الرئيسية / ليلة الانقلاب.. مراقبون العراق تجاوز حكم العسكر لهذه الاسباب

ليلة الانقلاب.. مراقبون العراق تجاوز حكم العسكر لهذه الاسباب

بغداد : "Today News"

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء يوم امس بخبر انقلاب عسكري في العرق  وبدأت القصة عندما اخترق قراصنة الصفحة الرسمية لجهاز مكافحة الإرهاب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، وأعلنوا باسم رئيسه الفريق الأول الركن طالب شغاتي الكناني انقلاباً عسكرياً في العراق.

ورغم النفي الذي اصدره  جهاز  مكافحة الارهاب وعلى لسان شغاتي , وإعلان مصادر أمنية بأنه تم إلقاء القبض على المشرفين على الصفحة الرسمية للجهاز وهم 3 بهدف التحقيق معهم على خلفية اختراق الصفحة. الا ان  الامر لم ينتهي عند تلك الحدود , وبات تلك الانباء حديث الشارع العراقي ومحل تفسير المحللين السياسيين, ومادة دسمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي .

البعض فسر الحادثة بانها تخطيط منظم  يراد من خلاله جس نبض  لردود الافعال الجماهيرية , وتمهيد لفكرة الحكم العسكري مستقبلاً, فيما اعتبرها امنيون بانها تهديد حقيقي للأمن المعلوماتي في العراق.

بالــون اختبار..وتداعيات امنية

يقول استاذ العلوم السياسية في جامعة كربلاء د. خالد  العرداوي ان "في حالة ثبوت صحة الاختراق  لصفحة التواصل الاجتماعي لجهاز مكافحة الارهاب  يعني ان الامن المعلوماتي للبلاد في خطر يهدد كبير, اما اذ كان  الحدث بالون اختبار فالأمر يؤول لخطط دولية منظمة لعودة الحكم العسكري في العراق "

واضاف العرداوي ان "محاولة جس نبض الشارع بحادثة ما سمي (بالاختراق ) يعني ان هنالك جهة تعمل بالفعل للتجهيز لانقلاب عسكري ممكن ان يشهده الشارع العراقي خلال الايام القادمة, لافتا ان" في حال استمرار ازمة العراق في ظل اجواء الاحتجاج العنيفة وطول مدة بقاء الناس في الشوارع عما هو عليه الان فان البيئة العراقية ستكون مهيأة لكل قادم جديد  لا يستبعد التدخل العسكري بحكم لفترة انتقالية "

واشار الى ان" بقاء المتظاهرين  لفترة طويلة , مقابل عدم الاستجابة الحقيقة لمطالبيهم  من الجانب الحكومي سيغلق الافق السياسي امام الحلول  السلمية ,ويفتح الابواب لحلول غير سلمية واحدة منها ستكون عسكرية الناس ".

العرداوي, لم يستبعد ميول الشارع العراقي نحو سيطرة الحكم العسكري لوجود رغبة  مجتمعية للتخلص من الطبقة السياسية الحالية باي شكل من الاشكال فالحكم  العسكري الانتقالي  الذي يمهد لحكم مدني افضل من سيناريو الحروب الاهلية المتحمل".

لا عودة لحكم العسكر في مجتمع مدني

فيما  اعتبر الناشط والاعلامي محمد البدر محمد البدر ان " ما حدث   هو تهكير حقـيقي لصفحة جهاز مكافحة الارهاب ولا يرتقي لانقلاب عسكري كما  هو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي .

واضاف البدر, ان لغة المخاطبة التي كتبت فيها التدوينه , وكذلك الترجمة المرافقة لها كانت غير صحيحة توحي لوجود فئة هكر عابثة بالصفحة لا تقف ورائها جهات يمكن ان تصنف دولية تعول على احداث انقلاب عسكري في العراق ".

 وقال البدر ,ان فكرة الانقلاب العسكري  لا تحدث عبر جهاز  مخابرات  جهة امنية هي جزء من منظومة الجيش ,فالمتعارف  علية ان" الانقلاب يحدث عبر انقلاب الجيش بكاملة ضد الحكومة وليس جهاز امني واحد هو ضمن عدة اجهزة امنية عدة في البلاد ".

وتابع :لو فرضنا ان الحادثة جس لنبض الشارع فاعتقد ان الشارع العراقي اعطى كلمته الرافضة  للحكم العسكري فما تبعيات الواقع اليوم الا نتائج عن حكم عسكري استمر من خمسينيات القرن الماضي حتى العام 2003".

لهذه الاسباب الانقلاب العسكري مستبعد

من جهته اوضح استاذ علم النفس د. احمد مهودر ان  " الحديث عن انقلاب عسكري شبه مستعبد في العراق  بالرغم من وجود الدعم الجماهيري في ساحات التظاهر في بغداد  والمحافظات وهم قاعدة خصبة من الممكن ان تهيئة لتقديم قاعدة عسكرية لحكم ادارة البلاد في خطوة لمعاقبة الطبقة السياسية الحالية ".

واوضح, ان"  فكرة الانقلاب العسكري لو صحت تأويلاته في العراق فهو سيكون مدعوم من الجانب الامريكي باعتباره المحرك الاساس في المنطقة وبالتالي قضية الانقلاب العسكري لا يمكن ان تتم او تنفذ باي شكل من الاشكال باعتبار ان الجانب الامريكي موجود  ,واذ حدث فبطبيعة الحال سيحصل بمباركة أمريكية" .

واضاف : قضية الانقلاب العسكري ليست ببعيده عن المشهد العراقي وخصوصا ان الاحتجاجات مستمرة منذ شهرين تقريبا وسألت الكثير من الدماء فيها وهناك الالاف من الجرحى من المتظاهرين المسلمين الذين خرجوا للمطالبة بالحقوق وانقاذ العراق من الوضع المزرى الذي وصل اليه وهو ما يعطي لمقبولية لفكرة الانقلاب ".

نائب: زمن الانقلابات انتهى في العراق

فيما رأى عضو مجلس النواب، حنين القدو، ان زمن الانقلابات العسكرية في العراق قد انتهى منذ زمن بعيد.وقال القدو، ان "الانقلابات العسكرية على الحكومات في العراق هي فترة وانتهت من زمن بعيد في ظل الديمقراطية التي يتمتع بها البلد، بالتالي كل من يعتقد ان يكون هناك انقلابا فهو واهم".

وبين ان "العراق اليوم بلد ديمقراطي يتمتع بجميع المزايا التي لم يراها في تلك الازمان، بالإضافة الى ان حكومته شرعية ومنتخبة من قبل الشارع".

وأوضح ان "العراقيين اليوم لا يثقون باي انقلاب عسكري على الرغم من ان هناك اطراف داخلية وخارجية تراهن على ذلك".

27-11-2019, 11:00
عودة