"Today News": متابعة
ألقت صحيفة نيويورك تايمز، الضوء على منطقة "الأهوار جنوب العراق" وهي مسطحات مائية تقع بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية لبلاد الرافدين، لتظهر وكأنها واحة في وسط الصحراء، لكنها تواجه خطر الجفاف من حين لآخر لعدة أسباب.
وتضم هذه المنطقة مدن أور وأوروك وإريدو السومرية القديمة، التي أُنشئت في بلاد ما بين النهرين بين الألفيتين الرابعة والثالثة قبل الميلاد على ضفاف نهري دجلة والفرات.
والأهوار هي موطن لشعب يسمى المعدان، المعروف أيضا باسم عرب الأهوار، الذين يعيشون في عمق المناطق الرطبة، ويعملون في تربية الجاموس في أماكن معزولة، لا يمكن الوصول إلى معظمها إلا عن طريق القوارب.
بينما يعيش آخرون في مدن صغيرة على ضفاف نهري دجلة أو الفرات التي تغذي الأهوار. لكن العديد من سكان المعدان غادروها قبل عقود، عندما دمرتها الحرب والمجاعة والقمع.
وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الـ21، كان أقل من 10 في المئة من الأراضي الرطبة الأصلية في المنطقة عبارة عن مستنقعات عاملة.
واليوم، بعد إعادة غمرها وترميمها جزئيا، أصبحت الأهوار مهددة مرة أخرى بسبب تغير المناخ، ونقص الوعي البيئي على المستوى المحلي، وربما الأهم من ذلك، بناء السدود في تركيا وسوريا، وفقا لنيويورك تايمز.
في 2018، تسبب صيف شديد الحرارة أعقبه قلة الأمطار في حدوث جفاف خطير. انخفض منسوب المياه في بعض المناطق لأكثر من ثلاثة أقدام.
ونتيجة لذلك فقد مربيو الجاموس حوالي ثلث ماشيتهم، واضطر الكثيرون إلى المغادرة عندما تحولت المناطق إلى صحراء، مهاجرين إلى المدن المجاورة أو أبعد من ذلك؛ إلى الضواحي الفقيرة كربلاء والبصرة وبغداد.
لكن بعد بضعة أشهر، بدأت المياه في الارتفاع. وعاد المهجرون لكن بقيت المخاطر كبيرة على الأشخاص الذين يعيشون هنا.
فإذا جفت الأهوار المستنزفة بالفعل مرة أخرى، فقد لا يكون أمام شعب المعدان خيار سوى المغادرة، والابتعاد عن منطقة مسالمة في أرض مضطربة، حسبما تقول نيويورك تايمز.