بغداد : "Today News"
عامر ملا عيدي
شكلت الضربات الـ (17) للمسيرات اليمنية (صماد وقاصف) في البقيق و(2) ضربة في هجرة خريص، و(4) ضربات لم يعلن عنها وما زالت النيران تشتعل في المواقع بين الهفوف ويبرين، لمنابع النفط السعودية التابعة لشركة أرامكو، تحولا إستراتيجيا مهما في الحرب على اليمن، خصوصا بعد انسحابات كثيرة من التحالف الذي تقوده السعودية وتدعمه إسرائيل وأمريكا، وتمادي الطيران الحربي السعودي في قصف الأسواق والمدارس والأعراس وبيوت الله واقتراف جرائم مروعة ويدفع التحالف السعودي لهذه الغارات مبلغ (30) ألف دولار لكل طلعة جوية يقودها طيار مرتزق جلبتهم السعودية من بعض الدول. الضربات حصلت والبقية ستأتي حتما، وتشكل المواقع المقصوفة 50% من صادرات النفط السعودية، أي بحدود (5) ملايين برميل نفط يوميا، وهو الأمر الذي يشكل خللا كبيرا في سوق النفط العالمية. ولنقف على تحليل التداعيات للضربة ونتائجها والمواقف المتخذة والاتهامات.
-الضربة حصلت ونفذت بدقة متناهية بتفوق يمني على كل أنظمة الردع التي كلفت السعودية المليارات.
-بداوة الحكم السعودي جعلها تصدق أمريكا وإسرائيل وسوق السلاح العالمي، واشترت أنظمة الردع العاجزة، وهذا مؤشر على حرب الاستنزاف للسعودية التي ترغب فيها أميركا ودول القرار الدولي الواقفة في الجهة المضادة لمحور المقاومة الإسلامي.
-يستطيع اليمنيون تغيير المعادلة الإقليمية والدولية، والأيام ستثبت أنهم قادرون على إسقاط الحكم السعودي إذا استمرت عاصفة الحزم، والتي شأنها شأن قادسية صدام بالضبط والتي اسقطت صدام ونظامه، وهذا يعني الكثير إقليميا ودوليا.
-اتهام العراق وإيران بالضربة لذر الرماد في العيون فقط، وهو تصعيد إعلامي وديبلوماسي كاذب من قبل أمريكا، غذ تهاتف بموبيو مع عبد المهدي وأعلن فيها براءة العراق، أما إيران فلا يستطيعون فعل أي شيء ضدها، ويندرج الاتهام ضمن سلسلة اتهامات كاذبة ضدها لا تقوى على تغيير وجهة نظر الرأي العام، لذلك ترى السعودية صامتة صمتا مطبقا، وحالها حال التي فقدت أعز أولادها مذهولة تشعر بالخيبة من حلفائها وتدرك جيدا المستنقع اليمني الذي وقعت فيه ونتائجه وتنتظر فقدان أهم مواردها المتبقية، وهو صمت الاستسلام.
-أمريكا قابلة في قرارة نفسها عن الضربة، وتصرح إعلاميا فقط عكس رغبتها الحقيقية، لغايات إستراتيجية بعيدة المدى، منها تبديل الحكم السعودي بآخر ليبرالي لا يخلو من الراديكالية، ولكنه جديد يمتص الغضب الجماهيري السعودي ويخفف وطأة الحقد الشعبي الذي يعتمل في صدور السعوديين على نظامهم المتخلف القاسي والجاف.
-اليمنيون يؤكدون في الضربة فشل عاصفة الحزم زيجهزون توابيت خططها وأهدافها.
-كل ما يستطيع الحلف السعودي والداعم الصهيوني والأمريكي والإنكليزي ومن معهم، هو أن يقول ذكرت الصحيفة الفلانية وقالت الأخرى كذا عن الضربة، فأين البنتاغون والتقنية الصهيونية والغربية والسعودية وأدوات الكشف العسكري المتطورة لتعطي الصورة الحقيقية للضربة؟ فهل الصحافة أدق من العسكر وغرف العمليات في المعلومات السرية والصحيحة؟
-هل من مصلحة السعودية والإمارات توسيع رقعة الحرب من اليمن لتشمل العراق وإيران، أم أنها البداوة والدفع الصهيوني؟ فاليمن وحدها وبحصارها وإمكانتاها المحدودة استطاعت ردع عاصفة الحزم الدموية سيئة الصيت، فكيف إذا توسعت الرقعة؟
-هل ستطال المسيرات اليمنية المواقع المهمة الأخرى؟ أم تكتفي بهذه الضربات؟ وهل ستتوسع لضرب المنابع الإماراتية أيضا وتدمرها؟ وهنا علينا أن نسأل أنصار الله والشعب اليمني عن هذه النقطة بالتحديد، كي نحلل الوضع القادم ونتائجه برؤى أخرى.
-هل يستطيع الإماراتيون والسعوديون كحكام (وليس شعبين) الدفاع عن أنفسهما والصمود، فيما إذا دخل العراق وإيران على الخط؟ علما أنهما يتقاتلان الآن في تعز وحضرموت وعدن وبعض الجنوب اليمني؟
-كم من مثل هذه الضربات ستحطم أسطورة آل سعود وتسقطهم؟ كذلك علينا سؤال انصار الله والشعب اليمني المسلم، لأنهم أدرى بالشعاب ومواطن القوة لدى خصومهم البدو.
-تبقى الثروات النفطية وغيرها ملكا لشعوبها، ولكن معادلة توازن الرعب والقوة هي التي ستحسم موت المدارس والأسواق والمساجد والمزارع والأعراس والطفولة وتوفر مضادات الكوليرا وتجلب الخبز والأمان لأهلنا في اليمن الصامد، إذ أوصل حكام بني سعود وزايد والصهيونية الشعب اليمني إلى مثل هذا القرار.
-كلنا سنهتف للسلام وعدم سفك الدماء المسلمة وحتى غير المسلمة، ولكن (لما ملكتم سال بالدم أبطح).