يواصل منسوب المياه المخزنة في سدود ولاية إسطنبول بتركيا تراجعه ليصل معدله إلى 22 في المئة مسجلا أدنى مستوى له منذ 10 أعوام، وفقا لبيانات صادرة عن إدارة المياه والصرف الصحي في المدينة "İSKİ"، ما ينذر بأزمة سبق وأن شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي.
ويعود تراجع منسوب مياه السدود إلى انخفاض نسب سقوط الأمطار، والتي وبحسب بيانات رسمية كانت الأقل خلال 2020، في سابقة لم تشهدها تركيا منذ 90 عاما تقريبا. وفي العادة تكون هناك 107 أيام ماطرة بشكل وسطي، ولم يمر منها حتى الآن سوى 30 في المئة.
وأوضح صورة للجفاف في إسطنبول عرضتها وسائل إعلام تركية في بحيرة "بيوك شكمجة" الواقعة في أقصى الغرب، والتي انحسرت المياه فيها إلى مستويات غير مسبوقة، حتى تحولت أجزاء منها إلى أرض جرداء.
وتعتبر "بيوك شكمجة" واحدة من أهم الموارد المائية في إسطنبول، وإلى جانبها كانت هناك صور لتراجع مستويات المياه في كل من سدود: عمرلي، باوتش ديرا، سيزلي ديرا، تيركوس، دارليك، وعلي بيه، وسط تحذيرات أطلقتها بلديات تركية، على رأسها إسطنبول بضرورة ترشيد المياه في المنازل، وتقليل الإسراف إلى أقل قدر.
وفي آخر تصريحاته قال إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الكبرى إن البلاد تواجه "أزمة مياه خطيرة"، مضيفا حسب ما نقلت صحيفة "جمهورييت" أنه "يجب أن يكون سكان إسطنبول حذرين، وأن يستخدموا المياه بأكثر الطرق اقتصادا".
وتطرق إمام أوغلو خلال حديثه إلى تصريحات سابقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان العام الماضي، وحينها أعلن أن أزمة المياه كانت من أهم المشاكل التي تعاني منها إسطنبول قبل توليه منصب عمدة المدينة عام 1994، وتمكنت حكومته من حلها.
إردوغان أشار في ذلك الوقت إلى أن "إسطنبول محصنة من أزمات المياه حتى عام 2040"، ليعلق إمام أوغلو بالقول بأن حديث الرئيس التركي "لا يمثل الحقيقة، لأن مشكلة المياه لم تحل حتى الآن".
والجفاف الذي تعيشه تركيا حاليا خاصة في إسطنبول يأتي للعام الثاني على التوالي، ووفق البيانات الخاصة بعام 2019 فقد انخفضت كمية المياه في السدود إلى 338 مليون متر مكعب، بعد أن سجل عام 2018 حوالي 558 مليون متر مكعب من المياه في السدود.