"today news"، ان "ميناء الفاو هدفه الحاق العراق بطريق الحرير، بالتالي فإن ربط الميناء بشركة دايو الكورية يعني تعطيل التنفيذ"، مبينا ان "دايو اشترطت على الحكومة العراقية العمل امام المال، ولن تقبل بالنفط لان اسعاره غير ثابته".

وأضاف أن "الحكومة العراقية تمر بوضع مالي مزري والحركة الاقتصادية في البلاد اصبحت ضعيفة جدا"، متسائلا "كيف للحكومة ان تمول الشركة الكورية وهي عاجزة عن تامين الرواتب للموظفين، ففي حال وافقت الحكومة على فإن ذلك ينذر بهلاك البلاد".

وأشار الحلفي، إلى ان "الشركة الصينية تعهدت بتنفيذ ميناء الفاو بطريقة (تسليم مفتاح)، فضلا عن ان طلبها بتنفيذ الميناء لم يكن اشبه بدايو، وإنما عرض استثماري العراق قادر عليه ، ولا يمثل ثقل اقتصادي عليه مستقبلا نظرا لوفرة النفط ومشتقاته".

ولفت إلى ان "الشركة الصينية رصينة وعرفتها سفارة بكين مؤخرا برسالة للحكومة العراقية"، مؤكدا ان "شركة دايو الكورية مملوكة لأمريكا وهي تضغط تجاه تعطيل ميناء الفاو".

وتابع الحلفي، ان "تنويع خيارات التمويل يحتم علينا الذهاب صوب الشركة الصينية"، مشددا على ضرورة "وضع خارطة لتمويل مشروع ميناء الفاو، بالإضافة إلى ان "احالة المشروع يجب ان تخضع لتدقيق ديوان الرقابة المالية".

رفع الكلفة

يقول أستاذ علوم الاقتصاد في جامعة البصرة الدكتور نبيل المرسومي، إن وزارة النقل رفعت كلفة العرض الصيني لتنفيذ ميناء الفاو من 2.160 الى 3.150 مليار دولار بعد احتساب سعر الفائدة التراكمي، لكنها لم تفعل ذلك مع العرض الكوري البالغ 2.625 مليار دولار على الرغم من انه ممول عراقيا من خلال الاقتراض أيضا.

ويوضح المرسومي بالقول ،  "في الليلة الظلماء يفتقد الاقتصادي"، مبديا ملاحظات عن بيان شركة الموانئ العراقية، منها أن "الشركة الصينية كما جاء في بيان الموانئ، لم تقدم عرضا بشكل رسمي وتم استبعادها لعدم تخصصها في بناء الموانئ، ولا نعلم إن كانت الشركة قد تقدمت مثلا بعرض شفوي، واذا كان العرض غير رسمي فكيف تم استبعادها لعدم تخصصها في بناء الموانئ، وإذا كانت الشركة الصينية غير متخصصة في بناء الموانئ فكيف تم دعوتها لتقديم عرض لتنفيذ ميناء الفاو الكبير، وهل أن شركة دايو متخصصة فعلا ببناء الموانئ". الصراع الدولي  في  محور ميناء الفاو.

منافسة نظيفة  

الدعوات لرجحان كفة الشركات الصينية  او الكورية للعمل في العراق كان خيار عدد من السياسيين الذين اعتبروا ان الحل في انهاء ذلك الصراع يكون عبر احقاق عملية تنافس بين  الشركتين  وفق مقتضيات الازمة الاقتصادية الحالية في العراق .

