وجدت دراسة جديدة من جامعة “أكسفورد”، أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص نجوا من الإصابة بفيروس كوفيد-19 يتم تشخيصه بحالة عصبية أو نفسية في غضون 6 أشهر من الإصابة.
وأظهرت الدراسة، أن أكثر حالات الصحة العقلية شيوعاً لدى المتعافين من “كورونا” هي اضطرابات القلق واضطرابات المزاج (مثل الاكتئاب)، والأرق، حيث تضمنت الحالات العصبية أعراضاً مثل نزيف الدماغ، وهو نزيف يتداخل مع وظيفة الدماغ، أو السكتة الدماغية الإقفارية، والتي تحدث عندما يتم منع الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم؛ فضلاً عن الخرف في بعض الأحيان.
بالنسبة للدراسة، نظر الباحثون في السجلات الصحية لأكثر من 230 ألف مريض، أكدوا حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة، حيث قدّروا أن احتمال إصابة الأشخاص باضطرابات عصبية أو عقلية بعد الإصابة بفيروس كورونا كان 34%.
بدوره، قال البروفيسور بول هاريسون، المؤلف الرئيسي للدراسة من قسم الطب النفسي في جامعة أكسفورد، في بيان، إن الحالات النفسية كانت أكثر شيوعاً، لكن الحالات العصبية “مهمة، لا سيما لدى أولئك الذين أصيبوا بفيروس كوفيد -19 الحاد”، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC.
كيف يؤثر فيروس كوفيد-19 وفيروسات أخرى على دماغك؟
بالإضافة إلى الأعراض المميزة لعدوى كوفيد-19، مثل الحمى والسعال وضيق التنفس، يعاني 25% من الأشخاص من أعراض تتعلق بالدماغ والجهاز العصبي، بما في ذلك الدوخة والصداع والتعب المنهك و “ضباب الدماغ” أو ضعف الإدراك، وهي مشكلة في التذكر والتعلم والتركيز. وبينما تميل الأعراض إلى الاختفاء بمجرد تعافي شخص ما، فإن بعض الناجين من الفيروس يعانون من آثار طويلة الأمد.
في هذه المرحلة، لم يكن الباحثون متأكدين من الآلية الفسيولوجية الدقيقة وراء الأعراض العصبية والمعرفية، إلا أن دراسة منشورة في مجلة New England Journal of Medicine وجدت أن أنسجة المخ لدى الأشخاص الذين ماتوا بسبب كوفيد-19 لوحظ عليها مزيج من الالتهاب وتسرب الأوعية الدموية في الدماغ.
من جانبه، كتب مدير المعاهد الوطنية للصحة، الدكتور فرانسيس كولينز: “من المحتمل أن تفسر العديد من الأعراض العصبية لـ”كوفيد-19″ من خلال استجابة الجسم الالتهابية الواسعة للعدوى وإصابة الأوعية الدموية المرتبطة بها، وليس عن طريق إصابة أنسجة المخ نفسها”. ا