"Today News": متابعة
على بعد 3.5 ألف كيلو متر من العراق، تجري أحداث قد تتلاعب بمصير ربع صادرات العراق من النفط خلال الشهر الجاري أو الأشهر القادمة أيضًا، وهو ما يمثّل نحو مليار ونصف من إيرادات العراق التي تقارب الـ5 مليار دولار شهريًا من صادرات النفط.
تمثل الـ20.2 مليون برميل التي استوردتها الهند من العراق خلال شباط الماضي، ما يقارب المليار ونصف المليار دولار
عدد الإصابات الهائلة بفيروس كورونا التي تشهدها الهند خلال الفترة الحالية والتي فاقت الـ200 ألف إصابة يوميًا، وهو رقم غير مسبوق على مستوى دول العالم، يتلاعب بأسعار النفط عالميًا وذلك بفعل انخفاض الطلب من قبل ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم.
ويتوقع محللو سوق النفط العالمي أن يشهد سوق النفط العالمي المزيد من الانخفاض في الطلب على الوقود خلال شهر آيار/مايو الجاري، بفعل عدم بلوغ كورونا ذروته في الهند بعد.
وعند معرفة أن الهند تحتل المرتبة الأولى في قائمة مشتري النفط العراقي، وأن العراق يحتل المرتبة الأولى بقائمة مصدري النفط إلى الهند، تطرح تساؤلات عن مقدار الخسائر التي سيتكبدها العراق بفعل انخفاض طلب المشتري الأول لنفط العراق.
شركة تسويق النفط العراقي سومو، أعلنت مؤخرًا أن شركات النفط الهندية كانت الأكثر شراءً للنفط العراقي خلال شهر آذار/مارس الماضي بين الشركات العالمية الأخرى، حيث جاء بواقع 7 شركات من أصل 33 شركة عالمية.
وبحسب آخر إحصائيات منشورة من الجانب الهندي، فإن العراق احتل المرتبة الأولى لأكبر موردي النفط إلى الهند خلال شهر شباط/فبراير الماضي، حيث استوردت الهند ما يعادل الـ20 مليونًا و230 ألف، من أصل 82.8 مليون برميل صدّرها العراق خلال شهر شباط/فبراير، ما يعني أن نحو 25% من صادرات العراق النفطيّة كانت للهند التي تشهد انخفاضًا حادًا بالطلب بفعل الإغلاق وتدهور النظام الصحي هناك، ما يشكل خطرًا واضحًا على مصير ربع الصادرات النفطية العراقيّة.
وتمثل الـ20.2 مليون برميل التي استوردتها الهند من العراق خلال شباط/فبراير الماضي، ما يقارب المليار ونصف المليار دولار، من أصل قرابة الـ5 مليار دولار التي يحققها العراق شهريًا، وهو رقم كبير سيشكل فجوة بارزة في إيرادات العراق النفطية خلال الشهر الحالي والأشهر المقبلة في حال استمرت أزمة الهند.
وشهدت صادرات العراق انخفاضًا فعليًا في كمية الصادرات والإيرادات النفطية المتحققة خلال شهر نيسان/أبريل مقارنة بآذار/مارس الماضي، حيث بلغت الصادرات 88.3. مليون برميل وبإيرادات بلغت 5.5 مليار دولار خلال شهر نيسان/أبريل الذي شهد في منتصفه ابتداء الأزمة الهنديّة، في الوقت الذي بلغت صادرات النفط العراقي في آذار 91.3 مليون برميل بإيرادات بلغت نحو 5.8 مليار دولار.
يقول الخبير النفطي نبيل المرسومي ، إن "الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وكان الطلب الهندي على النفط الخام كبيرًا جدًا، حيث استوردت الهند في آذار/مارس الماضي أكثر من 5 مليون برميل نفط يوميًا".
ويبيّن المرسومي أنه "بعد الارتفاع في عدد الإصابات بكورونا التي تجاوزت الـ21 مليون إصابة نلاحظ وجود تراجع في الطلب الهندي على النفط الخام ليصل إلى أقل من 4 مليون برميل يوميًا، فضلًا عن انخفض الطلب الهندي على البنزين بنسبة 6%، وهو أدنى مستوى منذ عام فضلًا عن انخفاض الطلب على الديزل أيضًا"، مشيرًا إلى وجود "توقعات بانخفاض أكبر في الطلب على النفط الخام والمنتجات المكرّرة خلال شهر آيار/مايو الجاري".
ويوضح المرسومي أن "الهند بالنسبة للعراق هي أكبر دولة مستوردة للنفط العراقي حيث تستورد بحدود مليون برميل يوميًا فيما تمثّل الصين المستورد الثاني للنفط العراقي بعد الهند"، فيما يستدرك أنه "نتيجة تحمل أوبك عبء التكييف بين العرض والطلب فقدت دول أوبك جزءًا مهمًا من السوق الهندي، حيث بعد أن كانت أوبك تهيمن على السوق الهندي تراجعت إلى 72% وحل محلها النفط الأمريكي".
يقول خبير اقتصادي إن العراق يواجه مشكلة في تسويق الكميات المحددة لأكبر مستورد لنفطه في العالم
فضلًا عن ذلك، يرى المرسومي أن "التراجع الهندي الأكبر على النفط، زالمتوقع خلال آيار/مايو الجاري، سيؤدي إلى تراجع الطلب على النفط العراقي"، مرجحًا أن "يواجه العراق مشكلة في تسويق الكميات المحددة لأكبر مستورد لنفطه في العالم"، فيما اعتبر أن "على سومو والجهات المسؤولة في وزارة النفط أن تجد أسواق جديدة لتصريف الكميات المحددة للهند لتستوعب النقص المتوقع في الصادرات العراقية من النفط إلى الهند بفعل جائحة كورونا".