اذ يدور جدل كبير حول المشروع المتوقف منذ سنوات، أطراف سياسية طالبت بإلغاء العقد مع الشركة الكورية المنفذة وإحالته لصالح شركة صينيًة قدمت عرضًا للتنفيذ بطريقة الدفع بالآجل مقابل فوائد مالية,بالمقابل تطالب أطراف أخرى بتقديم دفعات مالية كبيرة، وبسرعة، للشركة الكورية للشروع بالمرحلة الثانية من المشروع والتي تتمثل بحفر عمق الميناء. فيما تتعالى الاصوات حول وضع حلا للازمة عبر ايجاد سبل التنافس النزيه بين الجانبين

رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ،  دعا في تغريده له عبر منصة تويتر إلى إجراء "تعاقد شفاف" يفتح الباب أمام الشركات لتقديم عروضها وكلف المشروع "بما يخدم الهدف ويبعد الشك والكلام عن وجود ملاحظات سلبية عن هذه الشركة أو تلك".

من جهة أخرى دعا تحالف الفتح، إلى انجاز مشروع ميناء الفاو من خلال فتح باب التنافس أمام الشركات العالمية أو تحالفات الشركات لبناء الميناء عن طريق الاستثمار.

وقال التحالف في بيان له "ندعو إلى الخروج من هذه المشكلة بحلول عملية تراعي الأزمة الاقتصادية وعدم توفر السيولة المالية من جهة، وضرورة إنجاز هذا المشروع من خلال فتح باب التنافس أمام الشركات العالمية أو تحالفات الشركات لبناء الميناء عن طريق الاستثمار وقد سبق أن شكلت لجنة لذلك وقدمت تقاريرها في عام ٢٠١٨ وأعلنت حينها أربعة تحالفات لشركات عالمية كبرى رغبتها وخطتها لبناء كامل الميناء خلال سنتين وكفرصة استثمارية دون أن تكلف ميزانية الدولة".

لماذا فضلت الحكومة العرض الكوري؟

ويقول الكاتب والإعلامي سالم مشكور، إن "العرض الكوري، هيكل ميناء والتمويل عراقي باقتراض داخلي، والسعر 2 مليار و650 مليون دولار ولمدة أربعة أعوام أما العرض الصيني، ميناء متكامل بكل بناه التحتية، بكلفة 2 مليار و160 مليون دولار، يكون التمويل بقرض صيني يبدأ سداده بعد خمسة أعوام، وبمدة ثلاثة أعوام"، "متسألا ماذا يعني تفضيل الحكومة العرض الكوري؟".

أما عضو لجنة الخدمات النيابية مضر خزعل يقول، في تصريحات صحيفة، إن المعطيات التي قدمت للجنة خلال اجتماعها مع وزير النقل ومدير الموانئ العراقية لعرض مؤهلات الشركتين الكورية والصينية المتنافستين على عقد إنشاء ميناء الفاو الكبير، أفضت إلى أن (دايو) الكورية اكفأ وأقدر على تنفيذ المشروع، إضافة إلى أن برنامج عملها يتسم بالسرعة.

من جهته أكد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، مازن الفيلي، ، إنه لا يوجد شيئا رسميا حول عقد شركة دايو في إكمال ميناء الفاو الكبير.

وقال الفيلي، في حديث لـــ"today news"، ان "المعلومات بشأن التعاقد لتنفيذ ميناء الفاو تصلنا عبر الاعلام"، مبينا انه "لم يردنا اي شيء رسمي بشأن عقد تنفيذ ميناء الفاو".

وأضاف أن "عقد دايو الكورية لا يلائم العراق ابدا، والشركة الكورية متلكئة، من مصلحة الصين سرعة اكمال ميناء الفاو"، مشيرا إلى ان "الشركات الصينية لا تخضع للضغوط عكس الكورية، اميركا ستعارض مشروع ميناء الفاو اذا اضر بمصالحها".

كلفة المشروع

وأعلنت وزارة النقل في وقت الاتفاق على الصيغة النهائية لعقد ميناء الفاو الكبير مع الشركة الكورية المنفذة للمشروع، الذي تقدر كلفته بنحو 4.6 مليار دولار، والذي وضع حجر الأساس له في العام 2010.

