"Today News": متابعة
الرسم البياني يرينا كيف استطاعت السلالة الجديدة ان تحل محل السلالات التقليدية لفيروس كورونا المستجد في جنوب بريطانيا منذ ظهورها في شهر ايلول (سبتمبر) عام 2020 الى الان بحيث اصبحت 70% من الحالات المسجلة جنوب بريطانيا من السلالة الجديدة (اللون الاصفر يمثل السلالة الجديدة).
السلالة الجديدة من الفيروس تنتشر بنسبة 70% اكثر من السلالات القديمة و لكنها مساوية لها في الاعراض و شدة الاصابة.
الطفرة الاخيرة التي انتجت سلالة جنوب بريطانيا تعمل على تغيير شكل الاشواك التي يستخدمها الفيروس للالتصاق بمستلمات ACE2 الموجودة على الخلايا البشرية لفتح منفذ يتم من خلاله ادخال المادة الجينية الموجودة داخل غلاف الفيروس الى داخل خلايا المصاب.
معظم اللقاحات التي تم و يتم تصنيعها تستهدف هذه الاشواك و اي تغيير كبير في شكل الاشواك بسبب الطفرات يعني ان المُلقحين (قد) لن يستطيعوا مقاومة المرض بعد تعرضهم له بعد التلقيح لان الأجسام المضادة لن تتعرف على اشواك السلالة الجديدة بنفس كفائتها المتوقعة في حال تعرضها للسلالة الكلاسيكية لفيروس سارس-كوفي ٢.
و لكن المصابين بالمرض بعد تشافيهم سيكونون اكثر قدرة على مقاومة السلالة الجديدة لانهم تعرضوا الى كل الفيروس(الغلاف و الجينوم) و لديهم اجسام مضادة اكثر تنوعا من المُلقحين.
تعتبر قدرة الفايروس على الانتقال Transmissibility احد عوامل فوعة الفيروس Virulence اي ان ضراوة الجائحة زادت بسبب هذه الطفرة في التركيب الخارجي و ليس في الجينوم
و لاعطيكم مثلا على ما سيحصل
اذا كانت نسبة الوفيات ثابتة بمقدار ٢،٥% من الفيروس الكلاسيكي فان عدد الوفيات و الاصابات الشديدة ستزيد بعد انتشار السلالة الجديدة عدديا بسبب زيادة عدد المصابين بالمرض و ليس بسبب شدته و ستكون الزيادة العددية للمتوفين بمقدار ١،٧٥% فوق ال ٢،٥% بنفس الفترة الزمنية (اي 70% اكثر عدديا).
و هناك ارتفاع عالي في اصابات الاطفال مما يعتقد انه احد اسباب انتقال المرض بشكل اسرع و البحوث جارية.
الطفرة الجديدة موجودة الان في الكثير من دول العالم و اعتقد انها ستنتشر بشكل كبير خاصة اذا علمنا ان ٧٠% من اصابات كورونا في جنوب بريطانيا هي الان من السلالة الجديدة كما في الرسم البياني.
السلالة الفيروسية التي ظهرت في شمال اوروبا في حيوانات المنك شبيهة لسلالة جنوب بريطانيا الجديدة
شركتي فايزر-بيونتك و موديرنا تفحصان الان كفاءة اللقاح مقابل الطفرة الجديدة و النتائج متوقعة خلال اسبوعين.
اللقاحات المضعفة و غير الفعالة (ثلاث لقاحات صينية و لقاح بهارات الهندي) قد تكون اكثر قدرة على مقاومة المرض اذا استطاعت تكوين مناعة ضد الغلاف و الجينوم بوقت واحد لانها تحتوي على كل مكونات الفيروس و ليس غلافه فقط.
لهذا هناك اهتمام دولي كبير و منع سفر و اغلاق في عدة دول في العالم لحين التأكد من الوضع الجديد.
منظمة الصحة العالمية تؤكد ان لا خطورة كبيرة هناك
التعجيل في اخذ اللقاحات بامكانه ان يوقف سلسلة الانتشار و يستأصل المرض قبل ان تحدث طفرة كبيرة تعيدنا الى نقطة البداية.
اكثر من جهة علمية تقول ان اللقاحات ستبقى مؤثرة رغم الطفرات الوراثية الحالية و يحتاج هذا الى تاكيد من خلال تجارب مختبرية و سريرية على الملقحين فقط.
المجد للعلم و العلماء
اللعنة على الفيروس الخبيث
تحية للكوادر الطبية والرحمة للذين غادرونا للعالم الاخر بسبب هذا الوباء