وبحسب وزير النقل نصار حسين الشبلي فأن العراق سيكون المحطة الأساسية في المشروع الصيني المعروف بطريق الحرير، والذي سيكون الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا، لكنه مرتبط بإكمال إنشاء ميناء الفاو الكبير عقب الاتفاق مع الشركة المنفذة، وفي حال إكماله سيكون العراق مركز طريق الحرير، حيث سيلبي المشروع تنفيذ القناة الجافة لربط ميناء الفاو بتركيا، وليكمل بذلك خط ربط من الصين إلى باكستان وميناء الفاو بحريا، وإلى أوروبا سككيا، مشيرا إلى أن تنفيذ طريق الحرير عبر العراق سيوفر آلاف الوظائف ومردودا اقتصاديا كبيرا للبلد، يوازي إيرادات النفط المالية.

تكهنات التاخير في التصويت 

كشفت لجنة النزاهة النيابية، عن سبب تأجيل تصويت مجلس الوزراء على التعاقد بشأن ميناء الفاو الكبير.

وقال عضو اللجنة يوسف الكلابي في تصريحات صحفية تابعتها  "Today News" ، "حسب ما وصلنا من جلسة مجلس الوزراء هذا اليوم، ان هناك نقاش مستفيض انتهى الى دراسة الجدوى الاقتصادية بشكل تفصيلي بشأن ميناء الفاو والتصويت عليه في الجلسة المقبلة".

وأضاف، "هناك دول وحكومات ومخابرات على مدى 17 عاماً وبتواطؤ سياسيين تعطل المشاريع الاستراتيجية وغيرها من المشاريع الاقتصادية في العراق ومنها ميناء الفاو".

وتابع "حضرنا اول امس اجتماعاً دعت اليه وزارة النقل واستمعنا منها عن المشروع وما يمكن ان يفعله، حيث بشكل مباشر وغير مباشر يمكن ان يوفر مليون وظيفة وهذا كله معطل منذ 2009 الى الان، وكان من المفترض ان ينتهي هذا المشروع منذ 2013، ومن الممكن منذ بداية تشغيله ان يوفر ما يقارب 100 الف وظيفة".

وأكد، أن "الكثير من الشركات الاستثمارية تترك العراق بسبب الروتين والاستهداف من قبل شركات، وطالما ليست هناك جدية حقيقية لمحاربة الفساد، وحكومة تحارب المحاصصة، وتغيير الاولويات عند تبديل وزير بآخر وكل هذه الامور اذا بقيت فلن يكون هناك ضوء في نهاية النفق".

وطالب الكلابي بأن "يكون الهدف واحد وهو انشاء ميناء الفاو بشفافية ووضوح الاجراءات فهو منجز يجب ان نحارب لاستكماله"، داعيا الى ان "تتحلى وزارة النقل بالشجاعة وتتخذ القرار الصحيح لمصلحة العراق وان لا تخشى احداً".

الصين وطريق الحرير(الربط السككي )

وأعلنت الصين عام 2013 مبادرتها بإنشاء طريق الحرير الجديد، وهو عبارة عن شبكة من الموانئ وسكك الحديد التي ستربط ما يقارب 65 بلداً حول العالم عبر شبكة من الطُرُق البرّية والسكك الحديديّة والموانئ وخطوط أنابيب النفط والممرّات البحرية فضلاً عن شبكات الاتصالات.

وتمتد الطريق الأولى من العاصمة الصينية مروراً بآسيا الوسطى، قبل أن تجتاز حدود أوروبا من إسطنبول التركية باتجاه الأراضي الروسية لتعود مُجدّداً نحو وجهتها الأخيرة في أوروبا، على شكل حزام، وبموازاة ذلك، تُنشئ الصين ممرّاً بحريّاً عابراً للمحيطات والقارات، وهو أطول من الطريق البرية وأكثر حيويّة، نظراً لما يحويه من إمداداتٍ للطاقة فضلاً عن كونه حاملاً للتبادل التجاري.


18-12-2020, 12:33
عودة